2012-02-16 | 03:00 حوارات

حوار الرياضية : رئيس إتحاد كرة القدم اليمني : مشكلتنا قائد حكيم

مشاركة الخبر      

ـ في البداية كيف تنظر للعلاقات التي تجمع قادة كرة القدم في الوطن العربي وفي الخليج تحديداً؟ ماذا تقصد؟ ـ أقصد هل تلك العلاقات هادئة أم متوترة؟ العلاقات على مستوى الخليج واليمن والعراق وعلى ضوء الواقع نجد فيها كل ما ذكرت، ففيها بعض العلاقات الوطيدة وأخرى علاقات متوترة والعادية ولكن الخلاصة أنها لا تنمو تلك العلاقات للأهداف التي من أجلها سميت بطولة الخليج ومن أجلها كان هذا التجمع الكروي الرياضي لذا نأمل أن نعمل جميعاً لتحقيق الأهداف من خلال علاقاتنا المتينة والأخوية ونفضل المصلحة العامة على المصالح الخاصة والتعاون لما فيه مصلحة المنطقة رياضياً. ـ وهذا ينطبق أيضاً على المستوى العربي فهل أصبحت الخلافات سمة لا نعيش من غيرها؟ للأسف الشديد كلامك صحيح والعرب للأسف دائماً في خلافات سواء على المستوى الرياضي أو غيره وهذا هو سبب عدم نجاحنا وتقدمنا على الآخرين خاصة ونحن أولى منهم بالتقدم والتطور والاتحاد لأننا نجتمع تحت مظلة الإسلام الذي يحثنا على الأخوة والتعاون والتفاهم وترك الشقاق ولكن للأسف الشديد في معظم الأحيان تكون العلاقات متوترة وذلك يعود لعدم التواصل والبعد. ـ هل نفتقد لقيادات تقود العمل الرياضي تحت مظلة تجمعها المصلحة العامة؟ أنت تحرجنا بهذه الأسلئة فما تقوله من أهم الشروط والأولويات للنجاح والتكاتف هو وجود شخصيات تحقق الأهداف والتطلعات للشعوب العربية وهذا للأسف غير موجود. ـ ما حدث لمحمد بن همام ألا تشعر بأنكم تخليتم عنه؟ للأسف الشديد نحن لم نتخل عنه فقط بل إن هناك بعض رؤساء الاتحادات والشخصيات الرياضية من بيننا فرحوا كثيراً بما حدث لمحمد بن همام بل وساهموا في زيادة المشكلة والوقوف مع ومساندة الطرف الآخر. ـ هل تقصد وقوفهم مع جوزيف بلاتر؟ نعم للأسف. ـ ماهي الأسباب .. هل هي تراكمات سابقة؟ عدم وجود القيادات العربية الحقيقية والخلافات التي كانت على أمور بسيطة جداً وكان من المفترض من الإخوة العرب على كثرتهم وقوة إمكانياتهم وخاصة في آسيا أن يكونوا هم قادة كرة القدم في القارة الآسيوية ولهم كلمتهم وقوتهم بالإضافة إلى أن العرب لم يستطيعوا احتواء الدول الإسلامية في آسيا وكسبها لصفهم وهي كثيرة ولكن للأسف الشديد لا يوجد تفاهم ولا تعاون ولا يوجد قائد حكيم يؤلف بين القلوب ويجعل الجميع يعمل من أجل هدف واحد. ـ ماهي الحسابات السابقة التي يتم تصفيتها اليوم؟ حسابات بسيطة ولا قيمة لها لا تتعدى انتخابات وخلافات بسبب مباراة أو حكم ظلم وأمور بسيطة وسهلة المرء يخجل في الحديث عنها أو جعلها خلافات. ـ لو أردنا أن ننسى الخلافات السابقة هل رؤساء الاتحادات لديهم القدرة على ذلك؟ نتمنى ذلك وفي الاجتماع الأخير لرؤساء الاتحادات الخليجية في البحرين تحدثنا عن هذا الموضوع وقلنا يكفينا خلافات ومماحكات وتنافس ويجب أن ننظم أنفسنا ونجتمع فيما بيننا ونختار من يمثلنا ومن هو أفضل لنا والخلافات تبقى داخلية وتحل بعقل ونكون موحدين وعلى رأي واحد والكثير من رؤساء الاتحادات الخليجية متحمسون لذلك. نحن اليوم لدينا قضية تبشر بانشقاقات وخلافات وهي من سيخلف محمد بن همام، فهناك عدة مرشحين من الوسط الخليجي والعربي لذلك نأمل أن نستفيد من الانتخابات السابقة وخلافاتها ولا نكرر السيناريو الماضي فنحن اليوم نهدف لتوحيد الرؤى والذي يكون بعمل استفتاء على مستوى المنطقة العربية ونرى من هو أوفر حظاً ويتم دعمه بدلاً من الخلاف وفي الأخير نتضارب فيما بيننا ويأتي من الخارج من يخطف المنصب منا لذا لابد أن نعي أهمية المرحلة المقبلة. ـ هل تعتقد أن أحد المرشحين سيقبل بذلك خاصة ونحن نشاهد سباقاً محموماً غير معلن على كسب التأييد؟ كلامك صحيح وكل شخص يتحدث عن حقه في التنافس ويشعر أنه الأحق بذلك ولكن علينا أن نترك المرشحين على جنب والبقية تعمل ونضعهم أمام الواقع من خلال انتخاب سري بيننا. ـ وهل سنقبل بذلك؟ لابد أن نتفق قبل العمل لأن الهدف المصلحة العامة والاقتراع السري داخل الأسرة العربية وهو ما سيتم في الانتخابات الآسيوية وعلى كل شخص منهم أن يحترم آراء أشقائه. ـ ولكن ألسنا نعاني من عدم المصداقية فنحن شاهدنا في السابق اتحادات كانت صريحة وشفافة وأعلنت موقفها مع هذا أو ذاك ولكن هناك اتحادات كان ينقصها المصداقية والوضوح؟ نحن قبل كل شيء عرب ولدينا عادات وتقاليد فعندما ندخل في مثل هذه الأمور نجد الإحراج، نعم الطريقة والأسلوب خاطئة والوضوح أمر مطلوب ولكن للأسف أن هناك أيضاً من يطلب منا أن نصرح أننا معه ولسنا مع الطرف الآخر وهذا محرج ويدخلنا في الصراعات لذلك لابد من تجاوز الأخطاء التي وقعنا فيها في الانتخابات بين الشيخ سلمان ومحمد بن همام وعرفنا كيف هي نتائجها فلابد من عدم الوقوع فيها مرة أخرى لذا نرجوا أن نكون حريصين هذه المرة لأن المشكلة والانشقاق سيكون أكبر. ـ البعض يرى أن محمد بن همام في انتخاباته مع الشيخ سلمان أخطأ عند تصعيد خطابه الإعلامي مع شخصيات لها مكانتها السياسية والاجتماعية والرياضية وهناك مجتمعات ورؤساء اتحـــادات رفضت ذلك التصعيد أياً كان السبب؟ من خلال تجربتي البسيطة ما ذكرته صحيحاً وقد يكون الأخ محمد تناول شخصيات رياضية بخطاب إعلامي تصعيدي وتلك الشخصيات أرادت أن تشعر الأخ محمد أنها قادرة على تغييره لذا كان الخطأ من قبل الجانبين سواء الأخ محمد أو الشخصيات الرياضية الكبيرة التي تتحدث عنها فكلهم هنا لم يحكموا العقل والمنطق والكل تحدث وتحرك بما يراه مناسباً له وهذه بداية المشكلة وتأزمها مما جعل الانتخابات معركة بين أعداء كأنهم ليسوا إخواناً. ـ هل الخطوة المقبلة وما يجب أن نثق فيه أن هناك عملا عربيا موحدا؟ هذا ما يفترض أن يحدث أن يكون لدينا عمل عربي موحد سواء في الاتحادات القارية أو الدولية وأن ننسى ما حدث سابقاً لذا المرحلة المقبلة لابد أن يتغير فيها كل شيء، نحن نحقق النتائج قبل التطور والتنسيق والتفاهم ومن المعيب والمؤسف أن نتراجع اليوم ونحن نتفق ونجتمع ونتباحث. ـ السعودية تحملت الكثير وخدمت الرياضة العربية من خلال الاتحاد العربي لكرة القدم واتحاد اللجان الأولمبية العربية ومع هذا وجدنا هنا من يريد أن ينكر هذا الدور وذلك التاريخ وإدخال الاتحاد العربي في منافسات الانتخابات الآسيوية وهناك من تضامن وأيد ذلك فهل هذا نكران للجميل؟ الإخوة في السعودية قدموا الكثير للاتحاد العربي ولهم تاريخ كبير في ذلك وما حدث في الانتخابات كان رداً وتصفية حسابات لما حدث في آسيا فتلك الخلافات شقت العرب رياضياً وأصبحت آثارها في كل المواقف والانتخابات ووصلت للاتحاد العربي والخوف أن تستمر. ـ ولكن هناك اتحادات عربية لم تكن واضحة في مواقفها، ولماذا كانت هناك اتحادات عربية غامضة فنحن نعذرها آسيوياً ولكن عربياً لا أعتقد أن هناك عذرا مقبولا؟ الانشقاق الذي حدث في آسيا كان بين قيادات الرياضة العربية وعندما يختلف الكبار تكثر الآثار السلبية وكل طرف أصبح لديه تكتل وكل طرف أصبح غريماً للطرف الآخر حتى لو لم يكن مقتنعاًَ بمواقف تكتله فهو مع الجماعة أينما ذهب. هناك من دفع ضريبة مواقفه وخرج من بعض الاتحادات الآسيوية والعربية بسبب مواقفهم وقد لا يكون لاعباً أساسياً ولكن ضريبة الموقف الذي اتخذه. ـ المواقف ذهبت اليوم أين كنتم تقفون؟ أرجو ألا تقلب الأوراق كثيراً ولا تعيدنا للسابق ومواقفنا كانت معروفة والقادة يعلمون بها ونحن اليوم نريد ترميم ما حصل ونصلح ما أفسده الماضي ولا نريد إثارة المشاعر والذكريات الحزينة ونحن اليوم نحرص للتعاون على التوفيق وجمع الكلمة ومن هنا نبدأ بصوت واحد. ـ التنافس على كرسي ابن همام اليوم فأين دعمه في قضيته؟ نحن اليوم في الوقت الضايع، كان من المفترض أن يكون لنا موقف عربي وآسيوي قوي ولكن كما قلت لك للأسف أنهم لم يقفوا متفرجين فقط بل هناك من تآمر وفرح بذلك القرار.قد تكون للأخ محمد بن همام تصرفات وأخطاء مع بعض الجهات ولايوجد رماد من غير نار. ـ هل هناك قيادات تصفي حساباته مع محمد بن همام داخل الاتحاد الآسيوي؟ نحن نتواجد في الاتحاد الآسيوي في الأيام الأخيرة بشكل أفضل ولكن لم نشعر بذلك ولم نبلغ من قبل مندوبنا بذلك ولكن وإن حدث فليس بغريب فهناك أمور حدثت أكبر من ذلك. ـ هل أخطأ ابن همام في ترشحه للفيفا؟ نعم أخطأ واستعجل ابن همام ولم يدرسه بالشكل الجيد وكان من المفترض بعد حصول قطر على استضافة كأس العالم 2022م كان عليه أن يؤجل الترشح لرئاسة (فيفا) لما بعد ذلك، فيكفي نجاحاً واحداً والأهداف توزع على فترات زمنية. ـ ألم تنصحوه؟ بلى نصحناه وأنا شخصياً بلغته بذلك ومع هذا وقفت لجانبه ولكن لعل خبرته وعلاقاته مع الاتحادات القارية والدولية رأت غير ذلك وأقنعنا في وقتها وهو كان يرى بأنها الفرصة المناسبة ولكن في منظورنا لم نر أنها الفرصة المناسبة حتى من باب الحسد كيف تستضيف كأس العالم وترأس (فيفا) فالحسد سيحضر. ـ هل تعرض ابن همام لخيانة أم سوء تقدير؟ هو تعرض لمؤامرة كبيرة جداً. ـ داخلية أم دولية؟ لا أستطيع التوضيح اليوم، ولكن على ما شهدنا وسمعنا أن القرارات ليست على حق وأن هناك خمسة أشخاص اجتمعوا وكان واحد مع القرار وأربعة صوتوا ضد القرار ومع هذا تم اتخاذ القرار فهذا دليل على التقصد والترصد والمؤامرة. ـ كيف تنظرون للاتحاد العربي لكرة القدم اليوم؟ الاتحاد العربي لكرة القدم وبكل أمانة نراه اليوم أكثر نشاطاً وعملاً وعاد لوضعه الطبيعي ويستحق منا اليوم الثناء. ـ ولكنكم كاتحادات محلية ترشحون أعضاء غير مؤثرين لذا تتأخر قرارات الاتحاد؟ كلامك صحيح ولكن هناك رئيس اتحاد ورئيس الاتحاد في الأخير بسببه ينجح الاتحاد ويخفق لأن صلاحيات الرئيس واسعة ويستطيع العمل بها وتحقيق النجاحات. ـ ولكن ماذا يعمل رئيس الاتحاد إذا كانت اتحادات تنسحب وتحتج ولا تدفع رسوم العضوية وتعمل للهدم وليس البناء؟ هذا صحيح والبعض يرى أن عدم تأثير هذا الانسحاب قارياً ودولياً يجعله يستعجل في ذلك القرار ولا يضرب لها بالاً لذا لابد من تنظيمات وعقوبات توجد حلولا لهذه المشاكل وتكون رادعة ومن يعمل ذلك لابد أن يكون شاذاً ويجب أن يكون هناك موقف ضده من الجميع. ـ كيف تنظر للكرة اليمنية اليوم؟ بعد استضافتنا لكأس الخليج استبشرنا بعهد جديد للكرة اليمنية وكان اهتمامنا بزيادة استضافة الدورات والبطولات الخليجية وبناء البنية التحتية وزرع الحماس الرياضي في مختلف فئات الشعب ونجحنا في ذلك ولله الحمد ورفعنا سقف العمل الرياضي على كافة المستويات والكل شاهد أن الرياضة حققت ما لم تحققه السياسة ولكن للأسف الشديد جاءت المشاكل السياسية والربيع العربي لتأخذ كل ما كنا نحلم به. ـ هل هناك رؤية لتخطي ذلك؟ الرياضة اليمنية سوف تستمر ولكن انشغلنا اليوم بما هو أهم من الرياضة ونأمل أن يكون الوقت كفيلاً بإعادة العمل فنحن في 2011م و2012م ستكون أسوأ سنتين للرياضة اليمنية. ـ هل لديكم خطط؟ نعم لدينا خطط ولدينا الاهتمام، ولكن اليوم هناك أمور أهم من الرياضة، ولكن غداً سنتكاتف من أجل إكمال المسيرة في ظل أمن وأمان البلاد والعباد.