2013-02-17 | 22:13 حوارات

التجديد لكانيدا قرار شجاع

لقاء ـ أحمد البهكلي تصوير - عبد الله بازهير
مشاركة الخبر      

كشف المدرب الوطني حسن خليفة عن سعادته الكبيرة بتجديد نادي الاتحاد عقد المدرب كانيدا(إسباني)، مشيرا إلى أن ذلك يحقق الاستقرار الفني للفريق ويساهم في إعادة بناء جيل للمستقبل، وقال إنه لن يرفض العودة لفريقه السابق لكن بشرط أن يكون المدرب الأول وليس مساعداً، بعد أن اكتسب الخبرة ونال شهادة التدريب من الاتحاد الآسيوي، كما تحسر خليفة على تجاهل الأندية للمدربين الوطنيين والتركيز على الأجانب، مؤكدا أن جميع النجاحات التي حققتها المنتخبات الوطنية كانت بفضل الوطنيين لأنهم مؤهلون ويحتاجون لمنحهم الثقة والصلاحيات الكاملة مثل ما تمنح للأجنبي وليس التعامل معهم كمدربي طوارئ، مستدركا بتجارب الإمارات والعراق ومصر في تحقيق البطولات بعد الاعتماد على الوطنيين، واعتبر خليفة في لقائه مع "الرياضية" أن تطبيق الاحتراف في السعودية ناقص لأن اللاعبين لايقوموا بدورهم المنوط بهم والإدارات لا تحاسبهم على تقصيرهم.
ما رأيك في إدارة نادي الاتحاد برئاسة المهندس محمد فايز؟
في تقديري اعتبرها إدارة جيدة ومجتهدة ومثابرة، وأهم نقطة إيجابية تحسب لهم هي تجديد عقد مدرب الفريق كانيدا(إسباني) لثلاث سنوات لأن ذلك يحقق الاستقرار الفني ويساهم في إعادة بناء فريق المستقبل للسنوات المقبلة، وشخصيا أتمنى استمراره حتى نهاية عقده، كما أن التعاقدات الأخيرة التي أبرمتها الإدارة مع (أحمد الفريدي - تركي خضير - مختار فلاتة) أعتقد أنها ستشكل إضافة كبيرة للفريق، وتعتبر ضربة بداية لإعادة الاتحاد لسابق عهده، خاصة أن اللاعبين الجدد تم ضمهم برؤية فنية وليست إدارية كما فعلت بعض الإدارات السابقة.
كيف تنظر للخلاف الذي حدث بين كانيدا وأحمد محتسب؟
تأييدي لتجديد عقد المدرب كانيدا لايعني أنني أوافق على كل تصرفاته، لأن تغريدته في تويتر ضد عضو الشرف أحمد محتسب والاتهامات التي وجهها له خاطئة ويجب محاسبته على ما قام به، فما حدث بينهما من خلاف يجب أن يحل داخل النادي وليس نقله لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ومثل هذه الأمور تؤثر سلبا على الاستقرار وتفقد المدرب تركيزه.
هل تشعر أن أداء الفريق تحسن تحت قيادة كانيدا؟
من خلال المباريات التي لعبها الفريق وما قدمه أعتقد أن المستوى تحسن والفريق يلعب بشكل جيد، وهذا التقييم تعرفه دائرة الكرة جيدا، لأنها متابعة للتدريبات باستمرار وتعرف إن كان ما يقوم به في التدريبات ينفذه اللاعبون في المباريات أم لا، كما أننا يجب أن نعطيه الفرصة الكافية ومن ثم نقيم أداءه حتى لانظلمه.
ماذا يحتاج الفريق ليعود لسابق عهده؟
الفريق يحتاج للاستقرار الفني والإداري والصبر على المدرب في تطبيق خطته، وعدم الاستعجال في تقييم اللاعبين خاصة الذين تم تسجيلهم مؤخرا لأنهم يحتاجون للانسجام مع بقية زملائهم، وحتى يتحقق ذلك لابد من وقفة قوية لجميع المحبين ليتمكنوا من توفير بيئة صالحة في النادي وبالتالي تظهر النتائج الإيجابية، لأن الاستقرار عنصر مهم جدا في كرة القدم.
ألا تعتقد أن المبالغ التي دفعت للمحترفين كبيرة جدا؟
نحن أصبحنا في عهد الاحتراف، وكرة القدم أصبحت مهنة للاعبين ومن الطبيعي أن يحصلوا على هذه الأموال، ولكن اختلف مع إدارة النادي في كيفية سدادها لهم، ويجب أن تمنح لهم عبارة عن رواتب وليس كاملة مع تطبيق اللوائح معهم بحزم، خاصة في المخالفات التي يرتكبونها وأن تكون العقوبات بخصم مالي كبير لأن ذلك يجعل اللاعب لا يكرر الخطأ ويقوم بواجبه على أكمل وجه.
