|


ماجد الحميدي
إللي بالمدرج يتفرج
2008-10-21
انتهت مباراة أمس الأول بين الهلال والنصر بفوز الأول بهدفين لواحد أحرز أولهما ياسر القحطاني بالتخصص في مرمى محمد الخوجلي، وجاء الثاني عن طريق أحمد الفريدي من كرة صنعها ياسر. ليس هذا المهم! المهم في هذا السياق هو أن ياسر سجل وصنع وأعاد توجيه بوصلة النقد التي وجهت إليه في الفترة الماضية إلى قبلة الثناء التي يستحقها. ولكن المستحق أيضا هو أن يتقبل ياسر النقد الذي وجه إليه عطفا على أدائه في الفترة الماضية وألا يتشنج على الوجه الذي كان عليه في فترة ما قبل مباراة النصر.
شاهدت ياسر في لقاءين متلفزين ما قبل لقاء الديربي أولهما كان مع الزميل نايف الثقيل الذي سأله عن زيادة وزنه فأجاب وقد بدا عليه الامتعاض على السؤال بسؤال مماثل لنايف عما إذا كان هو - أي نايف - قد زاد وزنه. وما علاقة نايف بزيادة الوزن؟ هل هو مدرج ضمن الكشوفات الهلالية كأحد اللاعبين؟! اللقاء الثاني كان مع الزميل عبدالله العضيبي الذي نقل له وجهة نظر بعض النقاد الذين رأوا أن المهاجمين الهلاليين يفتقرون إلى كثرة التهديف بسبب بحثهم عن الجمالية على حساب الأداء التهديفي. جاء جواب ياسر خارجا عن اللباقة والدبلوماسية المعهودة عنه بقوله: “اللي بالمدرج يتفرج.” ولكن يبدو أن ياسر نسي أن ذات المدرج الذي طالبه بأن يقتصر دوره على الفرجة هو الذي أنصفه وسيظل ينصفه حينما يكون في أحسن حالاته، وهو ذاته الذي وقف معه منذ بداياته. الناقد أو المتابع أو المشجع ليس متفرجا، بل (ترمومتر) لمستوى الأداء وراصد للحركات والسكنات في كل الحالات من قمتها إلى قاعها.
قد لا يلام النجم ياسر على خروجه عن النص بسبب الضغوط الهائلة التي تعرض لها في الفترة الماضية جماهيريا وإعلاميا، خصوصا وأن هذه الضغوط لم تكن على مستوى ناديه فحسب بل على مستوى المنتخب. لكن النجوم – كل النجوم – يمرون بمثل هذه المراحل التي لا يكونون فيها في أحسن حالاتهم فينالهم من النقد وأحيانا التجريح ما ينالهم لأنهم دائما تحت المجهر. هذا قدرهم! ومن خلال هذه المواقف تتبين قدرتهم على التعامل مع الأزمات من خلال العمل الجاد والاستفادة من كل نقد هادف والإعراض عن كل نقد هدام. ولعل أضعف الإيمان في مثل هذه الأزمات الصمت حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. أما التسفيه والتقليل من شأن الآخرين كأن ينظر إلى أن “اللي في المدرج يتفرج” فهذا غير مقبول إذ أن من في المدرج لا تنقصه الدراية والفهم وهو شريك في صناعة نجومية النجوم.. إلى اللقاء.