القلم الذهبي في العصر الماسي
«أحلى من العقد لبّاسه».. رائعة الشاعر خالد بن يزيد التي تغنَّى بها جوهرة الفن محمد عبده، ظلَّت تسكن نفوس العشاق، ولا تزال، فلا شيء أثمن من الألماس إلا الناس..
وبعيدًا عن الشعر. عندما يُذكر الأدب، لا يمكث في الأذهان معه كثيرًا الذهب، وقد ظلَّت الصورة النمطية للأدباء محصورةً بين أكوام الكتب والمكاتب والأتربة على سطوحها، وقلم الرصاص «المبريّ»، والنظارة ذات السلسلة، وتعكس المشهدَ العام، فطقوس الأدباء لا يعرفها سواهم، ولا يحبذون أحدًا أن يشاهدوا طريقة تحضير طبختهم، لكنَّهم يتلذَّذون بطعمها قبل أن يقدِّموها لقرَّائهم..
دهاليز الأدباء لم تكن بيئةً جاذبةً لدخول كثيرٍ من المواهب فيها لأسبابٍ عدة، يتصدرها عدم وجود الدعم في وقتٍ سابقٍ، لكن بعد أن تحوَّلت المهنة من خانة الأدب إلى الصناعة في زمننا الراهن، تبدَّل الحال، وما إطلاق المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، جائزة «القلم الذهبي»، وربط النصوص الفائزة بعالم التذاكر والسينما إلا دلالةٌ على توجيه بوصلة الدعم إلى عالم الأدب، والقضاء على عبارة «أزمة نص» التي كانت الشمَّاعة خلف القصور في الأعمال الدرامية..
جائزة «القلم الذهبي»، التي تأتي في العصر الماسي الذي تعيشه بلادنا، وننعم به في كافة القطاعات، ستفتح المجال أمام كثيرٍ من المواهب، ومَن يملكون نواة الكتابة، وستغيِّر من خارطة الأدب، وسيكون بيئةً جاذبةً للكاتب والمتلقي..
والمهتمون من الجنسين بالكتابة والأدب عليهم أن يستفيدوا من الجائزة وحقولها، وأن يتلمَّسوا طريق الفوز بالذهب، وإن لم يكن، فنيلُ شرف المشاركة، والتسجيل في لائحة آل «الأدب». وعلى الصعيد ذاته ستفتح هذه المبادرة الكبيرة الفرصة أمام صنَّاع السينما وشركات الإنتاج بشكلٍ عامٍّ للحصول على فكرٍ جديدٍ في الكتابة، ينعكس على مخرجات الشاشات الصغيرة والكبيرة، وعليهم أن يحضروا، ويتابعوا كما يفعل كشَّافو كرة القدم في بحثهم عن المواهب بالمدارس والحواري..
جائزة القلم الذهبي ستغيِّر من شكل السينما والدراما المحلية والخليجية والعربية مستقبلًا، ولا يكون ذلك إلا من خلال استثمار النصوص المتاحة، والمواهب الناشئة، وتبنِّيها فيما بعد، ليستمروا في الكتابة والعطاء في زمن الوفاء.