2025-03-02 | 01:14 مقالات

صحافيو عضوان وموائد الرحمن

مشاركة الخبر      

قد يهدف عضوان الأحمري رئيس هيئة الصحفيين السعوديين وفريقه إلى إعانة رئيس هيئة تنظيم الإعلام عبد اللطيف العبد اللطيف، فالعبد اللطيف تولى زمام الهيئة وأفشى لمن اجتمع معهم من أكاديميين ومهنيين في المجال أن أول طلب سمعه من المهنيين: "أعد لنا هيبة الانتساب لهذا القطاع"، وكان قبل عقد من الزمان قد أطلق المدرب نور الدين زكري عبر برنامج كورة وصفًا صارخًا: ".. هناك في الصحافة السعودية من يبيع نفسه لكبسة رز..". امتعضت من وصفه في حينه حتى باغتني اجتماع في اتحاد الإعلام الرياضي وأخرى في مساحة مع رئيس ناد. لقد طلب عدد من الزملاء في أن يحصلوا على امتيازات من هذه المهنة، سواء عبر تخفيضات تجارية مع جهات يحتمل أن تتضارب معها المصالح، أو أن تشملهم الأندية بتذاكر سفر لحضور المباريات، كي يكونوا "بوقًا" للنادي. هل هذا معقول؟ ما الذي يحدث؟!.
كنت قد لبيت الشهر الماضي دعوة جهة رياضية لمقرها. لم أفهم حتى الآن دعوة منتسبين للصحافة والإعلام للمقر لإطعامهم! لم يكن هناك أي حدث يسترعي وجودنا. كان الحدث وجبة طعام فاخرة فقط، على الرغم من حضور رئيس الهرم للترحيب بنا واقفًا، تبعها دعوة الحاضرين للالتهام. قد يكون من المقبول أن تكون الوليمة حدثًا رديفًا لغرض أساس، كأن يكون اجتماع طاولة مستديرة يواجه فيها رئيس المنظمة الصحافة وأسئلتهم الصريحة. الأمر ليس اعتباطًا، فمدونات أخلاقيات المهنة حول العالم توصي منسوبي الصحافة والإعلام بالحذر عند التعاطي مع دعوات الجهات. فكل أمر يخضع لتقييم الاثنين: المهني ومؤسسته، وها نحن اليوم نبدأ الشهر الفضيل، وكم من الموائد الممتدة ستفرش، وكم من الدعوات سترسل. ما الموقف المهني منها؟ هل في التلبية إعمالًا للمثل "أطعم الفم تستحي العين"؟.
الأمر محسوم لكن المدونات السعودية في الجهات الثلاث ،الهيئتان واتحاد الإعلام الرياضي تخلو منها، بل إن الفراغ التنظيمي يعبر عن ضعف مؤسساتنا الصحافية السعودية، وأن الأمر غير قابل للتحسن بعد تشظي المهنة ومنتسبيها. والعبارة الحاسمة في مثل هذه المواقف: "أي دعوة تخلو من قيمة إخبارية أو إعلامية مرفوضة". إن الرفض لا يعادي ثقافتنا، بل يعززها، فإدارات العلاقات العامة تعد النموذج الغربي مرجعًا وليس فقط نموذجًا، وقد أتوا بهذه الفعاليات من السلوك الأجنبي، ويطبقون فكرة الولائم محليًا. من المعروف أن العربي يدعو الآخر من حر ماله وفي بيته ومكانه، وعلينا التحلي بعروبتنا في عدم قبول الحضور "لموائد الرحمن" حتى بعد رمضان، كي لا يصدق القول فينا: أقرب طريق لقلب الرجل معدته.