2025-09-08 | 23:10 مقالات

خديعة التاريخ

مشاركة الخبر      

سقوطٌ يُشبه الموت للنصر. غياب مؤلم لتاريخه العريق. فشل الّذين تولّوا ملف توثيق بطولات العاصمي الكبير في إثبات أحقّيته في الدوري طوال حقبة الستينيات الميلادية. خديعة كُبرى تعرّض لها جمهور «العالمي» من مجموعة عمل اعتمدت على أرشيف «الأقراص المُدمجة»، بعد أن دوّنت السجلاّت أن ليس للنادي المؤسّس في العام 1955 سوى عشر دوريات. ليس للتصميم، الذي روّج الوهم بـ 19 دوريًا، قيمة، ولم يعد هناك سوى انكشاف رسائل التضليل.
لماذا ضُلِّل الجمهور النصراوي؟ ولماذا انطلت عليه الخديعة؟
إنّ البطولات، التي حصل عليها النصر في المناطق ذات نظام اللعب بنظام الدوري، ليست دوريًا، كما أن البطولة ذاتها المُعتمدة خروج المغلوب ليست كأسًا، وهذا ما يجعل السجل الشرفي لعدد مرّات الفوز بالدوري السعودي منذ 1957 حتى 2025 لم يحمل للنصر غير عشر نسخ فقط. وأن بطولات المناطق ذهبت للإجمالي من البطولات لا عدد مرات الفوز بالدوري. وهذا ما يجعل الخديعة تنكشف بتصميم 19 بدلًا من عشر المُثبتة في السجل الشرفي المُصادق عليه من الجمعيّة العمومية للجنة التوثيق بما فيهم مُمثّل النصر.
لقد وقعت الخديعة الصفراء بضمّ بطولات المناطق بنظام الدوري على بطولات الدوري، ووضع ذلك في تصميم، دون أيّة مراعاة لإنصاف النصر واحترام جماهيره.
إن محاولات الرجوع لحديث رئيس لجنة التوثيق عبد الإله النجيمي مع عبد الله المديفر، واعتباره مرجعًا في عدد دوريات النصر، خديعة أخرى تُمارس مع جمهوره العريق، فالمرجع في ذلك لـ «السجل الشرفي» الذي رُفع وصودق عليه وسُلِّمت نًسخة منه لوزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم، وأودع لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم.
إنّ عمل شركة نادي النصر في توثيق البطولات، وإخفاقها في إثبات بطولات دوري للنادي، يجب أن يُكشف للجميع، وكيف أن مجموعة صغيرة فشلت في ملف ضخم، وحسّاس، نجحت فيه مجموعات عمل كبيرة في أندية أخرى، انتزعت حقوقها بالاختصاص، وقوّة الحفظ للتاريخ. لقد نجح فريق عمل نادي الأهلي في أن يُصبح لدى النادي تسعة دوريات، وكذلك الاتحاد بـ 14 دوريًا. ومات تاريخ النصر.