متفائلون .. بحذر
المكان: ملعب الملك فهد الدولي في الرياض.
المناسبة: نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لموسم 1998
الحدث: الدقيقة 90 الشبابيون يستعدون للاحتفال بكأس الدوري.. والحكم يمسك صافرته لإنهاء المباراة.. جماهير الهلال في قمة الحزن وبعضهم غادر الملعب فعلا.
ولكن مهلاً، سامي الجابر يطلق قذيفة من منتصف ملعب الشباب تسكن مرمى منصور الحلوة لتعود المباراة لنقطة البداية والحكم وفي الأوقات الإضافية مرر الجابر كرة ذهبية لعبدالله الجمعان سجل منها هدف الفوز.
يتذكر الهلاليون جيدا المباراة ومباريات أخرى مثل مباراة الهلال مع جابيلو إيواتا في نهاية دوري أبطال آسيا وغيرها كثير، الخلاصة هي أنه لا مجال لليأس مع الهلال عندما يواجه ويسترن سيدني في إياب نهائي دوري أبطال آسيا 2014.. يهذا ما يؤمن به كبار الإعلاميين السعوديين بأن الهلال قادر على الفوز:
من المحبط تذكر ما حدث في لقاء الذهاب هل سيطر الهلال؟ نعم امتلكوا الكرة لكن هل هذا كل شيء؟ هم لم يهزوا الشباك ولكن خصمهم الذي ركن للدفاع معظم فترات المباراة هو من سجل هدف المباراة اليتيم. كم هجمة قام بها بالهلاليون؟ 18 مقابل 4 هجمات لسيدني فماذا حدث؟.. تعامل سيدني مع كراتهم بجدية فهزوا الشباك وضربوا العارضة وأرعبوا السديري بينما كانت كرات الهلال لا تصل بالشكل السليم للمرمى، من جديد الاستحواذ ليس كل شيء. ولكن في النهاية، الهلال لم يسلم ويرفع المنديل الأبيض بعد، هذا ما يؤمن به كبار الإعلاميين السعوديين، فيؤكد الكاتب تركي الناصر السديري أنه متفائل كثيرا بفوز الهلال بالبطولة، مؤكدا أن الهلال فرط في نتيجة إيجابية في سيدني ويقول :"كان الهلال قادرا على العودة بنتيجة إيجابية ولكنه قادر على أن يحسم الأمور في الرياض ولن يكون ذلك غريباً فالهلال هو زعيم وكبير أندية آسيا".وعلى نفس السياق يشدد الكاتب الصحفي عبدالله الضويحي على أنه متفائل كثيرا بقدرة الهلال على الفوز بالكأس على الرغم من خسارته مباراة الإياب ويرجع تفاؤله لأن الفريق الخصم لم يظهر وكأنه فريق لا يقهر وخصم مخيف.. ويقول "أنا متفائل ولو كان الهلال خسر في مباراة الذهاب بأكثر من هدف فأنا لا أتشاءم في حياتي أبدا".. ويضيف :"ما يدعم تفاؤلي هذه المرة أن الفريق الخصم لم يكن صعباً وكان بإمكان الهلال أن يهزمه في غرب سيدني".. ويتابع :"عرف الفريق الخصم كيف يتعامل مع المباراة ولكنه كاد أن يدفع ثمن دفاعه غاليا، فالهلال كان بحاجة لبعض التركيز فقط ومع أنه لم يحصل على فرص كثيرة حقيقة ولكن كانت هناك فرصتان أو ثلاث خطيرة ولكنهم أنهكوا الهلال ومارسوا عليه ضغطا نفسياً".
ويثير الكاتب عبدالله العجلان أجواء التفاؤل مؤكدا أنه يشعر بقدرة الهلال على الفوز والعودة للمباراة ويقول :"أنا متفائل لأن الهلال قياساً على ما قدمه في مباراة الذهاب واستعداد الفريق ونجاح الإدارة في تهيئة اللاعبين قادر على الفوز".. ويضيف :"متفائل أن الهلال سيكون أفصل في الرياض ويسجل أكثر من هدف يضمن له الكأس".
بعض القلق
على العكس من كلام السديري والضويحي يبدو الإعلامي الكبير صالح الحمادي مع مدير تحرير الشئون الرياضية في الزميلة الجزيرة محمد العبدي قلقين بعض الشيء، يقول الحمادي :" أنا لست متفائلا لأسباب عديدة ولأمور تكتيكية داخل الملعب إلا إذا استحضر الهلال كافة قواه الفنية ورجع هدافه الشمراني لهز الشباك وتياجو نيفيز للتسجيل وصناعة الفرص، أما بالمستوى الحالي فمن الصعب أن يفوز على سيدني".. ويضيف بتفصيل أكثر :"ولكن مع كل هذا نأمل أن يفوز الهلال بالكأس".
