|


نبيه ساعاتي
الذكاء الاصطناعي.. معرفة ورياضة
2020-10-29
تحت رعاية سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان ـ حفظه الله ـ احتضنت العاصمة الحبيبة الرياض قبل أيام أعمال قمة عالمية للذكاء الاصطناعي Artificial Intelligent تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي لخير البشرية” بمشاركة 60 متحدثًا من وزراء وأكاديميين وروّاد أعمال من 20 دولة، وأنهت القمة أعمالها، التي امتدت ليومين وشهدت 30 جلسة، بالمطالبة بوضع إطار يدعم التعاون الدولي في مجال تقنية البيانات والذكاء الاصطناعي.
والذكاء الاصطناعي هو أحد تطبيقات المعرفة ويتلخص مفهومه في قدرة الحاسبات الرقمية على أداء كافة المهام التي يقوم بها الإنسان والتي تتطلب قدرًا من الذكاء، ومن أبرز مميزاته القدرة على التفكير في حل المشكلات وتفسير النتائج واستخدام اللغات الواصفة للمعرفة، أما أهم أهدافه فتتجسد في تخزين وتحليل المعرفة وتوليد وتطوير معارف جديدة واستخدامها في حل المشكلات واتخاذ القرارات المناسبة والوصول إلى الأهداف. ومن أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي: النظم الخبيرة Expert System والشبكات العصبية الاصطناعية Artificial Neural Network والوكلاء الأذكياء Intelligent Agents. والواقع أن الذكاء الاصطناعي بات محركًا أساسيًا لحياتنا في كل المجالات بما فيها المجال الرياضي، فمن الممكن توظيفه في اكتشاف المواهب من خلال تحليل البيانات المتعلقة بالسرعة والمهارة ودقة التمرير والتصويب، واكتشاف مواطن القوة لدى اللاعبين وتعزيزها والتعرف على أوجه القصور ومعالجتها في سن مبكرة. وعلى جانب آخر فإن الذكاء الاصطناعي من الممكن أن يساهم في تحسين دقة الصورة في النقل التلفزيوني ما يجذب المتابعين، وفي نفس الوقت يسهل على حكام الفار اتخاذ القرارات المناسبة، كما أنه من الممكن أن يساهم في رفع كفاءة “المونيتور” المستخدم لهذا الغرض بحيث يقدم بيانات تفصيلية دقيقة تساعد على القضاء على أخطاء الحكام تمامًا. واقتصاديًا وعلى الصعيد الرياضي أيضًا من الممكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في زيادة الإيرادات وخفض النفقات عبر التعمق في فهم المستهلك من خلال تحليل البيانات والتنبؤ بأنماط سلوك العملاء وهم بطبيعة الحال هنا الجمهور، وتحسين المحتوى على أساس لحظي تفاعلي متخصص تعززه الخوارزميات الذكية، وتوفير خدمات أكثر كفاءة فمجرد تقديم الخدمة لا يكفي في زمن الذكاء الاصطناعي، وإنما يجب أن تكون في مستوى يرضي طموح المستهلك الذكي، إضافة إلى أن الذكاء الاصطناعي أتاح للمنظمات فرصة فهم المستهلك أكثر من أي وقت مضى عبر التعامل معه على أساس فردي وليس مجتمعي، وهي درجة من التخصص لم تكن متاحة قبل الذكاء الاصطناعي.