الأهلي بين العقل والعاطفة
فتح ملف خروج الأهلي من مسابقة كأس الملك التي يتسيدها بـ 13 لقبًا يجب أن يكون النقاش فيه عقلانيًّا ولا يخضع للعاطفة، لأن العاطفة قد تقود النقاش إلى وجهة أخرى بعيدة عن الهدف الذي فتح من أجله ملف الخروج المر أمام جماهيره.
العقلانية والمنطق يقولان إن الأهلي أضاع التأهل بعدم جدية بعض لاعبيه وتسرعهم أحيانًا في التعامل مع الفرص التي أتيحت لهم أثناء اللقاء، والعقلانية أيضًا تستوجب أن نقول إن هذه المباراة هي من حالات كرة القدم التي تحدث نادرًا بأن يتغلب فريق يلعب ناقص لاعبين على فريق مكتمل وأكثر خبرة وأقوى عناصر ويلعب على أرضه وبين جماهيره، والعقلانية تقول إن المباراة لو أعيدت عشر مرات بنفس السيناريو لن تتكرر نفس النتيجة، والعاطفة بالحديث عن هذه المباريات هي أن “تنسف” كل عمل قدم لتأسيس فريق منافس لهذا فإن حديث العاطفة يبقى ناقصًا ومجحفًا وغير مكتمل أركان النقد، فالمطالبة بإلغاء عقد المدرب الذي لم يكمل عدة أشهر ولم يكمل عمله والحكم على كل المنظومة بالفشل هي آراء عاطفية بنيت على نتيجة مباراة وليس على مسيرة فريق لايزال يتعافى من آثار مرحلة سيئة في تاريخه أسهمت في تفريغه وتوزيع نجومه على المنافسين والتعاقد مع المصابين والعاطلين.
لهذا على الأهلاويين وهم العشاق الأكثر حضورًا ودعمًا ومساندة أن يقفوا مع فريقهم الذي لايزال يبحث عن تشكيل هويته المطلوبة، ولا يمنع هذا من المطالبة بتعزيز قدرات الفريق بعناصر محلية وأجنبية إذا سارت المحاولات لتخليص النادي من قرار منع التسجيل، ونجحت جهود تجنيبه أخطاء من سبق، الذين أوقعوا النادي في قضايا كان يمكن تجنبها لو تم التعامل معها بحكمة وحرص.
وفي الأخير يجب أن يكون الجمهور الأهلاوي عونًا للقائمين على الفريق وألا يصطفوا مع محاولات من أقفلت أمامهم أبواب “المصالح” لأن أغلب محاولات هدم الجهود القائمة لتأسيس فريق منافس تأتي من حسابات تقطعت مصالحها وأُقفلت أمامها الأبواب، وتحاول العودة إلى المشهد مرتدية ثوب الناصح والمحب والحريص.