|


وحيد بغدادي
دعونا نرتقي
2016-12-27

في الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم وأحمد عن المعرور بن سويد قال: رأيت أبا ذر الغفاري عليه حلة، وعلى غلامه حلة، فسألناه عن ذلك؟ فقال: إني ساببت رجلاً فشكاني إلى النبي "صلى الله عليه وسلم"، فقال لي: "أعيرته بأمه ..." وفي رواية زاد فيها: "إنك امرؤ فيك جاهلية" وهذا لفظ البخاري .. وهو ما ذكر في رواية أخرى أنه (عايره) فقال: "يا ابن السوداء".. وأخرجه البخاري، ومسلم، وعبد الرزاق، من طرق عن الأعمش، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر، قال: رأيت عليه بُرْدًا، وعلى غلامه برداً، فقلت: لو أخذت هذا فلبسته كانت حُلَّةً، وأعطيته ثوباً آخر، فقال: كان بيني وبين رجل كلام، وكانت أمه أعجميةً، فنلت منها، فذكرني إلى النبي "صلى الله عليه وسلم"، فقال لي: "أساببت فلاناً" قلت: نعم، قال: "أفنلت من أمه" قلت: نعم، قال: "إنك امرؤ فيك جاهلِية" وصححه الألباني رحمه الله في هذا السياق.

 

 

ما دعاني لكتابة هذه المقدمة هو أننا أصبحنا نرصد بعض العبارات التي لا تليق بالرياضة (شكلاً.. ومضموناً) حتى أن بعض الجمل غير اللائقة مثل: "سوادهم في (الشكل) .. والمضمون"..أصبحت تمر مرور الكرام .. لا يهم من هو المقصود، وهل الوصف لجمهور هذا الفريق أو ذاك ولكن!! أن نروج للاحتقان والتعصب بهذه الدرجة من العصبية المقيتة ثم نطالب الجمهور بالتروي والهدوء وعدم الاحتقان.. (نعم) وللأسف أصبح البعض يروج لهذه السلعة وبأشكال مختلفة .. ولا أكاد أصدق ما يحدث بالوسط الرياضي، أبلغ بنا الحد أن نعير الناس بألوانهم وأشكالهم وخلقتهم التي لا يملكون فيها أدنى ذرة قرار؟! هل أصابنا التعصب الأعمى إلى درجة أصبحنا معها ننتقد (خلقة رب العالمين) .

 

بعيداً عن المطالبة بتطبيق مبدأ الثواب والعقاب.. ولكن يجب أن نتمتع بثقافة التراجع والاعتذار عن أي سقطة مقصودة أو غير مقصودة لأنها لا تليق بمجتمعاتنا وعاداتنا وتقاليدنا .. ويجب أن نعترف بالخطأ في حال حدوثه لأن الاعتذار شجاعة لا يجرؤ عليها إلا القليل.. وكم أتمنى أن نرتقي كإعلاميين في أسلوبنا بالطرح الإعلامي مع ضرورة التأكيد على أهمية دور الإعلام للحد من التعصب والعنف (داخل وخارج) الملاعب، والتوعية بدور اللغة المستخدمة في التصريحات والمقالات والعناوين الرياضية للمساهمة في توعية الشباب وعدم استثارة مشاعر وعواطف الجماهير.

 

اختلف مفهوم الإعلام في عصرنا الحديث خاصة بعد أن تغيرت العديد من المفاهيم نتيجة زيادة أهمية الرأي العام في المجتمعات الإنسانية والرغبة في كسب ثقة الجمهور وتأييده لسياسات المؤسسات والمنظمات الحكومية والخاصة من خلال تغيير أدواتها ومنهجيتها لمواكبة التغيير، والذي كان أحد أهم عناصره مواقع التواصل الاجتماعي أو ما يسمى (بالإعلام الجديد)، حتى أصبح هذا الجمهور يؤثر مباشرة في اتخاذ القرارات، ولذلك يجب التأكيد على أهمية الإعلام الرياضي في زيادة التوعية.. والبحث في آليات تعزيز وتقوية العلاقة الإعلامية عبر وسائل الإعلام الرياضية والثقافية والمؤسسات الرسمية والأهلية في مجال التوعية بمخاطر التعصب والإحتقان وما قد يؤدي إليه من تطرف فكري.. وعليه أقترح أن يتم وضع إستراتيجية عملية لتعزيز دور الأندية الرياضية والجهات الرسمية المشرفة على لعبة كرة القدم تحديداً في التوعية بهذه المخاطر.