العالم
الذي نعيش
مقال اليوم من أخبار العالم الذي نعيش، وسأبتعد كالعادة عن أخبار الحروب والكوارث، لن أنقل خبرًا عن الحرب الروسية الأوكرانية، ولن أقول بأنها قد تشتد لأن هناك من يغذيها لكي تستمر، وأن أسلحة جديدة ستدخل ساحة المعركة.
لا يعني ما ذكرته أني نقلت شيئًا عن أخبار الحرب فهي موجودة في كل المواقع الإخبارية، حتى إذا ما فتحت موقعًا إخباريًا لتتابع أخبار فريقك ستظهر لك الأخبار عن تباطؤ الهجوم الأوكراني!. آخر ما قرأته عن عالم الطيران ليس عن الطائرات الجديدة التي ستختصر زمن السفر، بل عن طيّار تحدث مع الركاب قبل الإقلاع قائًلا بأنه يحتاج لمتبرعين يغادرون الطائرة لأنها أصبحت ثقيلة، وأنه لن يقلع وهي بهذا الوزن! ما حدث أن كل الركاب رفضوا المغادرة حتى تمت مخاطبتهم بما تلين له القلوب وتتفهمه العقول، فقد أعلنت الشركة المالكة بأنها ستمنح من يغادر الطائرة 500 يورو لكل راكب يؤجل سفره للغد، فوافق مباشرة 19 راكبًا! ويبدو أن من فكر بهذه الفكرة لدية خبرة في الحياة، وأن وقع المال في حل المشاكل أكبر بكثير من الإقناع وكل الوسائل الفلسفية. بالمناسبة بعض شركات الطيران في أوروبا وفي أوقات محددة تعرض رحلات دولية رخيصة الثمن بشكل لا يصدق، وأعرف شخصًا سافر عبر إحدى شركات الطيران من لندن إلى كوبنهاجن بثلاثين جنيهًا إسترلينيًا، أي بأقل من 150 ريالًا، حتى أن ثمن التذكرة كان أقل من ثمن أجرة التاكسي للمطار والذي بلغ 45 جنيهًا.
في النمسا عبّر مذيع نشرات إخبارية عن شعوره بالحر الشديد بسكب الماء على رأسه بعد قراءة النشرة، ومع أن ما قام به المذيع يبدو طريفًا إلا أن درجة الحرارة التي اشتكى منها لم تكن تبلغ سوى 37 درجة، لكنها من الدرجات التي تعتبر مرتفعة للأوروبيين خصوصًا وأن أوروبا غير مهيئة لاستقبال درجات الحرارة المرتفعة، فالبيوت ومعظم السيّارات بلا مكيفات، والغريب أن درجات الحرارة التي تبلغ الثلاثينات تبدو لاهبة، وسمعت الكثيرين من العرب وهم يشتكون من درجات الحرارة الثلاثينية الأوروبية، مع أنهم جاؤوا من درجات أربعينية وحتى خمسينية، لكنهم كانوا يقولون بأنهم يشعرون بأن الشمس في أوروبا تبدو أقرب للأرض، وهذا ما يجعل الحرارة لاسعة! درجات الحرارة فعلًا ارتفعت صيفًا في أماكن كثيرة من العالم بشكل غير مسبوق، لم أعتقد يومًا بأنني سأشاهد أجهزة التكييف في بعض البيوت والشقق في لندن، حتى بعض البلدان العربية التي اعتدنا أن يكون صيفها لطيفًا أصبحت تشكو من الحر الشديد. نبقى دائمًا ممتنين لويليس كارير الذي اكتشف المكيفات، وفي كل صيف لاهب أتمنى لو أنه على قيد الحياة لأطبع قبلة على جبينه.