2013-05-24 | 06:00 الكرة السعودية

من حول الهلال إلى جُزُر ؟

مشاركة الخبر      

كل سقوط الفريق الكروي لن ادي الهلال في منافسات دوري أبطال آسيا ما يشبه الحجر الكبير عندما يلقى في بركة ماء راكدة، إذ وبالرغم
من أنه ليس الأول إذ درج الهلال على الخروج من منافسات هذه البطولة أكثر من مرة ولم يذهب إلى
أكثر من الوصول إلى الدور نصف النهائي في الخمس مرات المتوالية التي شارك في منافساتها
إلا أنه هذه المرة ربما يفتح أنصاره كل الملفات وسيضعون جانباً ما قد يعتبر دبلوماسية
التعاطي مع قضايا الهلال النادي وفرق كرة القدم بكل فئاته والذي
يمثل لكل الأندية رأس الحربة وواجهة النادي.

ـ لماذا هذه الغضبة؟
البعض ممن رصدوا ردة الفعل التي حدثت فور خروج الهلال على يد فريق قطري حديث التأسيس (لخويا تأسس سنة 2009) لم يخالجهم الشك في أن هذه الغضبة مختلفة عما سبقها في المرات الماضية وأنها مبررة بغض النظر عن الأسلوب التي اتخذه أصحاب هذا الموقف ومكانتهم ودورهم في الشارع الهلالي وبخلاف بعض الأصوات النشاز التي يعتقد الكثيرون أن لا قيمة لرأيهم وهي متكررة ومتشابهة ولا تهدف إلى شيء سوى استثمار المناسبة للظهور أو شماتة خصوم فإن آراء الأغلبية كانت تستحق التوقف عندها ومراجعتها وفهمها.

المستقبل أسوأ
من داخل الأسرة الهلالية يقول أحد المطلعين على الأوضاع عن قرب إنه مع كل الجماهير والنقاد في أن ما حدث مرير ومحزن وكان يجب ألا يحدث لكن الصورة أكثر قتامة مما يعتقدون فالمستقبل ينذر بما هو أسوأ.
ويشرح الموقف بأن حاجة النادي إلى الاهتمام العملي بمستقبل كرة القدم بالنادي تفرض مراجعة السياسة التي يتعامل بها النادي مع فرق النادي السنية والفريق الأول وكيفية جعلهم يعملون في منظومة كروية واحدة دون مجاملات وحساسية سواء للقائمين على هذه الفريق أو لمن يشرف عليها لأن الجميع تهمــه المصلحــة الــــعامة التي لـــن تتحقق إلا بضوابط تنظـــــم العلاقة تبدأ بتوفير الميزانيات التي يمكن لها أن تصنع أرضية وقاعدة كروية عريضة لأنها اهترأت مع طريقها للتآكل بسبب ضعف إمكانيات هذه الفرق التي لا يتوفر لها ملاعب تدريب ولا أطقم فنية وإدارية وطبية يمكن أن يعول عليها في الحفاظ على المشتل الهلالي الذي كان ينبت ويزهر مواهب ونجوماً بعد أن تغيرت البيئة، وأشار إلى أن أسباب ذلك لا تعود لشخص بعينه إلا أن الوضع في كرة القدم اختلف فقد تغيرت متطلباتها وزادت وأصبحت هناك حاجة لإعادة وضع سياسات مناسبة وتقديرات مالية متوائمة مع الحاجة وتحقق الهدف.
ـ إذاً من المسؤول؟
هــذه الإشارات الواضحة من هذا العضــو القريب من البيــــت الهلالي تفسـر بوضـوح أن وضع الفرق الســـــنية الهلاليـــة التي يشــرف على هرمها رئيس أعضاء الشرف الأمير بندر بن محمد تحتاج إلى ميزانيات لم توفر وإلى إمكانات تفوق طاقة النادي الذي يحتاج إلى أن يصرف على الفريق الأول والألعاب الأخرى وأن خطورة ذلك على الإمداد العناصري الذي إما سينقطع أو يكون بكفاءة وقيمة فنية أقل وهذا أمر فيه إضرار بالكرة الهلالية على المدى البعيد وأن المطلوب فتح ملف الفرق السنية من البراعم وحتى الأولمبي وتفتيش أوضاعها الفنية والإدارية وتقديراتها المالية وإيجاد ممول لها مستقل وبشكل معلن وشفاف ليتم بعدها الإشراف على سير أعمالها وقدرتها الإنتاجية.

