أربع جثث وأربعة أزمنة..
مسلسل Bodies
في الفترة التي حقق فيها مسلسل “دارك” الألماني نجاحًا ساحقًا وباهرًا في منصة نيتفلكس، دون أي شك فإن المنصة رغبت في تكرار هذا النجاح في القالب ذاته الذي عرف فيه مسلسل دارك.
عمل دارك تكلم عن ثلاثة أزمنة مختلفة تتداخل مع بعضها وكل واحد منها يؤثر في الآخر.. بدأنا مع الحاضر وانتقلنا إلى الماضي ثم المستقبل، وكلا الأزمنة الثلاثة تؤثر في الأخرى بأي حدث يحصل فيها.
لقي مسلسل دارك في فترة إصداره وإلى أن انتهت كمية ضخمة جماهيرية لم يصدقها صناع العمل، ولا نيتفلكس ولا محدثكم كذلك. حيث يقال إن العمل تسبب في زيادة عدد مشتركي المنصة- نيتفلكس- بشكل ملحوظ ومربح.
اليوم تعود هذه الفكرة أو هذا القالب بمسلسل جديد يحمل عنوان “جثث”. قصة تحقيقات بوليسية تتخلخلها عوامل الغموض تارة والخيال العلمي تارة أخرى، ولا أعرف إن كان من المنطق تسميتها خيالًا علميًا أو لا.. فهل نعدّ السفر عبر الزمن خيالًا غير قابل للتحقيق، أو خيالًا علميًا سيحدث في المستقبل؟ الأمر يعتمد على معتقدات الإنسان ولا واقع حتمي فيه.
على كل حال يبدأ المسلسل في موسمه الأول- المكون من ثماني حلقات- بتناول قصة المحقق الرقيب ساهارا حسن من شرطة العاصمة وهي تطارد المراهق المسلح سيد، أثناء المطاردة وفور دخول حسن إلى زقاق ضيق تجد جثة عارية بشكل غامض ومرعب مفقوعة العين وكأنما قد رميت بالرصاص. وعلى إحدى يدي هذه الجثة علامة غريبة.. وتبدأ بعدها في التحقيق وراء هذه الحادثة.
في لندن تبدأ القصة وبها ستنتهي، موقع واحد أربعة أزمنة مختلفة ومكان الجثة ووصف الجريمة لا يتغير.. مسار قصصي في تاريخ 1890 الذي يظهر أنه الأول، ثم آخر بعده في سنة 1941 ثم ثالث هو عالمنا الحاضر 2023 وأخيرًا يعطينا نظرة عن تصور العمل لما سيكون عليه العالم بالمستقبل في 2053.
العمل انتهى موسمه الأول وحصل على تقديمات تزيد على الـ 80 % وبالتالي فهو مؤشر لاستحسان الجماهير حول المسلسل. أما أنا محدثكم فكنت سأعجب بالعمل أكثر لولا بصمات نيتفلكس التي تصر على الزج بالانحطاط الأخلاقي في أغلب أعمالها.
أخيرًا.. مبروك لمملكتنا العربية السعودية وعاصمتها الرياض كونها وجهة العالم في معرض إكسبو 2030.