لا تصدّق
كل ما تراه
*سقطت مقولة: “لا تصدّق حتى ترى”. وصار لزامًا في زمن الذكاء الاصطناعي، ألَّا تصدّق كل ما تراه.
في الولايات المتحدة الأمريكية فاجأ مرشَّحٌ للرئاسة جمهوره بالانسحاب من السباق الرئاسي، داعيًا إياهم إلى التصويت لصالح ترامب.
لم يظهر أن الفيديو مزيَّفٌ أبدًا! بل إنَّ أكبر المخرجين سيفشل في اكتشاف ذلك! والملاحظ، إلى جانب انتشار الفيديوهات المزيَّفة، الدرجةُ العاليةُ التي وصلت إليها قدرة الذكاء الاصطناعي في صناعة فيديوهات غير حقيقية لأي شخص كان! ما يعني أننا دخلنا عصرًا، سنضطر فيه قريبًا إلى اعتماد البث المباشر بوصفه مصدرًا موثوقًا، والتحقّق من كل الفيديوهات المسجَّلة قبل تصديقها، ولا أستبعد أن نقرأ، ونسمع كثيرًا من التوضيحات والبيانات الصادرة من أشخاص تمَّ فبركة أحاديث على لسانهم وصوتهم وصورتهم!
إلى أين تمضي بنا هذه القفزات التقنية التي تعطي بيد فائدةً، وتُسبِّبُ بالأخرى مخاوفَ وأضرارًا؟! ولا تستبعدوا أن تشاهدوني في مقطع وأنا أراوغ كل الدفاع، وحارس المرمى، ثم أرفع الكرة قليلًا لأسدِّدها على طريقة الـ “دبل كيك”.
*في المكسيك تمَّ ضبط 11 ألف غشَّاش في الماراثون السنوي هناك! واكتشف المنظمون أن الغشَّاشين احتالوا بطرق عدة، منها الاستعانة بسيارة، أو درَّاجة نارية، أو الدخول للسباق قبل أمتاره الأخيرة! ولا أعرف لماذا اشترك هؤلاء في السباق إن لم يريدوا خوضه بنزاهة، ثم ما الفائدة من الفوز بالغش؟! أعتقد أنهم مثل كثير من البشر، يريدون الفوز بحثًا عن الشهرة، وإيجاد قيمة لهم، وإن كانت شهرةً مزيَّفةً وقيمةً وهميةً. فكرة الرياضة بالأساس منافسةُ النفس أولًا قبل منافسة الخصوم، كما أن حالة الفوز بالغش، ستلاحق صاحبها ضميرًا وتفكيرًا حتى إن بقيت طي الكتمان! المضحك أن الذين فازوا بالغش، ستسمع منهم كثيرًا من الكلام الذي يُمجّدون فيه حُسن الأخلاق والأمانة! ولا تستغربوا إن سمعتموهم يمتعضون مما وصل إليه بعضهم من خداع وكذب!
*هناك مثلٌ صيني عن النجاح في العمل يقول: “قد يفشل الذكي والمحظوظ، لكنَّ المثابر لا يفشل أبدًا”. وفي الحياة عمومًا تقول الحكمة اليابانية: “يحتاج الإنسان إلى ثلاثة أشياء فقط ليكون سعيدًا: شخصٌ يحبه، شيءٌ يفعله، وأمرٌ يحلم به”.