2017-11-07 | 18:00 الكرة السعودية

عبد الوهاب ناصر.. مدرب أحد المستقيل يصارح الرياضية
اعتزلت وسأجلس في بيتي

حوار - سعود الحبيشي
مشاركة الخبر      

يعرف الأحديون جيداً السعودي عبد الوهاب ناصر، المدرب السابق للفريق الأول لكرة القدم في ناديهم، فهو اللاعب السابق الذي قاد فريقهم إلى دوري الدرجة الأولى، ثم إلى الدوري السعودي للمحترفين، وهم يثقون به كثيراً من أجل ذلك.

ولكن على الرغم من أنه خطف الأنظار واستحق الإشادة بعد أن قاد أحد لمقارعة الكبار في دوري المحترفين السعودي، وقدم مستويات جيدة أمام الفرق الكبيرة، كانت خسارة واحدة من الفيصلي كافية لأن تحبط المدرب الذي قاد أحد أصلاً لهذا المكان، ليقرر الابتعاد بعدها، ويفضل الجلوس في منزله والتركيز على عمله في قطاع التعليم، بدلا من الاستمرار في المجال الرياضي، الذي يعتقد أن الدخول فيه "مغامرة" غير محسوبة العواقب.

"الرياضية" التقت مع عبد الوهاب الحربي لتسأله عن سبب الاستقالة المفاجئة، على الرغم من أنه كان يحظى بثقة الإدارة واللاعبين، فيما يلي التفاصيل:



ماذا حدث عقب خسارة الفيصلي؟

قبل المباراة لم أكن أتوقع إطلاقاً أن نخسر وبهذه النتيجة الكبيرة وبين شوطي المباراه طالبت اللاعبين بمضاعفة الجهد والعودة للمباراة خاصة وأننا قدمنا شوطاً جيداً انتهى بالتعادل.

أنهيت المؤتمر ولم تعلن استقالتك رسمياً إلا أنك فيما يبدو سربتها لمعرفة ردة الفعل؟

ما حدث أنني أبلغت اللاعبين بعد نهاية المباراة بأنني راحل، وكنت أنوي إعلان استقالتي في المؤتمر الصحفي إلا أن اللاعبين طالبوني بالتريث وتأجيل اتخاذ القرار حتى اليوم التالي، واحتراماً لرغبتهم وإصرارهم على بقائي استجبت لرغبتهم، وفي المنزل اتخذت القرار وأبلغت به رئيس النادي. 

هل كان رئيس النادي متمسكاً ببقائك حتى آخر لحظة؟

فعلاً، قبل انطلاق مباراة الفيصلي قال للاعبين حرفياً عبد الوهاب مستمر مع الفريق حتى نهاية الموسم وهي ثقة أعتز بها، فهذا الرجل يتمتع بفكر رياضي ومحنك ويمنح من يعمل معه ثقة لا حدود لها.

مع كل ما تقول إذاً لماذا استقلت؟

لأنني لا أبحث عن مصلحة شخصية لنفسي فأنا أحب نادي أحد حتى النخاع وتهمني مصلحة الفريق ولا يمكن أن أربط مستقبلي دون التفكير بما يدور من حوله.

ألا ترى أنك تضع نفسك كبش فداء؟

لا بأس في ذلك في مقابل أن يعود الفريق لوضعية أفضل ويحقق الانتصارات فهذا منتهى أملي.



أيضا كأنك تحمل نفسك ما لا تحتمل؟

"لا يكلف الله نفساً إلا وسعها".

