2023-07-13 | 23:32 مقالات

استقطاب اللاعبين والعدالة

مشاركة الخبر      

تشتعل منصات التواصل الاجتماعي، وتحديدًا منصة تويتر التي تستهوي السعوديين بشكل كبير، بهاشتاقات جماهيرية تتعلق باستقطابات النجوم العالميين للدوري السعودي، والميركاتو الصيفي الساخن لأنديتنا، والذي لم يسبق له مثيل. لكن الأمر المؤسف أن غالبية هذه الهاشتاقات تنبع من نظرة قاصرة وعين واحدة، إضافة إلى سلوك جماعي من بعض جماهير الأندية تعتقد أنها من خلال هذا السلوك تستطيع التأثير على مشروع وطني متكامل لتطوير كرة القدم السعودية.
جماهير النصر تطلق الهاشتاقات وتطلب المساواة وترى أن فريقها لم يأخذ حقه من برنامج الاستقطاب وأنه وجه لصالح الهلال والاتحاد، مشيرين إلى الصفقات التي وقعها خصومهم أخيرًا، فيما لا يكتفي أنصار الهلال بالاحتفاء بصفقاتهم بل يؤكدون عبر هاشتاقات يطلقونها بأن فريقهم لم يتم مساواته بالنصر والاتحاد اللذين يملكان لاعبين من الفئة الأولى عالميًا مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بن زيما. الاتحاديون ليسوا أقل شأنًا فيرون أن فريقهم الأحق بالصفقات العالمية ويجب تمييزه عن البقية بحكم مشاركته في مونديال الأندية الذي تستضيفه السعودية العام الحالي. أنصار الأهلي لهم رأي آخر عبر هاشتاقات تتكرر بأن الصفقات يتم تحويلها من فريقهم لصالح قطبي العاصمة ويستبقون الأحداث متبعين الأخبار العالمية غير المؤكدة عن مفاوضات للأندية السعودية مع الجزائري رياض محرز لاعب فريق مانشستر سيتي الإنجليزي، والسنغالي ساديو ماني لاعب بايرن ميونيخ الألماني.
الغريب أن كثير من الجماهير المشاركة في هذه الهاشتاقات تعلم أن البرنامج ليس منحازًا لفريق دون آخر، ولكنها تعتقد أنها بهذا الأسلوب قد توجه الاستقطاب نحو ناديها وتستطيع أن تميزه عن الآخرين، والمؤسف حقًا أن ينساق إعلاميون عبر حساباتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر مقالات صحفية خلف ذلك وهم أكثر من يعلم بأن برنامج الاستقطاب ومشروع تخصيص بعض الأندية واستحواذ صندوق الاستثمارات العامة على 75% من ملكية الأندية الأربعة الهلال، النصر، التحاد، والأهلي هو مشروع وطني يهدف لتطوير كرة القدم، كما أنهم يعلمون أن المشاريع الوطنية مع رؤية القائد الملهم محمد بن سلمان 2030 تخضع للرقابة والتدقيق وتضمن العدل وكفاءة الانفاق.
ليت الجماهير السعودية والإعلاميين السعوديين يحتفلون ويحتفون بكل هذه التطورات، ويدعمون مثل هذه المشاريع الوطنية بدلًا من التشكيك بها ومحاولة التأثير عليها وتحويلها عن مسارها، وهي رؤية ساذجة وقاصرة عن فهم طبيعة العمل في المشاريع الوطنية حاليًا.