صراع أعوام يسقط الشهري
لم أكن أريد الحديث عن المدرب الوطني القدير سعد الشهري، مدرب المنتخب الأولمبي، بعد ظهوره الإعلامي المثير للجدل أخيرًا، لأنني سبق وأن كتبت عنه ممتدحًا قبل نحو عامين، وذكرت الإشكالية الكبيرة التي وُضع فيها من قبل صفين من الجمهور النصراوي والهلالي، فأحدهما يهاجمه ويقلل منه والآخر يمجده ويطبل له.
لم أكن أريد تكرار الحديث عن المدرب الشاب لكيلا أحسب على أي من هذين الصفين، ولا يحسب حديثي مع أي منهما، ولكني أرى نفسي مضطرًا لتقديم النصيحة للمدرب الشاب الذي وقع في المحظور في لقائه الإعلامي الأخير، وتحدث فيه بتأثير من هذين الصفين، ولا أعلم السبب في ذلك هل هو رأي مقرب منه ورطه في ذلك، أو هو تأثير هذين الصفين وتمكنهما منه. لأنه من الواضح لمن تابع اللقاء أن المحاذير التي وقع فيها الشهري لم تكن فخًا من مذيع، ولا هي زلة لسان، بل هي حديث نفس يخوض معه فترة طويلة، وكان يريد إخراجه للملأ.
وضع الشهري في إجاباته على بعض الأسئلة نفسه خصمًا للهلال، ولبس القميص الأصفر في هذا اللقاء دون أن يعلم متأثرًا بالحرب بين هذين الصفين حول قيادته للمنتخب طيلة الأعوام الماضية، وهي سقطة لا تليق به بعد كل هذه التجربة، ولا تشبه شخصية المسؤول التي يفترض أن يلعبها ويتحرر من ميوله وصراعاته السابقة.
شاهدت أحاديث سابقة للمدرب الوطني، وكنت مشاركًا في برنامج كورة على قناة روتانا حين استضافه قبل أكثر من عامين، ذكي في إجابته يعرف موقعه وحدوده في الحديث، وتناقشت معه حول الصراع الذي يدور حوله بين أنصار النصر والهلال، وكان متفهمًا لذلك ومؤكدًا أنه بعيد عنه، لكن للأسف أنه وقع فيه من حيث لا يعلم.
أتمنى أن يكون المدرب السعودي الشاب قد أحس بخطئه، والمهم ألا يستمر ضحية لهذه الصراعات، ويستمر في طريق النجاحات ليقدم لنا منتجًا وطنيًا كبيرًا نفاخر به ولا نختلف عليه. الشهري بحاجة إلى أن يستمع للانتقادات التي طالت خروجه الأخير، وأن يعي كل ما أثاره من جدل، فهو جهز نفسه فريسة لمن لا يريد نجاحه.