الرائد مثل أكبر أندية العالم
أعـــــرب عبـد العزيز التويجري رئيس نادي الرائد عن أمله في دخول فريقه المنطقة الدافئة بدوري جميل، مشيراً إلى أن المجلس الجديد الذي يقوده يحمل على كتفيه تركة ثقيلة من الديون بلغت 19 مليون ريال خلفها المجلس السابق، الأمر الذي أربك استعداداتنا، وتسبب في إيقاف حساب النادي منذ 3 أشهر، معلناً رضاه التام عن صفقة المدافع سعيد المولد إلى الرائد الذي كان سبباً في انضمامه لصفوف المنتخب الوطني، نافياً أن تكون هناك تجاوزات في العلاقة بين الرائد والتعاون ووصفها باللذة التنافسية.
ـ ما مكونات الخلطة السرية التي منحت الرائد جواز المرور للتألق في جميل؟
تجمعت عدة عوامل هامة لظهور الفريق بالشكل الطيب في الجولات الأربع التي خضناها في دوري جميل، أبرزها التفاهم الكبير بين مجلس الإدارة والمدرب التونسي الكبير ناصيف البياوي قبل بدء الموسم، وهو ما جعلنا نتشاور في جميع الصفقات الجديدة هذا الموسم، ولم نختلف معاً بل اتفقنا على جميع المتطلبات من لاعبين محليين أو محترفين أجانب، مما أدى إلى وجود استقرار فني وإداري ساهم بشكل كبير في الظهور المتميز في جميل، بالإضافة إلى جودة الخامات الفنية للاعبين الجدد وإمكانياتهم الطيبة وأدائهم اللافت، رغم أن الفريق شهد تغييراً جذرياً قبل بدء المسابقة مباشرة.
ـ وكيف ترى الخسارة الثقيلة من الباطن في الجولة الماضية؟
الخسارة في مباراة في الدوري ليست نهاية الكون فأكبر أندية العالم تتعرض لهزائم كبيرة ، ولاعبونا لم يكونوا في يومهم أمام الباطن وهذا أمر وارد في عالم كرة القدم فأعظم لاعبي العالم يخطئون ويتسببون في أهداف كثيرة تدخل مرماهم ولم تقف الدنيا أو تقعد ولاعبو الرائد الذين خسروا بالأمس من الباطن هم أنفسهم الذين حققوا الفوز على الوحدة والفتح وهو ما يعني أن كل مباراة لها ظروفها , بالإضافة لذلك فإن المدرب فوجيء بإصابة ستة من لاعبيه الأساسيين عند العودة من معسكر قطر وقبل مباراة الباطن.
وأعتقد أن رباعية الباطن مفيدة للاعبين والجهاز الفني حيث سيضعون أيديهم على الأخطاء التي وقع فيها الفريق وستكون مباراة الفيصلي المقبلة بداية جديدة لرائد التحدي في دوري جميل.
ـ هل يمكن أن نعرف التغييرات التي طرأت على الفريق مع بداية الموسم؟
لا أخفي سراً إن قلت إنني تسلمت الإدارة وقوام الفريق الأول 4 لاعبين فقط، وعقب التعاقد مع المدرب التونسي ناصيف البياوي الذي اخترناه لقدرته الكبيرة على التعامل نفسياً مع اللاعبين بحكم وجوده منذ فترة طويلة بالدوري السعودي، بدأنا عملاً جباراً من أجل اللحاق بتكوين فريق قبل انطلاق الدوري، وبالفعل خلال 25 يوماً نجحنا في ضم 27 لاعباً لصفوف الفريق دفعة واحدة، وكانت الاختيارات منتقاة بشكل جيد بعد رصد ومتابعة جميع ملفات اللاعبين الجدد وهو ما عاد بالنفع على أداء الفريق.
ـ وهل الفوز بصفقة سعيد المولد كان مفيداً للرائد؟
بالطبع صفقة سعيد المولد للرائد من الصفقات الناجحة في تاريخ النادي، ونجحنا في التعاقد معه رغم أنه كان مطمعاً للعديد من الأندية الكبيرة لأنه لاعب كبير ومن المدافعين أصحاب الخبرة ويمتلك قدرات دفاعية وهجومية طيبة وهو أحد مكاسب الفريق هذا الموسم وقدم مستويات طيبة رغم أنه لم يشارك من البداية إلا أنه فرض نفسه على التشكيلة الأساسية للفريق بل انضم لصفوف المنتخب الوطني الأول بعد تألقه في أول مباراة يلعبها مع الرائد ليثبت بعد نظر الإدارة في استقطاب لاعبين مميزين في ظل التركة الثقيلة التي حملناها على أكتافنا.
