حارس مثل شمايكل يساوي بطولة
أحب الحارس الموثوق.. أكره الحارس المهزوز.. ليس عندي منطقة وسطى.. الحارس بالذات لا أملك أي قرار مضطرب تجاهه.. أكون أو لا أكون.. وقعت في غرام الحراس لأول مرة في حياتي مع الدنماركي الأسطوري بيتر شمايكل في بطولة أوروبا عام 1992، وحينها كانت الدنمارك تخوض معركة حالمة، ستظل درسًا في عوالم كرة القدم إلى الأبد.. لم تستطع الدنمارك بلوغ النهائيات في تصفيات أولية استحوذت خلالها يوغسلافيا على بطاقة العبور لتندلع الحرب الأهلية في يوغسلافيا التي تقسمت فيما بعد إلى عدة دول، الأمر الذي أجبر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لإبعادها عن البطولة وإحلال الدنماركيين الذين كانوا يحتلون المركز الثاني بدلًا منها.. يذهب لاعبو الدنمارك إلى البطولة الصعبة ويقعون في مجموعة صعبة وقوية ويبدو تأهلهم إلى الدور الثاني مهمة شبه مستحيلة.. وقعوا مع المستضيف السويد والإنجليز والفرنسيين.. حسابيًا ونظريًا لا يمكن أن تكون الدنمارك واحد من اثنين مؤهلين لتجاوز هذه المجموعة الحديدية.. ابتسمت الأقدار، وفتحت لهم باب التأهل، في واحدة من أقوى مفاجآت التاريخ الأوروبي.. يتأهلون في المقعد الثاني وراء السويد ويلتقون بهولندا التي ربما تعد الأكثر نحسًا في أوروبا.. تصل المباراة للترجيح ويقود بيتر شمايكل أبناء جلدته للنهائي.. يجدون ألمانيا تنتظرهم.. والألمان لا يدعون متسعًا للحظ أو المفاجآت لأنهم يدخلون المباراة، أي مباراة لينتصروا فقط.. يسجل الدنمارك الهدف الأول في توقيت مبكر وقبل العشرين دقيقة الأولى.. يتولى شمايكل حماية شباكه.. المباراة كانت بين خصمين لدودين.. بين الهجوم الألماني العاصف وبين شمايكل.. من هجمة مرتدة يخطف كيم فيلفورت هدف الفوز.. كانت ملحمة لا يمكن أن تتكرر تفاصيلها طوال التاريخ وبطلها شمايكل بكل وضوح وجدارة.. صرت أتابع هذا الحارس وأبحث عنه وأحبه وأتمنى له التوفيق.. وجدته يحمي شباك مانشستر يونايتد.. في بلاد الإنجليز أعشق ليفربول.. أعتقد كل من في جيلي ليفربوليين.. فتحنا أعيننا على الدنيا وليفربول يقدم المتعة والبطولات والأهداف.. رماني شمايكل في أغلال الحب الممنوع.. حالة عشق متناقضة.. أحب ليفربول ولا أريد لصورة شمايكل أن تهتز من داخل إطارها الكبير.. كنت أفرح بالفوز الليفربولي، وكنت أفرح بأي نجاح يحققه شمايكل مع الشياطين.. أعطاني شمايكل قاعدة كروية سأظل مؤمنًا بها طوال عمري، وأكمل ماجد عبد الله هذه القاعدة لتتشكل عندي وفي مزاجي الطريقة الأنسب والأصلح والمثلى للفوز والانتصار في كرة القدم.. حارس عظيم وهداف آخاذ.. أي شيء آخر، وأي لاعب آخر، مجرد إضافات على دفاتر اللعبة.. مجد وبطولات وأرقام مانشستر التي جعلت منه فريقًا أسطوريًا هي فعليًا وعمليًا من وراء قفازتي شمايكل هذا.. كان هو الرقم الثابت والرقم الصعب والرقم الأهم في كل فرحة تغمر المدينة الشمالية الباردة.. يقول عنه المدرب الأسطوري أليكس فيرجسون: «ليس هناك حارس أفضل من شمايكل.. إنه شخصية عملاقة في تاريخ مانشستر يونايتد».. صدق فيرجسون لكنني أريد فقط أن أضيف وأقول وبكل جرأة وكل شجاعة.. لم يكن شمايكل شخصية عظيمة في تاريخ مانشستر فحسب.. ما كان مانشستر أساسًا كفريق عملاق يبدو بكل هذه السطوة دون شمايكل.. حمى شباك مانشستر عشر سنوات، محققًا خلالها خمس عشرة بطولة، كان فيها كلها بلا استثناء رجل الإنجاز الأول.. في عام 1999 تذوق مانشستر حلاوة الثلاثية بفضل حضور شمايكل.. في عام 1992 اُختير أفضل حارس في العالم..
تفحصوا وجوه حراس البطولة الأوروبية الحاليين.. وتفحصوا مستوياتهم وحضورهم.. وتفحصوا شخصياتهم.. ثم راهنوا على منتخب يحمي شباكه رجل يشبه شمايكل.. كرة القدم حارس مثل شمايكل، ومهاجم مثل ماجد.. هذا كل ما عندي..!!