السكري والرياضة
أظهرت دراسةٌ، نُشرت في مجلة «Diabetes Care»، أن ممارسة النشاط البدني المنتظم، يمكن أن تُحسِّن التحكُّم بمستويات السكر في الدم، إذ أوضحت النتائج أن الأفراد الذين يمارسون الرياضة بشكلٍ منتظمٍ، شهدوا انخفاضًا ملحوظًا في مستويات الجلوكوز بعد الوجبات. إضافةً إلى ذلك، يساعد النشاط البدني في زيادة حساسية الخلايا للأنسولين، ما يجعل الجسم قادرًا على استخدامه بشكلٍ أكثر كفاءةً.
دراسةٌ أخرى، نُشرت في «American Journal of Preventive Medicine»، أظهرت أن المرضى الذين يمارسون الرياضة بانتظامٍ، كانوا أقل عرضةً للإصابة بالمضاعفات المرتبطة بالسكري، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وقد أوضحت النتائج أن 150 دقيقةً من النشاط المعتدل أسبوعيًّا، كانت كافيةً لتقليل خطر الإصابة بهذه المضاعفات بشكلٍ كبيرٍ.
ما أريد أن أصل إليه، أن الرياضة، تعدُّ من العوامل الأساسية التي تلعب دورًا مهمًّا في إدارة مرض السكري، فهي تُعزِّز من مستويات السكر في الدم، وتساعد في تحسين الصحة العامة، وتشير دراساتٌ علميةٌ إلى أن ممارسة النشاط البدني بانتظامٍ، يمكن أن يكون لها تأثيراتٌ إيجابيةٌ كبيرةٌ في مرضى السكري من النوع الأول، والنوع الثاني.
وتتجاوز فوائد الرياضة مجرد التحكم بمستويات السكر في الدم، إذ تسهم أيضًا في تحسين الصحة القلبية والوعائية، وتقليل الوزن، وزيادة القوة والمرونة. كما أن ممارسة الرياضة تُحسِّن من الحالة النفسية، ما يقلل من مستويات القلق والاكتئاب التي قد تصاحب مرض السكري.
لا يبقى إلا أن أقول:
تُظهر الأبحاث أن الرياضة ليست فقط وسيلةً للتحكم بمستويات السكر في الدم، فهي أيضًا جزءٌ أساسٌ من نمط حياةٍ صحي لمرضى السكري. ومن خلال دمج النشاط البدني في الروتين اليومي، يمكن للمرضى تعزيز صحتهم العامة، وتقليل مخاطر المضاعفات المرتبطة بالسكري، لذا يُنصح مرضى السكري بالحرص على ممارسة الرياضة بوصفها جزءًا من خطة علاجهم الشاملة.
ومن الأفضل ألَّا تنتظر أن تصاب بمرض السكري حتى تمارس الرياضة، بل عليك الوقاية من أي مرضٍ من خلال ممارسة النشاط البدني المنتظم، والالتزام بنمط صحي في حياتك اليومية، فذلك يسهم في تعزيز جودة حياتك، ويقيك من كثيرٍ من الأمراض.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الرياضية» وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.