تخيل..
تخيل، في الدقائق الأخيرة من زمن مباراة مفصلية،
دفاع فريقك يتصدى لهجمة خطيرة، تتحول إلى هجمة ارتدادية على مرمى الفريق المنافس، تصل لزميليهم المهاجم تلك الكرة الطولية «المشتتة» برعونة التخلص.
يركض فرحًا وأيضًا مرعوبًا بها في ذات الوقت، وهو يواجه حارس المرمى قبل مترين من منطقة الـ «18»، وهناك ثلاثة مدافعين يركضون خلفه كصيد ثمين.
خيالك، ووضعك المشحون بمصير النهاية القاتلة لفريقك أو على منافسة، تحدد حالك بعدها،
هكذا هو مشهد معظم أندية دوري روشن وجماهيرها، في آخر ساعات فترة الانتقالات الصيفية، كلهم حال ذلك المهاجم الذي وضعته «الكرة العنترية» للجنتي «الاستقطابات والاستدامة المالية» في الدعم، أمام مصير عشوائي في دوري تنافسي، يفترض فيه تقارب الفوارق، وعدالة المنافسة.
ما حدث من شبه انسداد مالي طوال فترة الانتقالات، ثم فتحه كمضخة، في أيامها وساعاتها الأخيرة، لا يوصف سوى بالمشهد المثير المحزن!
لا أحد قادر الآن على الجزم بـ «جودة» منتج الدوري المنتظر فنيًا وتنافسيًا وجماهيريًا، وسط كل تلك المغامرات الأشبه بالألعاب البهلوانية، التي زادت شارعنا الرياضي احتقانًا، بدلًا من شغف المتعة.
لست متشائمًا، لكن إلى الآن مثل كثر، لم تقنعنِ اللجنتين باحترافية عملهما، وشفافية خطواتهما!.
وضوح مبتور وغموض غالب، سرعة ثم بطء إجراء مع ناد وناد، بسط اليد هنا وقبضها هناك، معايير متباينة ربما في كل شيء لديهما،
أتساءل: كم من الوقت سنقضي مع كلا اللجنتين واتحاد الكرة ورابطة الدوري واللجان العاملة؟، وهم يظهرون أمام الشارع الرياضي كمشكلة، لا كمسؤولي تنظيم لعبها كرة القدم وحلحلة ما يعيق ازدهارها؟.
لا شيء مستقر، لا شيء مطمئن، لا شيء يوحي بعافية المنظومة الكروية التي يُنتظر منهم نضوج المشروع الحلم بين أيديهم، لكن لن نيأس في التصحيح.