البروباغاندا
في «السينما».. 2
إكمالًا للمقال الماضي، البروباغاندا شكليًّا هي من أنواع الدعايات التي تروج لشيء ما، ولكن هذه الفكرة بحد ذاتها كافية لتكون بمثابة الإقناع ورواية حقيقة.
فحينما نروج لحدث فكأنما نقول إن “الواقع هو ما نشاهد” أو “الدارج هو ما رأينا”، في الجزء الأول فيلم تضمن علاقة غير شرعية بين رجل وأنثى بشكل عادي، وكأنها ما يحصل في المجتمع ويجب تقبله.. ولكن ماذا لو كانت الأمور أكبر من ذلك بالواقع؟
في عام 2014 رأى الكثير من النقاد الأمريكان بأن فيلم “القناص الأمريكي” للمخرج كلينت إيستوود يستحق الفوز بعدد من الجوائز في حفل الأوسكار، وفي ذلك الوقت الفيلم ترشح لست جوائز. حيث تحدث الفيلم عن شخصية كريس كايل بناءً على مذكراته. الرجل الذي يذكر بأنه قد قتل 255 إنسانًا في حرب العراق بأربع جولات كان فيها خلال تلك الفترة. ويظهر الفيلم الرجل وقصته حينما كان بطل الحرب بدلًا من سافك دماء البشر. والرأي العام الأمريكي والرواية لهذا الشخص تصور القناص كبطل.
من ناحية أخرى ذكر نقاد غير أمريكيين أن الفيلم يتناول قصة مجرم وليس بطل حرب، ويركز فقط على الجانب الأمريكي من القصة.
كذلك، يروي فرانسيس كوبولا صاحب “الأب الروحي” فيلم أسماه “القيامة الآن” صدر عام 1979 ماهية الحرب، حيث لا يظهر أي جانب على أنه بطل، ولا آخر كشرير. بل يروي الحقيقة. الحرب ضرب من الجنون الجماعي الذي يقتل فيه الناس بعضهم.
أخيرًا إعجابي الشديد في العمل الياباني “هجوم العمالقة” يأتي لعدد من الأسباب التي لا أستطيع حصرها، ولكن أحد أبرزها هو أن المؤلف هاجيمي إيساياما صوّر عالمين، عالم فيه بطل القصة وهو ذاته شريرها بجانبين جانب المارلي وجانب الإلديا ولكل من الاسمين دولة مستقلة فيها حقيقة مختلفة عن الأجداد وتتوارث سنة بعد العشر. كلها تروي أمرين متناقضين وكل جانب يدعي أنه الوحيد الحق وأن القصة التاريخية حصلت كما يرويه هو.
يظهر “إيساياما” بالنهاية خلاصة مفادها المنتصر في الشيء هو من يكتب التاريخ، وهذا التاريخ لا يعني بالضرورة أنه هو الحقيقة في عمل عظيم وآرسر أجده أفضل طريقة لنهاية المقال.