في ليلة
«الثاني عشر»
ما بين الفترة والأخرى أحب أن أقوم بقفزة نوعية في ذائقة مشاهدتي، وهذه القفزة تكون إما في التصنيف الغريب أو في الإنتاج محدود الميزانية أو - وهو الأكثر أهمية - متابعة أفلام خارج قالب هوليوود بالكامل.
تابعت أفلامًا من دول كثيرة لم أكن أتوقع أن أكون متابعًا لها في يوم من الأيام، وبهذه الخطوة تيقنت أن السينما رائعة في أغلب لغاتها.
تابعت أعمال إندونيسية ولعل من أبرزها سلسلة The Raid، وتابعت أعمال إيرانية ولعل من أبرزها A Separation وTaste of Cherry وA Hero، وتابعت أعمالًا ألمانية ولعل من أبرزها Downfall وThe Lives of Others، وأعمال إسبانية لعل من أبرزها The Invisible Guest وThe Platform وOpen Your Eyes وThe Skin I Live In، وأيضًا أعمالًا أرجنتينية لعل من أبرزها The Secret in Their Eyes، وأعمالًا فرنسية لعل من ضمنها The Intouchables.
جميع ما ذكر أعلاه هي أعمال رائعة تستحق المتابعة لكل من لم يتابع أي عمل من خارج هوليوود ليعرف أن السينما متوسعة بجماليتها على كل الدول وكل اللغات. وبطبيعة الحال لم أتطرق لأي من الدول العربية سواء في المدرسة اللبنانية أو المدرسة المصرية. لأنها لا تحتاج إلى تعريف في موضعنا اليوم.
نعود لعنوان المقال، ليلة “الثاني عشر” هو فيلم فرنسي اسمه “La Nuit du 12” يتحدث في واقعة حقيقية (حسب ما يذكره الفيلم) هذه الواقعة تروي مأساة عالم الجريمة في فرنسا، حيث يقال أنه في كل عام يتبقى ما يقارب 800 جريمة بلا حل، وفيلمنا هذا هو أحد هذه الأعمال الذي يسلط الضوء على قصة مؤلمة لفتاة شابة يرتكب فيها شخص جريمة بشعة ويترأس التحقيق في هذه الجريمة المحقق “يوهان فيفيس” الذي يسلط الفيلم الضوء على أثر هذه الجريمة على محقق كان من المفترض أن يؤدي عمله فقط دون الإنحراك المشاعري والهاجس الذي يصيبه في أي من القضايا التي يتولها. هذا العمل مؤلم، ويدرس النفس البشرية، وفي ذات الوقت يسلط الضوء على جانب مظلم تمر فيه فرنسا في عالم الجريمة الذي لا ينتهي فيها.