|


هاسلبانك.. صديق ساوثجيت الذي احتفل بسقوط بلاده

جاريث ساوثجيت، مدرب المنتخب الإنجليزي الأول لكرة القدم، ومساعده الهولندي جيمي فلويد هاسلبانك، يحتفلان بعد الفوز على «الطواحين» 2ـ1، الأربعاء، في نصف نهائي «يورو 2024» (الأوروبية)
مكة المكرمة ـ عبد الغني عوض 2024.07.11 | 09:28 pm

بلغ تغليبُ النجم الهولندي السابق جيمي فلويد هاسلبانك ولاءه الاحترافي على انتمائه الوطني الذروة، مساء الأربعاء، حين احتفل بهدف سقوط منتخب بلاده الأول لكرة القدم على يدي نظيره الإنجليزي، في نصف نهائي كأس أوروبا «يورو 2024».
ومنذ مارس 2023، يعمل هاسلبانك مُساعدًا للإنجليزي جاريث ساوثجيت، مدرب «الأسود الثلاثة»، في تجربةٍ، سبقها ترؤُّسه الجهاز الفني لأربعة فرقٍ مختلفةٍ.
والهولندي، المولود قبل 52 عامًا في دولة سورينام، إحدى المستعمرات السابقة لبلاده، وَجْهٌ مألوفٌ للملاعب الإنجليزية التي صال وجال عليها خلال عقدَي التسعينيات، والأول من الألفية الجارية.
ووفَد اللاعب أولًا مع عائلته إلى هولندا، قادمين من سورينام، وبدأ ملامسة الكرة داخل معقل «الطواحين»، وفي البداية لعب حارس مرمى، ثم انتقل إلى مركز الجناح الأيمن، قبل التحوُّل إلى رأس الحربة.
وبعد 11 عامًا، تنقَّل خلالها بين أنديةٍ هولنديةٍ، أهمُّها ألكمار، في مرحلتَي التأسيس والانطلاقة، ارتحل إلى البرتغال من بوابة نادي كامبومايورينسي، ومنه لبوافيشتا، في محطةٍ ثانيةٍ وأخيرةٍ، غادر بعدها صوب أرض الإنجليز مرتديًا شعار ليدز يونايتد.
وكشف المهاجم عن إنتاجيةٍ تهديفيةٍ خصبةٍ مع فريق «الوايتس»، وخطف لقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز «بريميرليج» موسم 1998ـ1999، داعيًا إدارة نادي أتلتيكو مدريد الإسباني لضمِّه بصفقةٍ، تكلَّفت عشرة ملايين جنيه إسترليني.
وعلى عكس المتوقع، ضرب الفشل موسم الهولندي مع «الأتلتي»، واحتل الفريق المركز الـ 19 وقبل الأخير في الدوري الإسباني «لا ليجا»، هابطًا إلى الدرجة الأدنى، وخسر نهائي الكأس أمام إسبانيول بنتيجة 1ـ2 في مباراةٍ، شهدت تسجيل المهاجم الأسمر هدفًا شرفيًّا.
وبعد نهاية ذلك الموسم المتواضع، حزم هاسلبانك حقائبه، وعاود أدراجه إلى إنجلترا لكي يواصل رحلة التألق، وهذه المرة بألوان تشيلسي اللندني، الذي سدَّد لأتلتيكو 15 مليونًا حتى يحصل على خدماته.
وسريعًا، تعافى المهاجم من آثار تجربته الإسبانية الفاشلة، وحقق لقب هدَّاف الدوري الإنجليزي للمرة الثانية، في أول مواسمه بعد العودة، وأمضى مع تشيلسي أربعة أعوامٍ، اختتمها بمساعدة الفريق على احتلال وصافة «البريميرليج».
وبعد ذلك مباشرةً، انتقل بالمجان إلى ميدلسبرة مشاركًا جاريث ساوثجيت، قائد الفريق، غرفة الملابس، ووصلا سويًّا إلى نهائي بطولة الدوري الأوروبي 2006، وسقطا برباعيةٍ من إشبيلية الإسباني، ثم رحل إلى تشارلتون أثليتيك، ومثَّله موسمًا واحدًا، وودَّعه منتقلًا إلى كارديف سيتي الذي خاض بقميصه نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 2008، وخسره أمام بورتسموث، قبل أيامٍ من إسدال الستار على مسيرته الاحترافية.
ودوليًّا، مثَّل المنتخب الهولندي في 23 مباراةً بين عامَي 1998 و2002، وأحرز له تسعة أهدافٍ، وكان جزءًا من القائمة التي خاضت غمار نهائيات كأس العالم «فرنسا 98».
وبتجربةٍ مع رويال أنتويرب البلجيكي، موسم 2013ـ2014، قصَّ النجم المعتزل شريط مشواره التدريبي، بعدها شدَّ الرحال إلى إنجلترا، بلده الذي لم ينجبه، وقاد بورتون ألبيون، ثم كوينز بارك رينجرز، ونورثامبتون تاون، قبل العودة إلى بورتون يناير 2021، وحتى أقيل سبتمبر 2022.
وبعد ستة أشهرٍ من الإقالة، استقطبه زميله القديم ساوثجيت إلى الجهاز الفني للمنتخب الإنجليزي، وقَبِل بالمهمة على الرغم من كونها بعيدًا عن مقعد «الرجل الأول» الذي اعتاد شغله.
وخلال منافسات «اليورو»، دأبت الكاميرات على رصد هاسلبانك وهو يحفز اللاعبين الإنجليز باستمرارٍ، لا سيما لحظة توجُّههم إلى غرفة الملابس، بينما اصطادته أخيرًا وهو يحتفل بهدف المهاجم أولي واتكينز القاتل ضد منتخب بلاده، في تعبيرٍ صارخٍ منه عن ولائه لوظيفته، بعيدًا عن أي اعتباراتٍ أخرى، حتى ولو كان انتماؤه الوطني.