ـ وما مضمون التركة الثقيلة التي حملتها مع مجلسك الجديد؟
تركة ثقيلة بمعنى الكلمة، لأنني تسلمت النادي خالياً من اللاعبين باستثناء 4 لاعبين فقط من الفريق الأول وبقية اللاعبين عقودهم منتهية ثم المديونية الكبيرة وبرمجة المداخيل على السنوات المقبلة، تقريباً سنخسر 60% من دخل النادي وأمامنا عامان على الأقل للتخلص من تلك المديونيات التي وصلت إلى 16 مليون ريال و800 ألف بعد أن تسلمنا النادي ومديونيته 9 ملايين فقط، ومع مرور الأيام نكتشف يومياً أن هناك ديوناً أخرى تظهر أمامنا، منها 10 ملايين تأخير صرف بقية تعاقدات ومقدمات وعقود اللاعبين، و6 شهور تأخر صرف رواتب اللاعبين أيضاً، بالإضافة إلى عقود مدربين أجانب انتهت مدة تعاقدهم وإيجارات سيارات وسكن مما أزم الموقف بشدة داخل البيت الرائدي.
ـ أليس لأعضاء الشرف بالنادي دور في حل تلك الأزمة ؟
بصراحة أكن كل احترام وتقدير لأعضاء الشرف وهم عندي في أولى اهتماماتي وبالتأكيد ستكون لهم اليد الطولى في دعم ومساندة الرائد، لكن بعد أن انتهى أولاً من ترتيب البيت من الداخل وعقب استتباب الأمور سأدعوهم إلى عقد اجتماع شرفي كبير ننتظر من خلاله دعمهم لتحقيق طموحات الجماهير.
ـ وما سقف طموحاتك للفريق هذا الموسم في دوري جميل؟
سقف طموحاتي أعلنته قبل بداية الدوري وهو التواجد في المنطقة الدافئة في الموسم الحالي، ولكن أمتلك آمالاً كبيرة في الموسم المقبل لتحسين أوضاع الفريق لاسيما بعد أن نتخلص من المشاكل المالية والإدارية التي نعاني منها والتي رغم المعاناة الكبيرة إلا أننا قدمنا مستويات رائعة أمام الاتحاد رغم الخسارة، وتألق لاعبونا وفازوا على الوحدة والفتح في حين نلنا خسارة أخرى أمام التعاون، واحتلالنا للمركز السابع بعد الجولة الرابعة مؤشر طيب يؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح رغم فترة الإعداد المقلقة بعض الشيء.
ـ كيف خاض الفريق معسكرين بتركيا وقطر رغم الأزمة المالية الطاحنة ؟
كان لابد من تنظيم معسكر خارجي لأسباب فنية خاصة بالمدرب واللاعبين الجدد رغم أن حساب النادي مغلق منذ 3 شهور والميزانية صفر فلجأنا إلى بعض أعضاء مجلس الإدارة للصرف على المعسكر الأول بتركيا ووجدنا أنه لم يكن كافياً للحكم على مستويات اللاعبين وانسجامهم خاصة أن هناك لاعبين لم يشاركوا في المعسكر فاضطررنا إلى إقامة معسكر آخر في قطر ويعتبر المعسكر الحقيقي للفريق لأنه أتى ثماره بشكل إيجابي.
ـ كيف ترى العلاقة الحساسة والمتوترة بين قطبي القصيم الرائد والتعاون؟
هو أمر متوقع بين أي ناديين ينتميان إلى مدينة واحدة مثل ديربيات الأهلي والاتحاد بجدة والهلال والنصر بالرياض وبالنسبة للرائد والتعاون فهما لم يحققا البطولات ولكن يتمتعان بسجل تاريخي وتواجد عريق في الخريطة الرياضية السعودية إلا أن الرائد تاريخياً أقدم من التعاون والهلال والشباب، وتاريخه يرجع إلى 62 عاماً شهدت خلالها انتصارات وتفوقاً كبيراً له على التعاون، فالرائد سجل 46 فوزاً على التعاون مقابل 23 فقط ، ورغم ذلك يظل التنافس الشريف قائماً بين الناديين بما فيه من لذة ومتعة وحساسية أيضاً لكن بدون تجاوزات.