لا تقلدوهم.. وتغيروا الجهاز الفني
جدة – عبد الغني عوض
أكد مدربون وطنيون أن المسؤولية الأولى في المحافظة على لاعبي المنتخب الوطني للشباب تقع على الأندية، وأشاروا إلى أن المعسكرات وبرامج الإعداد والمشاركات في البطولات الرسمية من أهم طرق الاحتفاظ بكيان المنتخب الشاب فضلاً عن مراجعة المشرفين على الفئات السنية لأسلوب ومسابقات البراعم والناشئين والشباب والأولمبي حتى يستفيد منها المنتخب الأول، محذرين من خطورة عدم الاستعانة بالجهاز الوطني الحالي بقيادة سعد الشهري بعد التأهل مثلما تفعل بعض الاتحادات العربية.
عقدة الخواجة
يقول خليل الزياني مدرب المنتخب الوطني السابق :" إن مشاركة اللاعب في مثل هذا السن في نهائيات كأس العالم قد يراها نهاية المطاف، إلا أنها ليست النهاية بل تعتبر البداية الحقيقية لهذا الفريق الذي يحتاج إلى رعاية كبيرة من الأندية التي يلعبون لها لأنها المسؤولة الأولى عن المحافظة على اللاعبين ورعايتهم وإعدادهم، فنياً وبدنياً ونفسياً ومعنوياً ومنحهم العديد من الفرص للمشاركة مع الفريق الأول لتلك الأندية، ثم يلي دور الاتحاد السعودي لكرة القدم في اختيار اللاعبين وعمل برامج خاصة لإعدادهم واستعداداتهم ومعسكراتهم التدريبية ومراقبتهم من خلال متابعة جيدة للمحافظة على مستوياتهم".
وحذر الزياني من مغبة اتباع سياسة بعض الاتحادات العربية التي سرعان ما تجحد دور مدربيها الوطنيين عندما يقودون منتخباتهم لكأس العالم ثم يبحثون عن مدرب أجنبي لقيادة الفريق وفي النهاية يفشل المدرب الأجنبي ويرتكبون الخطأ الفادح بإقالة المدرب صاحب الإنجاز ويقع الظلم على المدرب الوطني الذي يعتبر تجديد الثقة فيه من جديد لقيادة فريقه في المونديال الكوري هو أكبر جائزة يمكن أن تقدم له بعد الإنجاز التاريخي الذي صنعه لهذا الجيل بعد غياب طويل من المشاركات العالمية.
الفئات السنية
ورفض فؤاد أنور قائد المنتخب الوطني السابق أن يكون منتخب 2011 الذي شارك في مونديال كولومبيا قد فشل، مبينا أن مجرد تأهله لكأس العالم يعتبر إنجازاً كبيراً لأنه أفرز لاعبين أصبحوا نجوماً في المنتخب الوطني الأول الحالي أمثال فهد المولد ومعتز هوساوي ومصطفى بصاص وياسر الشهراني، وهو ما يعني أن وصول المنتخب الحالي للشباب لنهائيات كأس العالم بكوريا هو إنجاز كبير أيضاً يحسب لرئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبد الله بن مساعد ولرئيس الاتحاد أحمد عيد وللجيل الحالي من اللاعبين بقيادة مدربهم الكفء سعد الشهري.
أشار أنور إلى أن المنتخب الحالي يحتاج إلى برامج تدريبية على مستوى عال وفترات إعداد جيدة تتخللها مشاركات دولية متنوعة لاكتساب الخبرات بالإضافة إلى ضرورة أن يراجع المسؤولون عن الفئات السنية حساباتهم بوضع برامج قوية لخلق مسابقات جادة تؤثر في مستويات لاعبي البراعم والناشئين والشباب والأولمبي حتى يستطيع هذا الجيل تكرار ما حققته الأجيال السابقة عندما كونوا قوام المنتخب الوطني الأول من لاعبي الأخضر من خلال مشاركاتهم في بطولات كأس العالم وآسيا للناشئين والشباب.
وأضاف:" من أجمل ما أفرزه تأهل منتخب الشباب لكأس العالم هو تواصل الأفراح للجماهير السعودية بمختلف انتماءاتها وعودة الروح خاصة بعد توالي الانتصارات التي بدأها المنتخب الأول بتصدره مجموعته بفوزه الأخير على منتخب الإمارات وهو ما أعاد الجمهور إلى المدرج بعد أن افتقدنا وجوده في السنوات الماضية".
استقبال أسطوري
ويستبعد علي كميخ مدرب النصر السابق أن يعتمد المنتخب الوطني الأول في مونديال كأس العالم 2022 على نفس قوام منتخب الشباب الحالي الذي شارك في تصفيات آسيا وتأهل لكأس العالم بكوريا، لأن هناك فارقاً زمنياً كبيراً يتعدى 5 سنوات تتغير خلالها أندية فما بالنا باللاعبين، وقال: ما يمكن عمله للحفاظ على كيان الفريق الحالي أن يكون هناك قرار جرئ بمشاركة هذا الفريق في المسابقات المقبلة بدلاً من المنتخب الأولمبي مع تطعيمه بلاعب أو اثنين حتى يكتسب الخبرة اللازمة والتجانس والتقارب فيما بينهم من كثرة تلك المشاركات.
ووضع كميخ وصفة للحفاظ على المنتخب الحالي تتمثل في ثلاثة محاور: الأول: ضرورة مشاركة هؤلاء اللاعبين مع أنديتهم في كل المسابقات مع وضعهم تحت المراقبة والملاحظات الدقيقة بالإضافة إلى منحهم أكبر قدر من المشاركات الدولية المتتالية. والثاني: العمل بكل قوة لإعداد هذا الفريق إعداداً مميزاً عن طريق التجمعات الإيجابية والمعسكرات الخارجية والداخلية والمتابعات الفنية والنفسية لضمان تحقيق نتيجة مشرفة ومرضية في كأس العالم بكوريا دون النظر إلى ما بعد كأس العالم. والثالث: من أهم وسائل المحافظة على هذا الفريق أن يتم استقباله استقبالاً أسطورياً عقب عودته من الخارج ومكافئته وتحفيزه بوعود صادقة برصد مكافآت خيالية له في حالة تحقيقه نتيجة مشرفة في المونديال القادم بكوريا.