2016-10-14 | 05:14 الكرة السعودية

بأي حال عدت يا جروس

الرياض ـ محمد مجذوب
مشاركة الخبر      

في رائعته (اختلفنا).. يقول فنان العرب محمد عبده.. اختلفنا مين يــحــب الــثـــانـــي أكــثــر.. واتفقنا إنـك أكــثــر وأنـا أكـثـر.. من عدد رمـل الصحــاري ومن المطر أكثر وأكثر.. لعلها الكلمات التي تبدو أكثر مناسبة للتعبير عن حالة الأهلي ومدربه السويسري كريستيان جروس بعد أن غلبه الهوى الذي هو في الأصل غلاب، فعاد ليمارس وظيفته المحببة بعدم الخسارة في دوري "جميل".
جروس وتأكيداً لحالة العشق التي تربط بينه وبين الأهلي قال في المؤتمر الصحفي عقب عودته "أسباب رحيلي كانت بسبب ظروف خاصة، ولكنني أكدت للمسؤولين في النادي أنني لن أعود إلى الدوري السعودي إلا من خلال النادي الأهلي وهو ما حدث بالفعل". إذن نحن أمام حالة فريدة من العشق غلب فيها سحر القلعة الخضراء على أموال خطاب يد المهارة الكروية للسويسري.
ومن قبل غادر المدرب البرتغالي موريينو أسوار نادي تشيلسي الإنجليزي رغم تحقيقه الفوز مرتين ببطولة الدوري الممتاز، خلال الفترة بين 2004 و2007 لينتقل بعدها لتولي تدريب إنتر ميلان الإيطالي، ومن بعده ريال مدريد في عام 2010 والذي فاز معه على مدار ثلاثة مواسم بلقب واحد. وفي عودته الأخيرة للنادي اللندني عام 2013 قدم أسوأ مواسمه وذهب غير مأسوف عليه يشيعه سخط اللاعبين وغضبة الطبيبة المغلوب على أمرها وعلومها التطبيبية.
لكن جروس صاحب الأرقام القياسية لم يبدل حبه وبقي وفياً لعهد العودة للتحليق بعشقه نحو المزيد .
وفيما تعرف بلده سويسرا بكونها دولة محايدة ومنفتحة على العالم، وتتمتع باستقرار سياسي واقتصادي واجتماعي ومصارف تنوء بحمل ما فيها من أوراق النقد والبنكنوت العصبة أولي القوة، يفضل مواطنها جروس أن يدير ظهره للمجد الأوروبي ويختار طائعاً غير محتار أن يهيم مع المجانين مردداً وبتناغم فريد أهزوجتهم المحببة (جدة كذا أهلي وبحر).
إن حكاية جروس والأهلي من الحكايات التي تستحق أن تخلد كثيراً في تاريخ علاقات الأندية بمدربيها. لقد أجهض مطاريد الكبار الهلال والاتحاد والنصر بيتوركا وكانيدا وماتسوساس وغيرهم فضيلة الاستقرار الفني في الأندية إلى أن عاد جروس ليصحح الكثير من المفاهيم ويحول عنوان الأغنية الخالدة لفنان العرب (اختلفنا) إلى (اتفقنا) فيكتب بذلك فصلاً مغايراً يضخ من خلاله "أكسجين" الوفاء في "شرايين" النادي الذي قضى به نحباً ولم يبدله تبديلاً.