لو طلب منك العودة لتدريب الاتحاد هل ستوافق؟
الاتحاد بيتي الأول وأتشرف بخدمته ولايوجد ما يمنعني العودة إليه، ولكنى لو عدت لابد أن أكون مدرباً أول وليس مساعد مدرب، بعد أن اكتسبت خبرات كبيرة من خلال الفترة التي عملت فيها مساعد مدرب والتي امتدت لثماني سنوات واستفدت فيها من المدارس التدريبية المختلفة في النادي، بجانب حصولي على شهادات التدريب من الاتحاد الآسيوي والتي تمنحنى حق تدريب أي فريق.
ماهو أفضل مجلس إدارة عملت معه ؟
جميع مجالس الإدارات التي عملت معها أكن لها التقدير والاحترام، وكنا نعمل من أجل رفعة النادي، ولكن أشيد بإدارة أحمد مسعود التي كانت أول من عينتني كمساعد مدرب ثم تسلمت قيادة تدريب الفريق الأول لفترة مؤقتة، وكذلك عملت فترات جميلة مع المهندس حسن جمجوم ومنصور البلوي والمهندس جمال أبوعمارة والدكتور خالد المرزوقي والمهندس إبراهيم علوان، وأشكرهم جميعا بإتاحتهم لي الفرصة لخدمة الاتحاد.
هل رحيلك مع حمزة والصنيع أثر سلبا على الاتحاد؟
مسيرة الاتحاد لاتتوقف على شخص سواء كان رئيساً أو مدرباً أو لاعباً، وكل من مر على النادي قدم حسب طاقته، ولاننسى أن النادي أيضا قدم لهم الكثير وصنع نجوميتهم خاصة اللاعبين، فأنا وحمزة والصنيع وخليفة ندين بالكثير للاتحاد.
لكن ابتعاد الشيخ عبد المحسن أثر كثيرا في النواحي المادية؟
يجب أن نعترف بأن الشيخ عبد المحسن آل الشيخ شخصية متفردة لأن دعمه الكبير الذي قدمه للاتحاد أسهم في وصوله للعالمية وساهم في تحقيق العديد من البطولات الخارجية والمحلية، وبصراحة الاتحاد يحتاج لوقت طويل حتى يعوض غياب هذه الشخصية المهمة، ليس ماديا فقط وإنما في فكره وتخطيطه.
ما رأيك في تعيين الدكتور خالد المرزوقي رئيسا لأعضاء الشرف؟
الدكتور خالد المرزوقي محب وعاشق للاتحاد وكفاءة إدارية كبيرة وشخص قريب من الجميع، وعندما كان رئيس مجلس إدارة النادي فاز الفريق ببطولة الاتحاد عام 2009م ووصل لنهائي دوري أبطال آسيا، وعلى الصعيد المالى تمكن من تسديد كافة الديون ليتسلم خلفه المهندس إبراهيم علون ومجلس إدارة النادي بدون ديون، وبالإجماع فترته كانت من أفضل الفترات في الأمور الإدارية والمالية، ورغم ذلك يجب أن لانحكم على فترته الحالية ويجب أن نعطيه الفرصة الكافية وبعدها نقيم مسيرته، وأقول له إن مهمتك صعبة لإعادة الاتحاد لمكانه الطبيعي ولكن ليست مستحيلة.
لماذا انعدمت الثقة في المدرب الوطني؟
هذه مشكلة كبيرة يعاني منها المدرب الوطني ومن الصعب حلها بعد أن اتجهت الأندية للمدربين الأجانب، على الرغم من أن إنجازات الكرة السعودية التي حققتها جميع المنتخبات الوطنية كانت عن طريق مدربين وطنيين، ولكن ما يعاب على معظم المدربين الوطنيين عدم تفرغهم، والمدربون المتفرغون يحتاجون لوضع الثقة فيهم من قبل إدارات الأندية، مثل ما تصبر هذه الأندية وتضع ثقتها في الأجانب، وبصراحة المدرب الوطني مؤهل أكاديميا وصاحب كفاءة عالية وقادر على قيادة أي ناد، وأرجو أن تتم إقامة دورات لهم متواصلة داخليا وخارجيا حتى يتمكنوا من مواكبة التطور.
وما هي الحلول لإعادة الثقة للوطنيين؟
لابد من اعتماد الأندية على الوطنيين اعتمادا كليا، وذلك يتمثل في التعاقد معهم منذ بداية الموسم للعمل متفرغين، مع منحهم كافة الصلاحيات في عمليتي الإحلال والإبدال، وليس التعامل معهم كمدربي طوارئ باللجوء إليهم بعد إقالة الأجنبي، وقطعا عندما يحضر في منتصف الموسم لن يحقق المطلوب، كما أن الكثير من التجارب أكدت أفضلية المدربين الوطنيين لمعرفتهم الكاملة باللاعبين وكيفية التعامل معهم، ويجب أن ننظر لتجربة منتخبات مصر والعراق والإمارات التي حققت الإنجازات بالوطنيين بعد فشل الأجانب.
