صراع الفضة والبرونز
لا يحمل لقاء الأهلي والنصر، الذي سيقام مساء الليلة في «الجوهرة المشعة»، شيئًا غير الصراع على حصد الفضة، وحجز مقعدٍ آسيوي، وتسجيل رقمٍ للتاريخ في لقاءات الفريقين بعد أن غرَّد الهلال وحيدًا بصدارة الدوري، وترك لمنافسيه البحث عن «مقبلات» الموسم.
السؤال الطبيعي الذي يُطرح من قِبل المشجع النصراوي والأهلاوي: لماذا يملك الهلال هذا التميُّز في الدوري، ولماذا يحضر في كل بطولات الموسم، ولا نفعل ذلك؟
سؤالٌ منطقي، لماذا الهلال؟
ببساطة، لأن الهلال مختلفٌ في صفقاته وتعاقداته ونوعيتها، والأهم من كل ذلك، أسبابُ هذه التعاقدات التي يجريها.
النصر والأهلي غالبًا، وقد تكون دائمًا، تأتي تعاقداتهما لسد خللٍ في منظومة الفريق، لذا يتم التعاقد مع لاعبٍ لسد هذا الخلل سواء كان خللًا دفاعيًّا، أو هجوميًّا، أو في أي مركزٍ من مراكز الفريق. بينما تعاقدات الهلال في الغالب، أو ربما دائمًا، تكون لتقوية مركزٍ هو قوي أصلًا، ولكنه يبحث عن زيادة قوة الفريق.
للتدليل على ذلك، لنأخذ مركز الظهير الأيسر في الهلال، إذ يوجد فيه ياسر الشهراني «لاعب دولي»، ناصر الدوسري «لاعب دولي»، ومحمد البريك «لاعب دولي»، ويشارك أحيانًا في هذا المركز، ومع ذلك تمَّ التعاقد مع الظهير الأيسر البرازيلي «لودي»، وعلى هذا المثال، قِس باقي المراكز الأخرى، وهنا يكمن الفارق بين الهلال وبقية منافسيه.
نعود للقاء هذا المساء وصراع الفضة والبرونز، لنجد أن الفريقين لا يملكان صفات البطل الحقيقي، لأن الأندية المتأرجحة في مستوياتها ما بين فوزٍ وخسارةٍ، وعدم ثباتٍ على هويةٍ واضحةٍ، ودون شخصيةٍ داخل الملعب، لا تحمل من صفات الفريق البطل الكثير، وهذا ما يحدث للنصر والأهلي حاليًّا، فالفريقان خرجا من سباق اللقب على الدوري، كما خرج النصر من صراع اللقب الآسيوي، وقبله غادر الأهلي بطولة كأس الملك على ملعبه أمام أبها.
هذه مؤشراتٌ على تأرجح المستويات، وعدم الثبات الفني والشخصية، لذا فإن صراع الفضة والبرونز، هو الأنسب للفريقين خلال الموسم الجاري على أمل أن تتغير الأوضاع في تعاقدات الصيف المقبل بالنسبة لهما، فالوضع الحالي للمنافسة مع الهلال، الذي صنع فريقًا بعنايةٍ فائقةٍ، لا يمنحهما أكثر من الصراع على الفضة والبرونز.