الصحف الرياضية الإلكترونية بين جدلية التأسيس وجودة المحتوى
دخلت الصحف الرياضية الإلكترونية في ميدان التنافس مع سابقتها من صحف ورقية وفضائيات، فضلاً عن إذاعات ومنتديات شكّل المجال الرياضي حيزاً كبيراً من اهتماماتها، رغبةً في الفوز بشيء من “كعكة المتابعة”، وفيما تكونت للوسائل السابق ذكرها شخصية واضحة المعالم، حضرت الصحف الرياضية الإلكترونية منذ أكثر من عامين مبشرة بإضافة تدفع بالإعلام الرياضي قدماً وكتبت كل واحدة منها على صفحتها الرئيسة عبارة (أول صحيفة رياضية الكترونية)، فهل برزت شخصيتها؟ وهل تجاوزت جدلية الأسبقية في التأسيس إلى جودة المنتج؟ وما أهم إيجابياتها وسلبياتها وأبرز العوائق التي تواجهها؟
الصياغة وبناء الخبر
يقول مدير تحرير صحيفــة الاقتصــادية عبدالكـــريم الفالــح: “الصحــف الرياضيــة الإلكترونية “الفتيّة” خدمت المتلقي الرياضي من خلال نشر العديد من الأخبار الهامّة، لكنها تفتقد للكثير مـن مقومــات الصحافة الإلكترونية فـي عصــر الإعلام الجديد” ويضيف الفالح موضحاً بقوله:”إنها تعاني من عدة أمور، يأتي في مقدمتها ضعف الصياغة اللغوية فيما تطرح من أخبار وموضوعات، وإذا التمسنا لها العذر أحياناً عند التفكير في سرعة نشر الخبر أو المعلومة، فإن هذا العذر ينتهي عندما تمر الساعات دون أن تعدل الأخطاء وتُحسّن الصياغة، كما أن الصحف الرياضية الإلكترونية وخاصة في السعودية لديها إشكالات مهنية في بناء الخبر، وفي حفظ حقوق الملكية عند النقل سواء للصور أو التصريحات أو ما شابه” وعن ما ينقص هذا النوع من الصحف يقول الفالح: “ تحتاج إلى كثير من الجهد والعمل للتماهي مع الإعلام الجديد والاستفادة من التطورات التكنولوجية المتلاحقة للوقوف في صف المنافسة مع مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والتويتر، والتي نشاهد من خلالها أخباراً كثيرة تبثها على سبيل المثال الحسابات الرسمية للأندية أو رؤسائها ومنســوبيها، والقـاريء يبحث عن المصدر السريع والموثوق للخبر، ولا أنسى هنا المواقع الإلكترونية الأخرى التي تحرص على نشر الأخبار الرياضية أولاً بأول كموقع الـ”ياهو” وغيره من المواقع” وحول ما ينصح به الفالح الصحف الرياضيـة الإلكترونيــة يقول: “هي بحاجة إلى استثمار مقاطع الفيديو في صفحاتها بطريقة تميزها عن الصحف الورقية، وذلك من خلال بث تمارين الأندية مباشرة، والحصول على حقوق بث الأهداف في وقتها، مع تحديث النتائج أولاً بأول، وإجراء المقابلات الحصرية وبثها، إلى جانب التميز بالسبق الإخباري” وختم الفالح تعليقه بالقول: “هناك تفاصيل كثيرة تستطيع من خلالها الصحف الرياضية الإلكترونية أن تبرز شخصيتها، يكفي أن اذكر منها على سبيل المثال المساحة التي تتوفر لديها لخدمة الخبر وجذب القارىء بينما لا تتوفر هذه المساحة لدى بعض المواقع التي تصدّر الخبر في وقته مثل موقع تويتر الشهير”.
