«صفحة وانطوت يا أهلي»
تُعد المهاترات الجماهيرية جزءًا لا يتجزأ من نكهة كرة القدم، وهي «ملح اللعبة» كما يقال، حين تبقى ضمن حدود الأدب والمنافسة الشريفة، دون إسفاف أو تجاوز. ففي نهاية المطاف، العاطفة والحماس والانتماء هي ما يُحيي المدرجات، ويجعل من كرة القدم أكثر من مجرد مباراة، إنها شغف وحياة. لكن حين تتجاوز هذه المهاترات خطوط الاحترام، فإنها تتحول من طاقة إيجابية إلى عبء يُعطل تطور اللعبة ويسيء لسمعتها.
اليوم، أصبحت منظومة كرة القدم السعودية تقوم على أسس التعاون والتكامل بين الأندية وإداراتها، بعيدًا عن النزاعات العقيمة التي لا تفيد أحدًا. الأولوية أصبحت واضحة: مصلحة كرة القدم السعودية أولًا، ثم مصالح الأندية ثانيًا. هذا التحول في الرؤية يُحتّم على الجميع، إدارات وجماهير، فتح صفحات جديدة، والابتعاد عن الخلافات التي أرهقت المشهد لسنوات دون طائل.
وفي هذا السياق، فإن طي صفحة الخلاف بين إدارتي نادي الشباب، والنادي الأهلي، يُعد خطوة إيجابية ومباركة، تعكس النضج الإداري والرغبة الحقيقية في بناء مستقبل أفضل للكرة السعودية. ما مضى أصبح خلفنا، واليوم تبدأ مرحلة جديدة عنوانها الاحترام، والتقدير، والمصلحة العامة.
إن إنهاء الخلاف بين «شيخ الأندية» نادي الشباب، و«سفير الوطن» النادي الأهلي، ليس مكسبًا لهذين الكيانين فحسب، بل مكسبًا للرياضة السعودية كلها، التي تحتاج إلى أندية قوية، متعاونة، تضع التنافس في الملعب فقط، وتُغلب المصلحة العامة على أي اعتبارات ضيقة.
لقطة ختام
كل التوفيق لنادي الشباب، الكبير بتاريخه ورجاله، ولنادي الأهلي، الكيان العريق، الذي لطالما مثّل الوطن خير تمثيل. لنعمل جميعًا من أجل كرة سعودية أفضل، تُشرفنا محليًا وقاريًا وعالميًا.