|


ماجد الحميدي
من القارات
2009-06-23
لم يخذل المنتخبان البرازيلي
والإسباني الآمال المعقودة عليهما كمرشحين رئيسيين لنيل بطولة القارات بأداء جمع ما بين التوازن الهجومي والدفاعي ومزج الفاعلية بالمتعة. ويا لها من قمة كروية إن هما التقيا كما هو مرشح في النهائي. وفي نظري أن هذه البطولة ما هي إلا (بروفة) لكأس العالم التي لن تعرف بطلا ـ إن خلت من المفاجآت ـ غير البرازيل وإسبانيا، وتتنافس معهما إنجلترا.
عن إيطاليا أقول إنها أغرب منتخبات العالم، تحصد الإنجازات في الشدة وتتخاذل في الرخاء إذ حققت كأس العالم في أعقاب فضيحة الكالتشيو 2006 وفشلت بل حتى خسرت هويتها وهي التي ينظر إليها على أنها الحامل الأخير لكأس العالم. فبعد الهوان الذي ذاقه الطليان مع دونادوني في كأس الأمم الأوروبية، ها هم يخذلون مع المنقذ ليبي وعواجيزه وسقوط أسطورة أقوى دفاع في العالم مع عقم هجومي لا يفسره إلا غياب ديل بييرو.
أما المنتخبات العربية فلا يمكن وضعها في سلة واحدة عطفاً على الأداء والبون الشاسع ما بين المجموعتين. فمصر التي أبهرت العالم أمام البرازيل وإيطاليا فشلت في كتابة السطر الأخير من رواية العبور أمام الأمريكان الذين يرفضون إلا أن تكون لهم بصمة ـ حتى في كرة القدم. ولعل إجهاد اللاعبين المصريين في لقاءين من عيار ثقيل إضافة إلى الاحتفالية المبالغ فيها أدت إلى هذا الخروج بعد أن بات طامحون يتحدثون عن نيل الفراعنة لقب البطولة. وأما العراق فمنذ أن حقق كأس آسيا لم يقدم ما يشفع له كبطل إذ فشل حتى في الوصول إلى التصفيات الآسيوية المونديالية. السر ليس فنياً بل نفسيا، فمتى كان الهدوء يعم أجواء المعسكرات العراقية ومتى كانت روح الفريق الواحد حاضرة كما كانت في كأس أمم آسيا الأخيرة، كان الإنجاز. وفيما عدا ذلك فسيكون التواضع الفني هو المصير.