2016-10-14 | 05:35 الكرة السعودية

مدرب الهلال ومارادونا.. صداقة أم عداوة

محمود وهبي
مشاركة الخبر      

لاعبٌ من رتبة الهدافين الذين مارسوا هواية زيارة الشباك مراراً وتكراراً، ومدربٌ محنّك من طينة الكبار مع حائط إنجازات ناصع.. هذا هو الأرجنتيني رامون دياز، المدرب الجديد للفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، الذي يصل إلى الرياض وفي حقيبته مسيرة طويلة زامل خلالها النجم الأرجنتيني الأسطوري دييجو أرماندو مارادونا، وحملت في أيامها الطويلة إنجازات لهدافٍ فتّاك ومدربٍ أمضى سنواته الـ 20 الأخيرة يوجه لاعبيه من على خط التماس في الملاعب الأرجنتينية والإنجليزية والمكسيكية، قبل أن يصل إلى السعودية حاملاً آمال عشاق الزعيم.

ولادة نجم
وُلد رامون دياز في مدينة لا ريوخا الأرجنتينية عام 1959، وبدأ مسيرته الاحترافية مع نادي ريفربليت العريق حيث أمضى مواسمه الـ 3 الأولى قبل الانتقال إلى القارة العجوز. ولم ينتظر دياز كثيراً حتى يبدأ في تحقيق الإنجازات، حيث سجل هدفه الأول مع الفريق الأرجنتيني العريق بعد مرور 17 يوماً على مشاركته الأولى، كما فاز في عام 1979 مع منتخب بلاده بلقب كأس العالم (دون 20 عاماً)، واحتفل باللقب برفقة النجم الأسطوري دييجو مارادونا الذي تواجد مع الفريق نفسه في فترة كان يشق فيها طريقه نحو النجومية المطلقة.
وفاز دياز حينها بجائزة الحذاء الذهبي بعدما تُوّج بلقب الهداف برصيد 8 أهداف، فيما فاز مارادونا بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة. وجاء تألق دياز على الصعيد التهديفي ليفتح طريقه نحو المشاركة مع المنتخب الأرجنتيني الأول وبشكل سريع، حيث خاض غمار نهائيات كأس العالم عام 1982 وهو في سن الـ 23 فقط، ونجح في تسجيل هدفٍ في شباك المنتخب البرازيلي في الدور الثاني من المونديال الإسباني، لكن مسيرته مع منتخب بلاده لم تدم طويلاً بسبب قضية شائكة أثارت الكثير من الجدل بينه وبين مارادونا.

خلاف الأسطورة
جاء قرار استبعاد رامون دياز عن نهائيات كأس العالم عاميْ 1986 و1990 مفاجئاً، خاصة أنّه كان يمضي خلال هذه الفترة سنوات من النجاح بين الأندية الإيطالية والفرنسية. وأشارت الوسائل الإعلامية الأرجنتينية في ذلك الوقت إلى وجود خلافٍ بين دياز ومارادونا، وأن الأخير تدخل ليحرم دياز من تمثيل منتخب التانجو الذي وصل إلى المباراة النهائية في النسختين المذكورتين، علماً بأن المدرب الحالي للفريق الهلالي قد نجح في إثبات نجوميته مع المنتخب الأرجنتيني قبل وقوع الخلاف. وانتظر مارادونا حتى عام 2000 ليُنهي الجدال القائم حول خلافه مع دياز، مؤكداً أنّه يرتبط بعلاقة قوية مع مواطنه، وأنّه طلب شخصياً من المدرب كارلوس بيلاردو استدعاء دياز لتمثيل المنتخب الأرجنتيني في موندياليْ 1986 و1990.

عاشق الشباك
تُلخّص لغة الأرقام والإحصائيات المسيرة المشرقة التي كتبها رامون دياز كلاعب منذ انطلاقته في عام 1978 ووصولاً إلى اعتزاله عام 1995، فقد نجح المهاجم الأرجنتيني في تسجيل نسبة تهديفية عالية مع الأندية التي لعب لها بين الأرجنتين وإيطاليا وفرنسا واليابان.
وجاءت أبرز نجاحات رامون مع نادي ريفربليت، حيث فاز معه بلقب الدوري الأرجنتيني 5 مرات، كما اعتلى منصة السكوديتو الإيطالي مع الإنتر عام 1989، قبل الفوز مع نادي موناكو بلقب كأس فرنسا بعد عامين. وشارك دياز خلال مسيرته في 499 مباراة على صعيد مسابقات الدوري، ونجح في الوصول إلى الشباك في 214 مناسبة، كما سجّل 10 أهداف للمنتخب الأرجنتيني الأول بالرغم من مسيرته الدولية القصيرة، حيث لم يرتدِ قميص منتخب بلاده سوى في 22 مباراة.

سيطرة مدرب
أشرف رامون دياز على قيادة نادي ريفربليت في 3 فترات متفرقة، وأمضى مع الفريق الأرجنتيني العريق ما مجموعه 8 مواسم حقق خلالها سلسلة من النجاحات، حيث تُوّج بلقب الدوري الأرجنتيني 6 مرات، كما تربّع في عام 1996 على عرش القارة الأمريكية الجنوبية عبر الفوز بلقب دوري كوبا ليبرتادوريس، قبل الفوز بلقب سوبركوبا ليبرتادوريس في العام التالي.
وكان لدياز محطات تدريبية متفرقة أخرى، حيث قاد نادي أوكسفورد يونايتد الإنجليزي ونادي أمريكا المكسيكي، بالإضافة إلى نادييْ إنديبندنتي وسان لورنزو في الأرجنتين، وقد حقق مع الأخير لقب الدوري الأرجنتيني عام 2007. وقرر دياز خوض تجربة المنتخبات في آخر محطاته التدريبية عبر الإشراف على قيادة منتخب الباراجواي لعامين قبل وصوله إلى الرياض. وقاد دياز منتخب الباراجواي إلى المباراة نصف النهائية لبطولة كوبا أمريكا عام 2015 بعدما نجح فريقه في إقصاء البرازيل في ربع النهائي، لكنه رحلته مع الباراجواي انتهت بعد الخروج المبكر من النسخة الأخيرة للبطولة القارية، وذلك بعدما تذيل فريقه ترتيب المجموعة الأولى برصيد نقطة واحدة فقط.