كيف تغيرت
جماهير إيران؟
أجبرتني المشاهد التاريخية التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية للاستقبال الكبير لبعثة فريق النصر بقيادة الأسطورة رونالدو في طهران من قبل الجماهير الإيرانية على العودة بذاكرتي لأكثر من 26 عامًا وتحديدًا في العام 1997 حين التقى المنتخب السعودي بنظيره الإيراني في طهران في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 98 في فرنسا.
في ذلك الوقت كنت في مقاعد الجامعة أدرس الإعلام صباحًا وفي المساء أعمل في القسم الرياضي لصحيفة الاقتصادية، حينها كلفني المعلم والأستاذ الكبير محمد التونسي بمرافقة المنتخب السعودي في تلك المباراة وتغطية الحدث على نفس الطائرة الخاصة للأخضر، كانت التجربة الأولى لي لتغطية حدث خارج السعودية، وقد يكون من حسن حظي وسوئه في الوقت ذاته أن تكون هذه التجربة في طهران. 48 ساعة كانت مدة الإقامة ولكنها مرت وكأنها عام كامل، استقبال حافل عند المطار ولكنه استقبال مختلف عن ما استقبل به النصر لوحات وعبارات سياسية ودينية تكفرنا وتدعو على بعثة الأخضر بقيادة فهد الدهمش رحمه الله إداريًا ويوسف الثنيان لاعبًا بالوبال وبنار جهنم، أكثر من 4 ساعات انتظرناها في المطار لإنهاء إجراءات الدخول رغم أنها بعثة رسمية لا يفترض أن تتجاوز مدة إنهاء إجراءاتها دقائق معدودة، وحين وصلنا للفندق مقر بعثة المنتخب لم نستطع النوم حين أطفأت الكهرباء لأكثر من 4 ساعات بخلاف ما واجهه من تهديدات وعبارات غير لائقة وقذف بكل ما تتناوله أيدي الجماهير الإيرانية في الطريق للملعب وأثناء المباراة. تذكرت تلك المشاهد واختلاف الاستقبال بعد 26 عامًا وتذكرت الاستفزازات التي تتعرض لها الأندية والمنتخبات السعودية في طهران حتى قرار الاتحاد الآسيوي بلعب المباريات في أماكن محايدة قبل سنوات، وقارنتها بالاستقبال التاريخي لبعثة فريق النصر وتحول الحال للجماهير الإيرانية، وذلك بفضل الله ثم بفضل المشروع الرياضي السعودي الذي تدعمه الحكومة، والذي جعل كرة القدم السعودية وأنديتها محط أنظار العالم، ومكَّنها من استقطاب نخبة نجوم اللعبة وأساطيرها العالمية. تحول كبير في كرة القدم السعودية على المستوى المحلي والدولي، وجماهير تتابع وتشجع أندية هذا الوطن من مختلف دول العالم، وعدسات الكاميرات العالمية تتابع التحركات السعودية في كل اتجاه، وكأن لغة كرة القدم أصبحت سعودية عربية.