|


ماجد الحميدي
اللي ما معوش ما يلزموش
2009-05-04
باتت كرة القدم عالميا تعتمد على المادة وبشكل كبير، ولك أن ترى، كمثال بسيط جدا، كيف نقل الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش نادي تشلسي الإنجليزي إلى ناد ذي إنجازات وإلى مقارع على كافة الاستحقاقات بعد شرائه له في عام 2003 وصرفه مئات الملايين من الدولارات على مدى السنوات الست الماضية.. على أية حال، يبدو أن الأزمة الاقتصادية العالمية قد نالت من الملياردير الروسي ما نالته حيث خسر ما يقارب ثلاثة مليارات جنيه استرليني من أصل ثروته البالغة 11.7 مليار جنيه استرليني – أي ما يزيد عن ربع ثروته – حتى إنه، وعلى ذمة الصنداي تايمز، بدأ يسوق للنادي الإنجليزي في الشرق الأوسط وتحديدا في الخليج لحاجته الماسة للسيولة، ولا يستبعد أن نرى مالكا خليجيا آخر لناد إنجليزي بعد تجربة مانشستر سيتي.. المهم هنا هو النقلة التي أحدثها الروسي للنادي الأزرق.
محليا، يقف على الأندية (العتاولة) في السعودية أشخاص مقتدرون ماديا ينفقون عشرات إن لم يكن مئات الملايين من الريالات سنويا على أنديتهم سواء من خلال الهلال متمثلا بالأمير عبدالرحمن بن مساعد أو الاتحاد متمثلا بمنصور البلوي أو الشباب متمثلا بخالد البلطان.. هناك بالطبع دعم شرفي إضافي في كل الأندية، ولكن لا بد لأي ناد كبير أن يقف على أساس متمثل في شخص يعتبر الداعم الأول له.. ولست هنا بصدد القول إن المادة وحدها هي الكافية لصنع فريق كبير يقارع على كافة الاستحقاقات، إذ أن هناك عوامل أخرى كحسن الإدارة ودقة الاختيار والدراية الكروية تلعب دورا في تكامل النجاح. والدليل على ذلك أن نادياً كالاتفاق قد لا يكون غنيا بموارده أو محظوظا بوجود شخص مقتدر بحجم ما هو حاصل في الهلال والاتحاد والشباب، ولكنه وبالرغم من ذلك قادر على أن يسير أموره بشكل أفضل مما تسير به بعض الأندية أنديتها بضعف الميزانية الاتفاقية، ولكن حسن التدبير الاتفاقي لم يكفل له سوى أن يبقى ضمن أندية الوسط لتبقى المادة هي الأساس لتكون ضمن الكبار.
بناء على ذلك، فإن جماهير الأندية باتت مرهونة بالحظ فيمن يتسنم زمام الأمور في أنديتها وبمن هو قادم بالملايين ليقدم لها البهجة على طبق من ذهب.. ومن وجهة نظري، فإنه يجب أن يكون المعيار الأول للمترشحين لرئاسة الأندية – وخصوصا الجماهيرية منها – هو كشف حساب مصرفي تظهر فيه خانات مئات الملايين ليستحق من خلاله المتقدم على مردود الشهرة الذي سيكون مضمونا في جميع الأندية، فما بالك بالجماهيرية منها. لا أقول إن المادة هي العامل الوحيد ولكنه الأهم "واللي ما معوش ما يلزموش".