زحمة.. وثريدز
الخيال هو الأفكار الأولى للأشياء، الطائرة كانت خيال الإنسان بالطيران والفكرة الأولى لصناعة الطائرة، والأمر نفسه للهاتف، لا بد أن أحدهم في وقت ما تخيّل لو أنه استطاع التحدث مع صديق في مكان بعيد، أو أن لديه المقدرة على مشاهدة ما يحدث الآن في قارة بعيدة، وهذا ما نسميه اليوم بالبث المباشر.
وقد تقودنا الحاجة لتوجيه الخيال نحو الحل المفترض، السيارة كانت حاجة المسافرين لاختصار الوقت والراحة في السفر، والثلاجة كانت حاجة الإنسان لحفظ الطعام والحصول على الماء البارد، جميعها بدأت أفكارًا خيالية وتحققت مع الوقت. بالأمس قرأت ما كان خيالًا بالنسبة لي ولبعض الناس، ويقول الخبر أن إدارة الطيران الفيدرالي الأمريكي منح شركة ناشئة رخصة تتيح لها تجريب مخترعها الجديد وهو عبارة عن سيارة طائرة قادرة على السير في الشوارع والتحليق في الأجواء، ومع أن الرخصة محصورة حاليًا للمشاركة في المعارض والبحث والتطوير إلا أن ما كنا نتخيله أصبح حقيقة، ولا بد أنها مسألة وقت ونتخلص من زحمة الشوارع بالسيارة الطائرة عندما تصبح متاحة للجميع. قد يأخذ انتشار السيارة الطائرة وقتًا لكن مسألة وجودها أصبحت حتمية. الحمد لله أن خيال السيارة الطائرة قد تحقق ولم يتحقق خيال صديقي الذي كان أثناء الزحمة وفي الطقس الحار يتخيل لو أن سيارته تتحول إلى مدرعة عملاقة تسحق كل ما هو أمامها لتتجاوز الازدحام، يبدو أن خيال الإنسان لا يظهر حاجته فقط بل يكشف عن طيبته وقسوته أيضًا.
فجّر مايكل زوكنبرغ مفاجأته بإطلاق تطبيقه الجديد (ثريدز) المنافس لتويتر، ولن نستطيع الحكم على نجاح المنافس الجديد لتويتر حتى بعد اشتراك أكثر من 10 ملايين مشترك في أقل من 24 ساعة، لكن البوادر تقول أنه تطبيق سهل الاستخدام وفيه ميزات تنافسية، والميزة الحقيقية التي تصب في صالحه لا توجد في التطبيق نفسه بل في التغييرات والشروط الجديدة التي فرضها إيلون ماسك في تويتر. من الجيد أن يكون لتويتر تطبيق منافس شديد، لكي لا (يتبلطج) علينا إيلون ماسك، ومع أن تطبيق زوكينبرغ لن يكون مجانيًا في المستقبل إلا أنه قد يعيد لماسك حساباته، فلا يستعجل في تعويض كل الـ 33 مليارًا التي دفعها في تويتر. زوكينبرغ عمل بصمت على تطبيقه الجديد وعلى طريقة افعل ثم تحدث.