ماذا بعد
استقطاب النجوم؟
بدأ الميركاتو الصيفي للأندية السعودية قويًّا بالتوقيع مع أفضل لاعب في العالم للعام 2022 الفرنسي كريم بنزيما حين نجح الاتحاديون في ضمه إلى صفوفهم حتى العام 2026.
لحق هذه الصفقة عدة صفقات أخرى حتى الآن بتوقيع الهلال مع البرتغالي روبن نيفيز والسنغالي كوليبالي القادمين من الدوري الإنجليزي، ومن ثم صفقة أفضل حراس العالم 2021 السنغالي ميندي لصالح فريق الأهلي.
نجوم عالميون كثر على طاولة المفاوضين السعوديين حاليًا، وذلك بعد أن أتم صندوق الاستثمارات استحواذه على 75 % من الأندية الجماهيرية الأربعة الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، ما يؤكد أننا بانتظار موسم رياضي تنافسي ومثير على الصعيد الفني، ولكن ماذا بعد هذا الاستحواذ؟
ثمار الاستحواذ كما ذكرت بدأت مبكرًا بالصفقات العالمية واستقطاب النجوم في مشروع وطني تتعدى أهدافه كرة القدم إلى مجالات أخرى، ولكن النتائج الأهم التي سنراها نهاية الموسم المقبل على أقل تقدير هي الأهم، فكيف ستدار هذه الأندية على المستوى التنظيمي والمالي؟
فمن المعلوم أن مشروع الاستثمار في الرياضة والتخصيص الذي أطلقه ولي العهد أخيرًا يهدف إلى رفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية السعودية، إضافة إلى تطوير البنية التحتية لتقديم أفضل الخدمات للجماهير، كما يستهدف المشروع صناعة جيل متميز رياضيًّا على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إضافة إلى تطوير لعبة كرة القدم ومنافساتها بصورة خاصة، للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل 10 دوريات في العالم، وزيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال (120 مليون دولار) إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنويًا (480 مليون دولار)، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من ثلاثة مليارات ريال (800 مليون دولار) إلى أكثر من ثمانية مليارات ريال (2.1 مليار دولار).
هذه الأهداف الطموحة والكبيرة جدًا لابد من أن نشاهد بداياتها على الأقل مع نهاية الموسم المقبل، ولابد من المراجعة الشاملة لمعرفة سير المشروع على الوجه الذي أراده راعي هذا المشروع.
فدخول 5 أعضاء يعينهم صندوق الاستثمارات في مجالس إدارات هذه الأندية يبشر بعمل احترافي بعيدًا عن العشوائية والفردية في القرارات المصيرية والحاسمة للنادي سواء من قبل رئيس متفرد أو عضو شرف داعم متحكمين بالقرار. ما زلنا في بداية المشروع وليس برنامج الاستقطاب للنجوم العالميين سوى جزء منه، فالهدف أكبر، وما سينعكس على القطاع الرياضي في المستقبل ليس له حدود.