تمبكتي
هل من جديد
ضجة كبيرة صاحبت انتقال حسان تمبكتي، لاعب فريق الشباب السابق، إلى نادي الهلال بعد منافسة شرسة بين أندية صندوق الاستثمارات الأربعة، وبالتأكيد أن الصفقة على الجانب الفني تستحق الكثير من الحديث عنها وعن أهميتها، وتستحق هذه المنافسة الكبيرة بين الأندية الأغنى في السعودية باعتبارها الصفقة الأهم في سوق انتقالات اللاعبين المحليين منذ أكثر من 10 أعوام على الأقل من وجهة نظر خاصة.
ولست هنا للحديث عن قيمة هذه الصفقة أو أهميتها، ولكن أكثر ما لفت انتباهي المبالغة الشبابية والمعارضة الكبيرة للصفقة والانقسام الكبير في الصف الشبابي، خاصة ونحن نستمع للصوت المعارض في كل منصة إعلامية وبشكل يوحي بمنهجية خاصة أن هذه الأصوات المعارضة لم يسبق سماع صوتها في أحداث مماثلة في البيت الشبابي، والذي يعتمد على تسيير أموره منذ صناعة الجيل الشبابي المميز في مطلع التسعينيات الميلادية الماضية على بيع النجوم في الفريق خاصة على فرق العاصمة الهلال والنصر، بدءًا بخالد المعجل، وفؤاد أنور، وفهد المهلل، ومن ثم في مرحلة أخرى بيع عقد اللاعب ناصر الشمراني هداف الدوري في ذلك الوقت، وعبده عطيف أيقونة الفريق وابن النادي كما يقال، وآخرين حتى الوصول لآخر المنتقلين من الفريق الشباب حسان تمبكتي والذي قد يلحق به زميله متعب الحربي في سوق الانتقالات سواء للهلال أو غيره من أندية الصندوق التي تبحث عن خدمات اللاعب.
كل هذه الانتقالات التي مرت في التاريخ الشبابي الحديث لم تكن نتيجة أهواء شخصية أو قرارات ارتجالية من قبل إدارة النادي أو تحديدًا رئيسه في كل تلك المراحل، إنما هي نتيجة ضرورة وخيار وحيد لمعالجة ديون النادي وضمان التدفقات النقدية لخزينته، فالشباب مع كامل الاحترام والتقدير له وهو شيخ الأندية وعميد أندية العاصمة لا يملك مصادر أخرى كافية لضخ الأموال، فطوال تاريخه يعتمد على كرم شخص واحد وهو الأمير خالد بن سلطان أطال الله في عمره والمبتعد عن المشهد الرياضي كاملًا منذ سنوات، ولا يملك من الإيرادات الاستثمارية ما يوازي مكانته التاريخية لوقوعه بين ناديين يطغيان عليه جماهيريًا، وهنا لست أدافع عن قرار انتقال تمبكتي ولا عن الإدارة الحالية بقيادة خالد الثنيان، فلقد سبق وأن أيدت خالد البلطان في بيع عقد هداف الدوري النيجيري إيجالو لصالح الهلال، وهما يتنافسان على اللقب قبل موسمين، فالنظر لمثل هذه القرارات المصيرية للنادي والمتعلقة بالديون وتدفق الأموال لا مجال فيها للعاطفة، ولا بد من اتخاذ القرارات الأقل ضررًا للصالح العام للنادي.