اعتراف وتبرير
ولمــعرفــة رأي مــن يعنيهم هذا النقد، توجهت الرياضية إلى رئيس تحرير صحيفة (هاتريك) الرياضية الإلكترونـــية حسن عبدالقادر، والذي علّق بداية على جدلية الأسبقية في التأسيس بقوله: “هذا الموضوع لا يقبل الاجتهاد فهناك إدارة للنشر الإلكتروني في وزارة الثقافة والإعلام هي من تمنح التصاريح وهي من يحدد الأسبق، ولكن الأهم من هذا جودة ما تقدمه الصحيفة لزوارها؛ لأنهم لن يهتموا بمن سبق الآخر في التأســيس، بل بالمحتوى الــذي يجدونه” وحول ما نقلناه له من نقد للصحـف الـرياضيـــة الإلكترونية يقــول عبدالقادر: “اتفق تماماً فيما يختــــص بضعــف الصياغة ووجود قصور مهني أحياناً، ولهذا أسباب؛ فضعف الصياغة ناتج عن اهتمام الصحف الإلكترونية وخاصة الرياضية بسرعة نشر ما يصلها من أخبار، وهذا يستوجب عدم التركيز في الصياغة مقابل أن نكسب حتى لو دقائق قد تجعلنا أصحاب السبق” قاطعته بأن هناك أخبارا وربما مواد تمكث ساعات وأيام حتى تتحول للإرشيف دون تعديل، فأجاب: نعم هذا صحيح ولكن ليس دائماً، وأحيانا رسالة من زائر لموقع الصحيفة تدفعنا لسرعة التعديل” وانتقل عبد القادر للتعليق على ضعف بناء الخبر وبنيتــه في الصحــف الرياضيــة الإلكــترونية بقوله: “ايضاً هذا صحيح وموجود في جميع الصحف الرياضية الإلكترونية، وهذا سببه الاعتماد على شباب متعاونين تنقصهم الخبرة” قاطعته للمرة الثانية قبل أن نتجاوز هذه النقطة وسألته: هل الاعتماد على صغار السن بهدف تقليل التكاليف؟.. لكن عبدالقادر نفى ذلك مؤكداً “أن الهدف دعمهم واستكشاف أسماء جديدة والدفع بها لساحة الإعلام الرياضي” ويكمل عبدالقادر حول الضعف المهني بقوله: أما من حيث عدم حفظ حقوق الملكية فالجميع ينكوي بناره، ونحن على سبيل المثال في صحيفة هاتريك نشرنا أخباراً حصرية وتفاجأنا بانتشارها في مواقع عديدة دون الإشارة لنا كمصدر، كما أن هناك بعض المصادر التي تتعاون مع صحيفة ما ربما تتعامل في أحد الأخبار بلا مهنية فتدفع الصحيفة ثمن ذلك، وتمتنع بعدها عن التعامل مع هذا المصدر، وكثرة المصادر لا بد أن يحصل معه ذلك غالباً” واختتم عبدالقادر تعليقه بالتركيز على ما يعوق عمل الصحف الرياضية الإلكترونية وبالتحديد ضرورة التعامل مع هذا النوع من الصحف على أنها تجربة جديدة تحتاج سنوات ربما تصل للعشر حتى تنضج وتصبح جاهزة للمحاكمة، وأهمية الالتزام التام من قبل الشباب المنضمين لهذه الصحف وتحمل المسؤولية لتحقيق طموحاتهم من جهة، ولعدم التسبب بالإحراج للصحف التي تبنتهم وفتحت لهم أبوابها”.
مقارنة ظالمة
وفي ذات السياق بدأ رئيس تحـرير صـحيفة الجماهيــر الإلكترونيــة توفيق الخليفة معترضاً حيث يقول: من الظلم تعميم الأحكام على جميع الصحف الإلكترونية، فهناك صحف رياضية الكترونية تملك الطرح الجيد حتى وإن كانت لا تصل في عددها لأصابع اليد الواحدة، ولكن يجب ألا نقارن صحيفة الكترونية تقدم طرحاً ضعيفاً مع أخرى تغطي 95 دورياً حول العالم تغطية مباشرة، وهذا ما نفعله في صحيفة الجماهير، إضافة لحقوق نقل ملخصات الدوري الإنجليزي كأول صحيفة الكترونية تمتلك ذلك في الشرق الأوسط، ومن هنا أنا أوافق على وجود صحف ليست لديها جودة فيما تقدم ولكن اعتراضي على التعميم” ويضيف خليفة فيما يختص بالمهنية بقوله: “غالبية الصحف الرياضية الإلكترونية تسيىء للمهنة وللمهنية”، وعن حقوق الملكية الفكرية يرى خليفة: “أن هذا الموضوع غير مفعل بشكل عام وليس على مســتوى الصحف الرياضية الإلكترونية”، وتحـــدّث خليفة عن أبرز العوائق التي تواجهها الصحف الرياضية الإلكترونية بقوله: “في البداية لا بد أن تواجه الصحيفة مشكلة إيجاد المعلن لتحقيق إيرادات تغطي النفقات أو جزء منها، ولكن بعد العمل بجد وتحقيق الانتشار سيصبح إيجاد الراعي أو المعلن أمر سهل، وهذا ما تحقق لصحيفة الجماهير”، ويضيف خليفة للعوائق أمراً آخر يختص بالمتلقي حيث يقول: “المشكلة الكبرى لدى جميع الصحف تتمثل في ردة فعل الوسط الرياضي، والتصنيف وفق الموضوع المطروح، وإن كنا نتلمس بوادر وعي يتشكل عند الغالبية سيسهم إن تحقق في تقديم طرح جريء دون التفكير في ردة الفعل”.
يذكـــر أن الشبــــكة العنكبوتية تحتضن عدداً من الصحف الرياضية الإلكترونية ومن أبرزها:
سبورت - قوول - هاتريك