وعلى نفــــس النســق يؤكـــد محمد العبــــدي أنه قلــــــق لأن النتيجــــة التي انتهـــت بهــــا مبــاراة الذهاب تدعــــو لذلك.. ويضيف:"هناك أســباب أخرى للقلـــق أهمها اختفـــــــاء مســــــتوى البرازيلــي تياجو نيفيز وهو من أهم اللاعبين في الهلال"، ويتابع :"لا أعرف ماهو سر عدم الاستعانة بمحمد الشلهوب، فطوال تاريخ الهلال الحديث كانت بصمة الشلهوب حاضرة في المباريات الكبيرة وكان هو نجمها".
ويشدد العبدي على أنه يثق بقدرات وقراءة مدرب الهلال الروماني لويس ريجيكامب للمباريات مؤكداً :"يظل ريجي مدربا كبيرا وليس لدي شك في ذلك".
ويقف رئيس القسم الرياضي في جريدة الرياض عايض الحربي بين الطرفين، فهو متفائل وقلق.. متفائل بقدرة الهلال على الفوز ولكن قلق من الشحن الجماهيري والنفسي الكبير الذي قد ينعكس سلباً على اللاعبين وسط الملعب .. ويقول :"لا أمان في كرة القدم ودائما ما تذهب التوقعات أدراج الرياح".. ويضيف :"قبل مباراة الذهاب كان الكل متوقعاً أن الفريق الأسترالي سيكون أفضل ولكن ما شاهدناه في الملعب كان عكس ذلك وكان الهلال هو المسيطر على المباراة ومع ذلك انتهت بهدف للفريق الأسترالي"، ويضيف :"أنا متفائل لأن الهلال منذ فترة طويلة لم يصل لهذه المرحلة من دوري أبطال آسيا واللاعبون لديهم الرغبة في الفوز وتحقيق اللقب وطبيعة الجيل الهلالي أنه يبحث عن المنافسة واكتساب البطولات مهما كانت صعوبتها.. إذا نظرت للأمر من هذا الجانب فأنا متفائل".
المزيد من القلق
رئيس تحرير صحيفة قول أون لايـــــن الإلكترونيــــــة خلــف ملفــــي يبدو هو الآخر متفائلا وقلقــــلا في الوقت ذاته.. لأســباب كثيرة يراها مثيــــرة للشـــــــعورين معاً.. ويضيــــف :"أنا متفائــــل بالتأكيــــد ولكن في نفس الوقت قلق بالتأكيد".. ويضيف :"الفريق كامل من كل النواحي وليس لديه أي نقص أو مشاكل والكل يقف معه إداريا وإعلامياً".. ويتابع متحدثاً عن جوانب القلق :"قلق من أنه في كثير من الأحيان بعض اللاعبين لا يتعاملون باحترافية في الملعب، فعندما يجب أن يمرر تراه يراوغ أو يسدد بطريقة خاطئة، وعندما يجب أن يسدد تجده يمرر بكرة مقطوعة".
ويرى ملفي أن ويسترن سيدني ليس فريقا قويا ولكنه يلعب بتكتيك مثالي وبتقارب لاعبين جيد جدا وليس لديه فلسفة في اللعب بل يمرر بكرة سريعة وبكرات مدروسة للعمق وهي حالات تحدث في كل نصف ساعة مرة ولكن ممكن أن تتحول لأهداف، ويضيف :"الهلال في المباريات الأخيرة لا يسدد على المرمى من الخلف مع وجود لاعبين قادرين على التسديد مثل نيفيز وبنتيلي ونواف العابد وهي مشكلة كبيرة في الفريق خاصة وأن الشمراني معزول عن صناع اللعب".
متفائلون أكثر
يعود رئيس القسم الرياضي في الزميلة الجزيرة عبدالعزيز الهدلق لأجواء التفاؤل وهو يرى أن فريق ويسترن سيدني ليس أقوى من العين الإماراتي الذي هزمه الهلال بثلاثية في الرياض ولكن كل ما يحتاجه لتكرار ذلك هو ألا يقف الحظ ضده.. ويقول :"أنا لست قلقلا لأن الهلال في مأزق أو موقف صعب.. أبدا الهلال في وضع مطمئن فنياً ووضعه جيد وهو قادر على تعويض فارق الهدف بأكثر منه". ويضيف :"مطلوب فقط الفوز بفارق هدفين والهلال قادر على فعل ذلك وهو فقط يحتاج بعض الحظ والتوفيق".. ويتابع :"الهلال قادر على أن يحقق الفارق والفوز ويسعد جماهيره".
أما الكاتب أحمد الفهيد فهو أيضا متفائل جداً، ويؤكد أن كل كأس غابت عن الهلال طويلا، حين تحضر إلى عقر داره، فإنه لا يتركها تغادر.. ويضيف :"لأن اللاعبين مرغمين على الصعود حتى وإن خسروا، سيقاتلون إلى أن تصير أعناقهم طويلة بما يكفي ليعلّق عليها تاريخ من الذهب .. سيصعدون وهم أبطال، والذي يقرأ تاريخ الأزرق، وإن لم يكن واحدا من أنصاره، يدرك ذلك جيداً".. ويتابع خاتماً:"بطولة آسيا "أمنية" .. ولاعبو الهــلال "مؤتمنون" على تحقيقها".