أهلا بالمحترفين ووداعا للمتطوعين
حالة التغيير التي تعيشها الأندية السعودية حاليًا، وخاصة الأندية الجماهيرية الأربعة ومن سيلحق بها من بقية دوري روشن، يجب أن يقابلها تغيير في مفاهيم الخطاب الإعلامي والجماهيري.
فالأندية بدأت التحول بشكل متسارع نحو التخصيص والبحث عن موارد، والتفكير في منظومة إدارية متكاملة لا تعتمد على رأي رئيس النادي أو عضو داعم.
الأندية الجماهيرية الأربعة أصبح لديها رؤساء تنفيذيون، ومديرون رياضيون أجانب، أصحاب خبرات متراكمة في أندية عالمية، حضروا لتطبيق مفهوم مختلف في إدارة النادي «تسويقيًّا وإداريًّا وفنيًّا» مختلف تمامًا عن الوضع السائد سابقًا، فهناك مستهدف يجب أن يحققه في آخر الموسم، وهو يعمل وفق آلية متفق عليها مع شركة النادي.
هذا التغيير قد يقابل بالتخوف من قبل إعلام وجماهير الأندية الأربعة، لأن القرارات والعمل لن يكون على الجانب الفني فقط، وإنما سيوازيه جانب اقتصادي، ولهذا ستتغير آلية التعاقدات والمخالصات، فالقرار لم يعد يملكه شخص واحد بمفرده يستجيب ويتأثر لرغبة الجماهير أو لضغط الإعلام.
ومن بوادر هذه المرحلة الجديدة وجود رئيس نادي الاتحاد أنمار الحائلي الذي كان يرافق فريقه في كل مبارياته في الندوة التي نظمتها كلية جدة العالمية، بينما فريقه في مدينة «نامنجان» الأوزبكية لملاقاة فريقها نافباخور في معترك آسيوي، وهذا يؤكد انتهاء حقبة رؤساء الأندية وتقليص أدوارهم وصلاحياتهم بشكل تدريجي.
المرحلة المقبلة ستشهد تحولات كبيرة في القرارات المفصلية للأندية، وهي خطوة متوقعة لخطوات مقبلة قد تتحول معها الأندية إلى شركات بخصائص متكاملة، وستخرج من عباءة الفكر الواحد والقرار الواحد وسيصبح العمل بحسابات الربح والخسارة في بيع وشراء عقود اللاعبين والاستثمار في كل مكونات النادي ومرافقه.
وحتى نصل إلى هذه المرحلة علينا جميعًا أن نستوعب ما سيصدر من تغييرات جوهرية في كيفية العمل والتماشي معها وفق رؤية جديدة تدير الأندية بعقلية احترافية، تسبقها دراسة جدوى لكل خطوة، وسنودع معها «هاشتاقات» المطالبات العاطفية وعبارة جئت من المدرج وسأعود إليه.
فمرحبًا بالتغيير الذي يقود رياضتنا إلى مرحلة جديدة ومختلفة، وأهلًا بالقادمين الجدد، ووداعًا لكل المجتهدين «المتطوعين»، فالمرحلة لم تعد تستوعبهم «وليس كل مجتهد بمصيب».