كلام
ويك إند
ـ حفل تقديم بنزيما كان صورة حية لما وصلت إليه كرة القدم السعودية، وبداية لمستقبل أكبر لما ستكون عليه، وأتصوّر أن الدوري السعودي في المستقبل القريب سيكون من ضمن أهم 3 مسابقات في العالم، وإذا ما حدث هذا الأمر فسيكون الدوري أبعد من مسابقة رياضية قوية يشاهدها محبو الكرة في العالم، بل سيكون رافدًا اقتصاديًا وسياحيًا وإعلاميًا، هكذا حوّل الإنجليز دوريهم إلى قوة اقتصادية وإعلامية تدر المليارات، وأعرف أصدقاء يسافرون 7 ساعات ليحضروا مباراة في الدوري الإنجليزي مدتها 90 دقيقة، وأستطيع أن أرى في المستقبل القريب الكثير من المشجعين من أنحاء العالم يشجعون الاتحاد والنصر والهلال والأهلي، وسيشجع آخرون أندية سعودية في مناطق مختلفة، لأن نجومهم المفضلين يلعبون في هذه الأندية، وسنرى الكثير منهم على المدرجات السعودية، إنها صناعة، وها هي تصنع.
ـ لا أعرف متى أعيش الويك إند بمفهومه العام، أن تتوقف عن العمل و(تفصل) تفكيرك عنه، أن تشعر بأنك ابتعدت لكي تعود إليه باشتياق، وأن تعطي نفسك وعائلتك حقها من وقتك ورعايتك. بالأمس بعثت رسالة لفرنسي أسأله إن كان موجودًا في مكتبه يوم السبت القادم فأجابني: بالتأكيد لا! ركزت في رده على (بالتأكيد) وكأنه يقول لا يمكن أن يعمل الإنسان في يوم عطلته، دار رده في عقلي كثيرًا، ولماذا لم أفصل يومًا الإجازة عن العمل، لماذا لا أتوقف عن الركض الأسبوعي ليوم أو يومين؟ ربما هو سوء إدارة، أو سوء ثقافة في طريقة العيش باستمتاع، أو سوء توازن، وفي سوء التوازن تحديدًا هناك أكثر من متضرر، أولهم الإنسان نفسه، ثم عائلته، ثم عمله، الذي ظن بأنه يخلص له فأعطاه معظم وقته، بينما العمل نفسه يتطلب من ممارسه الراحة، لكي يعود متلهفًا ومتجددًا.
سأبدأ من الغد بعدم التفكير بالعمل أثناء العطلة، ليس لكي أجدد طاقتي، بل لأجيب، إذا ما سألني أحدهم إن كنت أعمل يوم السبت: بالتأكيد لا.
ـ الصورة التي تشكلها عن أحدهم في زمن ما هي صورة مؤقتة، لأن الإنسان يتغير مع الوقت وهذا أمر طبيعي، غير الطبيعي هو عندما تلتقي بشخص بعد فراق طويل ثم يتفاجأ بأنك تغيرت، متناسيًا بأنه هو نفسه قد تغيّر، لكنه احتفظ لك بالصورة القديمة وظن بأنها باقية لغاية الآن. لماذا أقول هذا الكلام؟ هذا الكلام هو نفسه الذي قلته لأحد الزملاء بعد انقطاع دام 21 عامًا، أرادني أن أكون كما افترقنا في ذاك الوقت، حاولت أن أشرح له الأمر وتأثيرات الزمن، لكنه لم يقتنع، حاولت أكثر من مرة.. حتى قلت له: إيه تغيرت.. شتبي؟ من زين صداقتك!