قائد «الأخضر» أجرى المقابلات الشخصية وأبرم الصفقات قبل اعتزال اللعب مانشيني..
ولد مدرّبا
عندما دخل المدرب السويدي سفين جوران إريكسون، صيف عام 1992، إلى غرفة المقابلة الشخصية التي أهَّلته لتدريب فريق سامبدوريا الإيطالي الأول لكرة القدم، فوجئ بأحد لاعبي الفريق جالسًا وسط لجنة مسؤولي سامبدوريا التي أجرت معه المقابلة.
وتقتصر المقابلات الشخصية مع المدرّبين، عادةً، على أرفع مسؤولي الأندية، لكن الإيطالي روبرتو مانشيني شكّل استثناءً، عكَس سُلطته داخل سامبدوريا، التي سمحت له بحضور اجتماعات مجلس الإدارة والإدلاء برأيه في جلب لاعبين جدد.
وعلى امتداد مسيرته لاعبًا، من 1980 إلى 2001، أظهر مانشيني، الذي تولَّى أخيرًا تدريب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، صفاته القيادية وولعه بالجوانب التدريبية والإدارية، وكان صاحب الصوت الأعلى في غرفة الملابس والمتحدّث الدائم إلى زملائه قبل صافرة البداية وبين الشوطين. ويقول عنه إريكسون الذي درّبه 5 أعوامٍ في سامبدوريا ثم 4 في لاتسيو وعيَّنه مساعدًا له “كان يريد أن يصبح مدربًا حتى عندما كان لاعبًا”.
ويضيف “لقد كان هو المدرب ورجل المعدَّات وسائق حافلة الفريق.. كل شيء.. كان يريد التأكد من أن كل شيء على ما يرام قبل انطلاق التدريب.. وفي بعض الأحيان كنت أقوله له: مانشيو لديك مباراة يوم الأحد، وستشعر بالإرهاق إذا أردت السيطرة على كل التفاصيل.. لكنه كان كذلك”.
وقبل اعتزاله اللعب، عُيِّن مانشيني مدربًا مساعدًا ضمن جهاز السويدي في لاتسيو، وكان الرجل الثاني فيه.
وفي كتاب سيرته الذاتية “تحقيق الهدف”، كشف اللاعب الإنجليزي المعتزل ديفيد بلات عن واقعةٍ جمعته بمدرب “الأخضر” السعودي تكشف إلى مدى بلغ نفوذ الأخير واتساع مهامِه في سامبدوريا، الملقّب اختصارًا بـ “السامب”.
يقول بلات إنه التقى بمانشيني في النفق المؤدي إلى الملعب قبل مباراةٍ بين باري وسامبدوريا الإيطاليين، وفوجئ بمانشيني يسأله بصراحة عمّا إذا كان يرغب في الانتقال إلى “السامب”.
وانضم الإنجليزي، بعد باري، إلى يوفنتوس الإيطالي، لكن مانشيني بقِيَ على تواصلٍ شخصي معه وأسهم بالفعل في نقله إلى “السامب” عام 1993.
ويصف بلات مانشيني بأنه كان بمنزلة الابن للراحل باولو مانتوفاني، رئيس سامبدوريا السابق.
وبسبب قوة شخصيته وقياديته، اللتين شَهِد بهما له عددٌ ممن زاملوه وعمِلوا معه، شبّهت صحيفة “ذا جارديان” البريطانية، مانشيني بأنه “السير أليكس فيرجسون الخاص بمانشستر سيتي”، وذلك في تقريرٍ مطوّل عن الإيطالي ومسيرته كتبه الصحافي دانييل تايلور مطلع عام 2012.
وكان الإيطالي، آنذاك، مدرّبًا للسيتي ومنافسًا لمانشستر يونايتد، تحت قيادة الإسكتلندي فيرجسون مدرّبه التاريخي، على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي اختار بنهاية موسم 2011ـ 2012 الفريق “السماوي” بطلًا جديدًا له.
زمالة سامبدوريا تشكّل جهاز الإيطالي
يضع الإيطالي روبرتو مانشيني ثقته وهو يُشكِّل أجهزته الفنية في عددٍ من زملائه الذين لعِبوا معه بشعار فريق سامبدوريا الأول لكرة القدم.
ويضمّ الجهاز الفني للمنتخب السعودي تسعة مساعدين إيطاليين اختارهم مانشيني، خمسةُ منهم زاملوه في صفوف سامبدوريا.
من بين هؤلاء أتيليو لومباردو، اللاعب الدولي السابق.
ومثّل لومباردو سامبدوريا الإيطالي من 1989 إلى 1995.
وعندما انتقل إلى لاتسيو، فريق العاصمة روما، عام 1999، تجدّدت زمالته لمانشيني الذي ارتدى قميص “نسور العاصمة” من 1997 إلى 2001. والمساعدون التسعة، الذين ضمّهم مانشيني لجهاز “الأخضر”، عمِلوا تحت قيادته في الجهاز الفني لمنتخب بلادهم من 2018 وحتى الشهر الماضي.
وطبقًا لموقع “فوتبول إيطاليا” الإلكتروني، كان لومباردو على وشك تسلّم مهمة تدريب منتخب بلاده تحت 20 عامًا، لكنه غيَّر وجهته عندما استقال مانشيني وقرَّر تدريب المنتخب السعودي.