30 مايو الكل يترقب
وتنتظر الأوساط الهلالية 30 مايو (السبت المقبل) بكثير من القلق والترقب بعد أن تم الإعلان رسمياً عن أنه الموعد الذي سيعلن فيه الهلاليون عن عدد من القرارات الهامة ومبرر الاهتمام هو هل سيكون ذلك الإعلان استقالة مجلس الإدارة الذي يرأسه الأمير عبدالرحمن بن مساعد ومازال يتبقى على مدته النظامية ثلاث سنوات أم عن إعلان اسم سامي الجابر مدرباً للفريق الأول أم للإعلان عن قرارات إدارية ومالية تتعلق بأمور النادي الفترة الحالية أو المقبلة؟ لكن ما بدا ظاهراً في الأفق أن إدارة النادي في وضع مالي محرج وصعب ولا يمكن أن تتحمله بمفردها، فهي مطالبة في الفترة المقبلة بصرف أكثر من 70 مليون كمستحقات واجبة السداد للاعبين محليين وأجانب وجهاز تدريبي كمرفقات وهو ما سيجعل قدرتها على التحمل ضعيفة جداً وربما يجبرها على التفكير في الاستقالة لإعطاء الفرصة لجهات قادرة للتصدي لهذه المطالب بعد أن صرفت هذه الإدارة عن طريق رئيسها الأمير عبدالرحمن بن مساعد عشرات الملايين في كل موسم لتغطية عجز الإيراد المحدود بما يصل من الشريك الإستراتيجي شركة موبايلي وبعض دفعات رابطة هيئة المحترفين والنقل التلفزيوني الذي كله مجتمع لا يغطي الالتزام حتى مع دعم بعض أعضاء الشرف وهو دعم محدود.

حل الاستقالة مطروح
استقالة الإدارة واحد من حلول إصلاح الحال الهلالي ومقابله اجتماع كاشف لأعضاء الشرف للإطلاع على الأمور التي تحيط بالنادي للمشاركة في إيجاد حلول عملية وفهم لواقع النادي من الداخل بدلاً من الصمت أو التجاهل أو المجاملة، فإدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد ونائبه الأمير نواف بن سعد بذلت الكثير وعملت وأنجزت ولكن في حدود ما هو متاح، وإذا كان الهلاليون لا يرضون بالقليل وطموحهم كبير فهم أولى بالبحث والغوص في المشاكل التي تعترض تحقيق ذلك خاصة وأن الإدارة تشركهم في الرأي والقرار وباتت مجرد ممولة أو منفذة ولم يعد من المقبول أن تترك بعد أن دقت أجراس الخطر ولن تكون هناك فرصة أنسب من هذه للقيام بإجراء إصلاحات تخدم الكرة الهلالية على مدى بعيد ليستطيع استكمال حضوره ومنافسته.

سامي في عين العاصفة
أما تغيير الجهاز التدريبي وتعيين سامي الجابر على رأسه فهي خطوة من حيث المبدأ مقبولة وطبيعية إلا أن الاختلاف عليها هذه المرة أن سامي الجابر لن يتم تعيينه على غرار المدربين الوطنيين السابقين كمدربي فزعة بل مديراً فنياً بعقد مجز وأطقم مساعدة مما يجعل الأسئلة التي يتم طرحها من المهتمين والمراقبين منطقية، هل هناك قناعة حقيقية لأن يتم اتخاذ مثل هذه الخطوة وما مدى جدية الإدارة ومن خلفهم أعضاء الشرف في الدعم والحماية الكافيتين لأن يخوض تجربته كاملة ومن ثم الحكم على النتائج وما هي الخطط الوقائية لفشل التجربة أو تدهورها في لحظة حدوث ذلك؟ الأهم هل سيكون سامي الجابر إذا جاء بطريقة غيره من المدربين الأجانب أن يتم التعامل معه كذلك في كل شيء، أما يكون مرة ابن النادي وأخرى مدرب بعقد عليه كامل الواجبات والاستحقاقات وهل ستكون البداية بمذبحة للنجوم الكبار (سناً) أو قيمة، وكيف يتم التعامل مع اللاعبين الشبان الذين يشكلون قاعدة الهلال الحقيقية مثل: السديري والقرني والعابد والشهراني والفرج والدوسري والزوري والمرشدي، هل سيتم الحكم عليهم من خلال آراء متطرفة غوغائية أو أخرى تريد إسقاطهم وزعزعة استقرارهم أم من خلال تقييمهم الفني البحت وإعادة تأهيلهم وزرع الثقة فيهم لقيادة الفريق خلال السنوات العشر المقبلة؟ وماذا يمكن أن يكون حال القحطاني والشلهوب خلال الموسمين المقبلين؟

آسيا صفحة أخرى
كان حصول الهلال على بطولة دوري أبطال آسيا سنة 1991 بداية منحت طاقة معنوية وفنية حتى 2002 حقق خلالها الفريق العديد من البطولات المحلية والخارجية، وحين توقفت الخارجية منذ أكثر من عقد ظلت المحلية مستمرة كتأكيد على وجود الإمكانات العناصرية والفنية وروح المنافسة وشخصية البطل، وما ينتظره الهلاليون هو أن يكون موسم 2013 الذي انتهى ببطولة محلية واحدة (كأس ولي العهد) بداية انتفاضة وجسر للعودة للبطولات الخارجية متمثلة في المشاركة الآسيوية المقبلة لكن دون أن تكون هي الهدف بقدر ما يكون عودة ترتيب أوضاع كرة القدم الهلالية من نقطة الصفر وإعادة غرس البذرة الهلالية من جديد والاهتمام بمحاضنه والمشرفين عليه والجدية في جعله يضاهي ويزيد على الاهتمام بالفريق الأول حتى يبقى التاريخ الهلالي متسق مستقبله مع ماضيه.