2023-06-03 | 22:33 مقالات

صحافيّو التأجيج على درب الزلق

مشاركة الخبر      

ظهر في “الإرهاب والكباب” قبل 30 عامًا ممثل “أسمر البشرة” أجزم بأن غالبية من شاهدوا الفيلم لا يعرفون اسمه، لكن مقولته ظلّت “لزمة” تستخدم إلى الآن وهي: “في أوروبا والدول المتقدمة”، واستعملها ضد أي تصرف لا يعجبه يقوم به “الزعيم” عادل إمام في الفيلم، ودلالة على أنه في أوروبا لا يشاهد مثل تلك المواقف البعيدة عن التحضّر لتطورهم من وجهة نظره.
قد تكون أوروبا تسيّدت التطور في أزمان ماضية، لكن في الأعوام الأخيرة تغيّرت البوصلة ولم تصبح دولها مثالًا لذلك، ونفخر في السعودية بأننا أضحينا مضربًا للمثل في التطور والازدهار في كافة المجالات، وهذا الأمر لم يتم إلا بعد توفيقه سبحانه ومن ثم دعم القيادة الرشيدة حفظها الباري.
قفزات كبيرة سجلتها بلادنا واكبها صحافيون احترموا المهنة، فانعكس ذلك على المتلقيّن وتحدثوا وكتبوا بلغة الإنصاف، فالصحافيون المنتمون إلى السياسة والاقتصاد والثقافة والفن وغيرها يقدمون طرحًا عقلانيًا ومتزنًا، لكن الأمر في الرياضة مختلف، وهنا أرمي إلى البعض من الصحافيين الرياضيين والنقاد وليس الكل فلم يكونوا على قدر التطور اللافت الذي يشهده القطاع الرياضي وخصوصًا كرة القدم، فلم يستوعب هؤلاء عشّاق “الريتويت” وعدد المشاهدات ومثيري الجدل الطموح الكبير الذي نعيشه في كرتنا والعمل على أن يكون الدوري السعودي من أفضل خمسة دوريات في العالم، ولو أعيد الفيلم لخرج الممثل “المغمور” ليصرخ في وجوههم بعبارة “في السعودية والدول المتقدمة”.. وللأسف هم لا يعون بأن أوروبا أصبحت عندنا الآن ويتابع أهلها دورينا.
ليس من المنطق أن يفتي سبّاك في عطل أصاب ماكينة “مازيراتي”، وحتى لو كان لسانه “يتصبب” عسلًا فلن تقبل مشورته، والحال ذاته عندما ينتقد بعض الصحافيين الأسطورة رونالدو أو أي نجم عالمي قادم من باب الكوميديا أو المصالح الشخصيّة.
الحل أمام هؤلاء الصحافيين ممن يأجج الوسط الرياضي ويختبئون خلف ستارة المثالية، إبعادهم نهائيًا، فالموسم المقبل لا يحتمل وجودهم، وسعدت كثيرًا بقرار إيقاف ثلاثة منهم بسبب مخالفاتهم، وأتمنى المزيد مستقبلًا، والأنظمة والقوانين والحزم هي أسلحتنا تجاه من يؤجج الوسط الرياضي وهو ما يحصل الآن من الجهات المختصة.. قواهم الله وكلنا عونٌ لهم.. ووسائل الإبلاغ متاحة وسهلة. ختامًا.. اختار صنّاع المسلسل الكوميدي الخالد “درب الزلق” نهاية حزينة لتكون الرسالة الصادقة لرحلة “حسينوه” ورددها بأغنية: “لا لا يا درب الزلق كم واحد في دربك هلك”.. ومع الأسف أن الكثير من الصحافيين الرياضيين يسيرون على هذا الطريق.