كأس العالم
و«قاهر» المستحيلات
كنا كسعوديين واقعين جدًا؛ فكرنا على قدنا وطموحاتنا ندرك أبعادها الممكنة وغير الممكنة وأحلامنا خاصة إن كان أمر “تحقيقها” يعد من سابع المستحيلات بلوغها حتى الأمنيات نختزنها في صدورنا ونكتفي بكلمة “يا رب” ودعاء لعلها تكون ساعة استجابة.
- حينما حضرت بطولة كأس العالم بأمريكا عام 1994وكنت رئيسًا للقسم الرياضي بجريدة المدينة كأول بطولة لكأس العالم أحضرها لم تدر بخلدي فكرة استضافة بلدي لمثل هذا الحدث العالمي لقناعتي بأن هناك ظروفًا سياسية واجتماعية واقتصادية ورياضية فرضت علي الاكتفاء بنظرة تفاؤلية أن يقدم منتخبنا صورة مشرفة عن الكرة السعودية وأمنية وحيدة راودتني قبل مباراتنا أمام منتخب بلجيكا لسخرية صحفي بلجيكي من سؤالي له حول توقعه لنتيجة المباراة فرد “قل كم هدف سيلج منتخب بلدك”، والحمد لله أمنيتي تحققت بفوز تاريخي.
- حتى عندما كنت رئيسًا للبعثة الإعلامية لنادي الاتحاد أثناء مشاركته في نهائيات بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت في اليابان كانت أفكاري وأحلامي وأمنياتي تدور في السياق ذاته نحو سمعة بلدي نادٍ سعودي يمثله في هذا المحفل العالمي وارتحت كثيرًا بعد المستويات الفنية التي حققها النمور وشهادة للتاريخ انتزعتها من لسان رئيس فيفا السابق بلاتر عبر سؤال عن رأيه في فريق الاتحاد قائلًا بأنه لم يشاهد من ربع قرن فريقًا آسيويًا مثل نادي الاتحاد.
- أمام كل المتغيرات والتحولات الخيالية التي شهدتها بلادنا في هذا العهد الزاهر بقيادة الملك سلمان وولي عهده من الطبيعي أن يصاب مجتمعنا السعودي بـ “صدمة” حضارية حتى العالم الذي من حولنا عاش هذه الصدمات الجميلة والرائعة ولكن قائد الرؤية السعودية الذي كان تنبأ بحدوثها حرص على أن يذهلنا جميعًا كعادته بـ “أم المفاجآت” والمستحيلات وسؤال قفز إلى رؤوسنا “نحن في حلم أم في علم”؟
- لم نفق من صدمة إقامة بطولة كأس العالم للأندية بالسعودية ليفاجئنا بحجم شغفه “وخبر هز العالم” فرحًا برغبة السعودية في استضافة بطولة كأس العالم للمنتخبات عام 2034 وهنا يجب أن نتوقف طويلًا حول رسالة يوجهها “قاهر المستحيلات” لشعبه وللعالم أجمع مفادها “في السعودية لا شيء مستحيل” بوجود العزيمة والرغبة لتجاوز كل المستحيلات فبلادنا قادرة على تخطيها بعون الله.