هل تعتقد أن الاحتراف حقق هدفه؟
يجب أن نعترف بأن الاحتراف لم يحقق 50 % من المرجو منه، لأنه ناقص ولم يشمل جميع العناصر (الإدارة - اللاعبين - المدربين - الحكام). والاحتراف في الرياضة يعني الانضباط في السلوكيات داخل وخارج الملعب وتنفيذ بنود العقد بين اللاعب أو المدرب وبين النادي، مما يستوجب على اللاعب أن يلتزم بالتدريب في الأوقات التي يحددها النادي إن كان في الفترة الصباحية أو المسائية وأن يؤدي المباريات وفق ما يطلبه المدرب واحتياجات الفريق، كما يجب أن يكون اللاعب ملما بثقافة الاحتراف ويعمل بها لأنها نبراس له حتى يعرف حقوقه وواجباته والتزاماته تجاه ناديه، أضف إلى ذلك أن المحترف يجب أن يعرف ما يترتب عليه في كل خطأ يقع فيه حتى لايعترض على أي عقوبة توقع عليه، وعلى مجلس الإدارة أيضا أن يعرف مسؤوليته تجاه اللاعب المحترف في الالتزام براتبه وبقية مستحقاته مع تطبيق اللائحة فى كل مخالفة يرتكبها.
حدثنا عن كيفية تطبيق الاحتراف بالطريقة الصحيحة؟
يجب علينا أن نهتم بالناشئين ونطبق عليهم الاحتراف منذ الصغر حتى يكون راسخا لديهم ويطبقوه في التدريبات ويعملوا به في سلوكياتهم الرياضية وكل خطواتهم تجاه ما يخص مجالهم في كرة القدم، وخاصة الالتزام بالبرنامج الغذائي والانضباط، وحتى نتمكن من تطبيق هذه المفاهيم يجب أن تكون مضمنة في المناهج الرياضية بالمدارس مع ضرورة تكثيف العمل معهم في تقديم محاضرات وندوات يشارك فيها خبراء اللعبة على مستوى العالم، وأهم شيء أن يكون أساتذة التربية الرياضية أصحاب خبرات حتى يتمكنوا من إيصال المعلومات الصحيحة للصغار.
بماذا تفسر غياب المنتخبات الوطنية عن البطولات الخارجية؟
تراجع منتخباتنا الوطنية سببه الإهمال وعدم الاهتمام بالمراحل السنية خلال الـ15عاما الماضية، مع تركيز الأندية على الفريق الأول، وعدم وجود تخطيط طويل المدى كما حدث عندما تولى محمد المسحل إدارة المنتخبات واهتمامه بالفئات السنية من البراعم وحتى الأولمبي، وإذا استمر هذا العمل قطعا سنجني ثماره في المستقبل وستعود الكرة السعودية لمكانها الطبيعي.
هل تعتقد أن إقالة ريكارد تأخرت كثيرا؟
من وجهة نظري المدرب ريكارد وجد فرصته الكاملة، ولم يتمكن من تقديم أي جديد، بجانب عدم وضعه بصمة أو تحسن ولو طفيف في مستوى المنتخب خلال فترة تدريبه له والتي وصلت لعام ونصف، والمدرب الجيد تظهر بصماته بسرعة كما تابعنا التطور الكبير لمنتخب البحرين بعد إشراف كالديرون على تدريبه وخلال شهرين فقط اختلف الوضع في المنتخب،عكس المنتخب السعودي الذي كانت نتائجه في عهد ريكارد سلبية جدا ولغة الأرقام تؤكد ذلك مما يؤكد أن قرار إقالته كان صائبا وتأخر كثيرا.
هل الفوز على الصين يعني بداية العودة القوية للمنتخب ؟
المنتخب كان أداؤه جيداً جدا قياسا بقصر فترت الإعداد والتغيير في الأجهزة الإدارية والفنية بجانب إضافة عناصر جديدة، ويجب أن نشيد باللاعبين لأنهم تحملوا المسؤولية ولعبوا بروح قتالية وحماس، وبرغم أنهم لم يقصروا لكن نزول هزازي كان نقطة تحول المباراة لصالح الأخضر، والانتصار كان المنتخب يحتاجه بشدة حتى يعيد الثقة للاعبين ويتجاوزا إخفاق بطولة الخليج، ويجب مضاعفة العمل في المرحلة المقبلة لأن الصعود للنهائيات الآسيوية صعب.