أقصد ربما تفسر بأنك السبب خلف تراجع مستوى الفريق؟

في كل دوريات العالم حين يخسر الفريق تتجه الاتهامات صوب المدرب وحين ينتصر يكون "عوداً من ضمن حزمة"، حين كسبنا الشباب الكل أشاد بقدرات الفريق والمستوى الفني وتكتيك المدرب، وهو نفس الأمر أمام الهلال والاتحاد والنصر، حتى حين خسرنا أمام التعاون والباطن، صحيح الفريق ككل لم يكن في يومه أمام الفيصلي المكتمل ولديه لاعبون متمرسون، وسبق لهم تمثيل أندية كبيرة، وأجانب يمثلون ثقلاً للفريق إلا أن هذا هو حال الكرة، وما حدث لنا حدث للشباب والنصر والهلال والاتحاد والأهلي وهي فرق تملك إمكانيات فنية وبشرية.

خذلان الأجانب



هل تعتقد أن اللاعبين الأجانب خذلوك؟

من الصعب أن أتحدث كمدرب عن خذلان لاعب أو عدم ظهوره بمستوى جيد، حتى لو ابتعدت عن الفريق، اللاعبون الأجانب في أحد تتفارت مستوياتهم، هناك من أجاد وآخر لو يوفق.

ولكن أنت من قمت باختيار اللاعبين البرازيليين؟

صحيح، هم ليسوا سيئين وإنما اللاعب البرازيلي والأوروبي يحتاج إلى كثير من الوقت للتأقلم ويحتاج إلى أجواء وأماكن سياحية لا تتوافر عندنا.

هم يلعبون في الدوري الممتاز البرازيلي واللاعب لويز فيجويرو تلقى عرضاً من أحد الأندية التي تلعب في دوري المحترفين السعودي.

صدقا ماذا ينقص الفريق ليبقى؟

يحتاج إلى تغيير ثلاثة إلى خمسة في بعض المراكز.

هل تعتقد أن مشكلة الفريق في عمق الدفاع ورأس الحربة؟

نعم أوافقك الرأي، فالمهاجم أندريا لم يسجل سوى هدف وحيد، وأعتقد أن عدم التوفيق رافقه في المباريات الأخيرة، وهو لاعب سريع ويمتلك مهارات كبيرة، وعمق الدفاع مع توالي الإصابات يحتاج إلى بديل في مستوى الأساسي.

مستقبل المدربين 



لو وجدت الفرصة للتفرغ هل ستفعل؟

حقيقه لا أعلم، وهذا الأمر يحتاج إلى تفكير ودراسة، أن تضحي بوظيفة وعمل ثابت لتنتقل إلى التدريب دون ضمانات فهذه مغامرة قد تدفع ثمنها غالياً.

هل شعرت بالندم لتدريب أحد؟

بل بالاعتزاز والفخر، فهذا النادي له الفضل علي بعد الله، خدمته لاعباً لسنوات وتشرفت بالعمل فيه مدرباً.

لماذا لم تعتذر عقب صعوده للأضواء؟

لو اعتذرت فأنا لا أستحق أن أعمل مدرباً فهذا "هروب" من المسؤولية وخوف من نتائج ربما تكون قاسية ومن طبعي أعشق التحدي.

ليس تقليلاً من قدراتك إنما من ضعف إمكانيات الفريق وقوة الفرق الأخرى؟

من شاهد الفريق في أولى مبارياته أمام الشباب ومن ثم الهلال والاتحاد والنصر يعرف أن الروح والإصرار تفعل المستحيل، صحيح ضعف الإمكانات الفنية أساس إلا أن الفوارق أحيانا تتلاشى.

أين اختفت هذه الروح؟

لم تختف، إنما ضغط المباريات وخسارة بعض المباريات أدى إلى تراجع المستوى.

هل خذلوك؟

إطلاقاً لم يخذلوني، فالبعض معي من سنوات شاركوني الانتصارات وكان لهم دور كبير في صعود الفريق 

أين وجهتك المقبلة؟

إلى المنزل.

أقصد المقبلة تدريبياً؟

لا نية لي مؤقتاً العمل مدرباً، أرغب في متابعة عملي في التعليم وتعويض أسرتي هذه الأعوام من التعب والجهد والظروف والمتغيرات، حقيقة أرهقت بما فيه الكفاية وسأفكر في العروض وأدرسها جيداً.