مجموعة أفكار
ـ كل منا يتبع فكرته، وبقدر ما يظن الإنسان أنه حر إلا أنه أسير مجموعة الأفكار التي في عقله، فإن كان محظوظًا، وكانت أفكاره جيدة ونافعة، استفاد منها في حياته، وإن كانت العكس عانى منها، وربما راح ضحيتها. بقدر ما تكون الأفكار جيدة بقدر ما تكون الروح مرتفعة، وأصحاب الأفكار الجيدة ينظرون للحياة بواقعية، ومتفائلون، يعيشون في الأماكن الجميلة والمريحة، ولا علاقة بالحالة المادية في ذلك، يهتمون بمظهرهم، ويصنعون أوقاتهم الممتعة.
ـ أصحاب الأفكار السلبية ينظرون بسلبية، حتى وإن أخذتهم إلى أجمل حديقة في العالم سيبحثون عن الوردة الذابلة من بين مئات الورود ليشيروا نحوها، تاركين جمال الحديقة وروائح الورود الأخاذة. في أول الشهر الحالي سافرت إلى دولة أوروبية وكان هناك تقرير إخباري يتحدث عن كثرة الفئران في عاصمة الدولة، وأن هناك فأرين مقابل كل إنسان. لم أسمع شيئًا عن التقرير، ولم أشاهد فأرًا، لكن أحد الأصحاب، وبعد يومين من وصولي، أرسل لي تقرير الفئران، وسألني إن كنت أشاهدها في الطرقات، وإن كان في الشقة التي أسكنها أي فأر؟ عندما انتبهت وجدت أن صاحبي هذا بالأساس من أصحاب الأفكار المُحبطة، وذو نظرة سلبية للأشياء، وإن لم يكن كذلك لما أرسل لي رسائل الفئران، ولو كان عاقلًا وإيجابيًا لنصحني بزيارة الأماكن الشهيرة والمتميزة في العاصمة.
ـ يحكي أحد الزملاء كيف أن شخصًا تعرف عليه غيّر من حياته للأفضل، لأنه غيّر من طريقة نظرته للأمور، لقد رتبها، بحيث جعل التفاؤل يسبق التشاؤم، والأمل يسبق الاستسلام، والتحمل يسبق الإحباط. يروي الزميل أنه كان يرى العمل في إحدى المؤسسات الإعلامية شيئًا من خيال، إنها مؤسسة مهنية، ولا بد أن معاييرها أكبر من إمكاناته، وفي أحد الأيام سأل الشخص زميلنا عن المانع الذي منعه من التقدم للعمل في هذه المؤسسة، فقال له ما يعتقده عنها وعن نفسه، فطلب منه أن يحاول، وأن لا شيء يمنع من الالتحاق بها، لأنه يمتلك المواصفات المناسبة. بعد أيام معدودة من التقدم للعمل في المؤسسة أصبح واحدًا من موظفيها، ومع تلك الوظيفة تغيرت أشياء كثيرة في حياته، وفتحت له أفاقًا كثيرة.
ـ إبراهيم الفقي، رحمه الله: لا تلم نفسك وإنما حاسبها، وتعلم من أخطائك، وحاول أن تنمي الجوانب الإيجابية من شخصيتك، وتصحح الجوانب السلبية أو تزيلها.