هل كرة القدم تفرّقنا؟!
الرياضة بوصفها علمًا لا تختلف عن العلوم الإنسانية الأخرى من ناحية ارتباطها بالنظريات العلمية، التي تسهم في تطورها وتجويد عملها.
ومن أجل ضمان مواكبة الرياضة السعودية، من الناحية الإدارية، المجالات الأخرى، التي تميَّزت بنجاحاتها، يجب أن نؤمن بأهمية القيادة الرياضية في المنظمات على مختلف الأصعدة، من وزارة الرياضة إلى الأندية الرياضية. سأخصِّص هذه الزاوية كل يوم جمعة لتسليط الضوء على علم الإدارة الرياضية وقيادة المنظمات الرياضية. واليوم سأتحدث عن كتاب “كرة القدم في الظل والشمس” للمؤلف إدواردو جاليانو، وهو كتابٌ، يستكشف جوانب مختلفة من عالم كرة القدم وتأثيرها في المجتمعات والثقافات. يتناول الكتاب قضية الاختلافات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تؤثر في هذه الرياضة الشعبية. واحدةٌ من النقاط المثيرة للاهتمام التي يناقشها الكتاب، هي تأثير كرة القدم في توحيد المجتمعات والتعبير عن الهوية الوطنية. ويستعرض الكتاب أمثلةً عدةً عن كيفية استخدام كرة القدم بوصفها وسيلة للتواصل والتفاعل بين ثقافات مختلفة. إضافةً إلى ذلك، يتطرَّق الكتاب إلى قضايا مثيرة للجدل مثل الفساد في عالم كرة القدم وتأثيره في مصداقية اللعبة، ويقدم تحليلًا شاملًا لأسباب الفساد وآثاره في الرياضة وكيفية مكافحته.
يقول الكاتب: “كرة القدم، هي صورةٌ مجازيةٌ للحرب، ويمكن لها أن تتحوَّل أحيانًا إلى حرب حقيقية، عندئذ يتخلى الموت المفاجئ عن كونه مجرد اسم لطريقة دراماتيكية في التعادل في المباريات، فالتعصب الكروي في زماننا احتل الموقع الذي كان يقتصر في السابق فقط على الحماسة الدينية، والعاطفة الوطنية، والهياج السياسي، ومثلما يحدث مع الدين والوطن والسياسة، هناك فظاعات كثيرة ترتكب باسم كرة القدم، وكثير من التوترات تنفجر بسببها”.
لا يبقى إلا أن أقول: “كرة القدم في الظل والشمس”، هو كتابٌ مثيرٌ للاهتمام، يلقي الضوء على جوانب مختلفة من كرة القدم وتأثيرها في المجتمعات والثقافات، ويعرض رؤى متنوعة ومدروسة، تسهم في فهم أعمق لهذه اللعبة الشعبية وقضاياها الاجتماعية والثقافية والسياسية.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.