2016-11-18 | 07:47 الكرة السعودية

شاركت في العالمية وهزمت الهلال والنصر

حوار - خالد الشايع
مشاركة الخبر      

أوضح سعد الشهري مدرب المنتخب السعودي للشباب لكرة القدم أنه سيجري تغييرات، لكن بحدود ضيقة على تشكلية الأخضر المشارك في بطولة كأس العالم في كوريا الجنوبية من 20 مايو وحتى 11 يونيو المقبلين.
وأشار إلى أنهم سيعوضون عدم مشاركة بعض اللاعبين مع أنديتهم محلياً لأسباب تتعلــق بالسـن القانونية بإقامة خمسة تجمعات.. وقال:"حددنــا تجمعــات شهرية للمنتخب، وبعد شهرين سنلعب في بطولة مجمعة، وبعدها سنشارك في بطولة أخرى، ولدينا خمسة معسكرات قبل المونديال، نتمنى أن تكون كافية، لكي تسدد وتقارب ما بين المنتخب والأندية".
ورفض الشهري أن تكون ترشيحات تحقيق الأخضر لإنجاز في بطولة كأس آسيا المختتمة الشهر الماضي في البحرين سبقته إلى المنامة.. وقال:" تأهلنا ولم تكن هناك ترشيحات كبيرة للمنتخب السعودي".
وكشف الشهري العديد من الأمور التي لم يكن أحد يعرفها عنه، وكيف بدأ التدريب مع القادسية في الوقت الذي لا يزال يلعب فيه مع نادي الثقبة.
شارحاً في هذا الحوار سبب تركه الملاعب قبل أن يصل للثامنة والعشرين من عمره، وكيف تحول لعالم التدريب.
ـ تجهز لوضع برنامج المنتخب السعودي للشباب الذي يستعد لكأس العالم للشباب، ولكن كيف يمكن أن تجهز فريقاً لبطولة عالمية ولاعبوه لا يشاركون مع أنديتهم؟
نحن نريد الفريق كله أن يشارك، ولكن في نهاية المطاف لن يشارك مع الأندية سوى عشرة لاعبين فقط، هم اللاعبون الأساسيون في الدوري الأولمبي، غير أن لاعبي الشباب من مواليد ٩٨ سيلعبون بالتأكيد مع أنديتهم في هذا الدوري، ولكن مشكلتنا أن أصغر المواليد في الأولمبي من مواليد ٩٧ و٩٦ و٩٥، وأنا لو مدرب سأعتمد على اللاعبين مواليد ٩٥ و٩٦ لأنهم أكثر خبرة واحتكاكاً، ولكن الاتحاد السعودي حدد أربعة لاعبين من السن المحددة، ولكن هذا العدد لا يكفي، لهذا نعوض هذه المباريات بالبطولات والدورات الودية التي سنشارك فيها، ولكن نحن حددنا تجمعات شهرية للمنتخب، وبعد شهرين سنلعب في بطولة مجمعة، وبعدها سنشارك في بطولة مجمعة أخرى، ومعسكرات، فلدينا خمسة معسكرات قبل المونديال، نتمنى أن تكون كافية، لكي تسدد وتقارب ما بين المنتخب والأندية.
ـ هل ذات المجموعة الحالية ستسافر معك إلى كوريا، أم أنه ستكون هناك تغييرات ولاعبون جدد؟
التغيير متاح، ولكن بالتأكيد لن يكون بصورة كبيرة، ولن يتجاوز ثلاثة أو أربعة لاعبين على الأكثر.
ـ وماهي أسباب هذا التغيير، فني أو عمري؟
السبب هو تألق اللاعب ذاته، لابد أن يكافأ عليها، كما أن لدينا بعض النواقص في بعض المراكز نحاول تعويضها.
ـ عدما ذهبتم للبحرين، كان المنتخب السعودي مؤهلا للفوز باللقب، ولديه ترشيحات كبيرة، لكن البداية لم تكن جيدة، ولم تكن بمستوى التوقعات، حتى الفوز على كوريا والعراق وإيران، مازال الكثيرون يعتقدون أن المنتخب السعودي يملك أكثر مما قدم في البطولة؟
بالعكس، تأهلنا إلى المونديال والنهائي .. ولم تكن هناك ترشيحات كبيرة للمنتخب السعودي.
ـ ولكن فوزه بكأس الخليج للشباب رفع من رصيده أمام الجمهور؟
المنتخب الذي فاز ببطولة الخليج هو منتخب آخر، ليس المنتخب الذي شارك في البطولة.
ـ فعلا، ولكن الجمهور لا يعرف ذلك، يعتبرونه المنتخب السعودي للشباب؟
ربما، ولكن على مستوى آسيا بعد نتائج منتخب الناشئين والمنتخب الأولمبي في قطر لم يكن هناك تفاؤل بالمنتخبات السعودية السنية، ولكن بالنسبة لنا كانت بدايتنا متعثرة، واعترفنا بذلك، لأننا لم نشارك في مباريات ودية كثيرة قبل البطولة، كل ما لعبناه كان مباراتين وديتين فقط أمام اليمن ودخلنا بعدها كأس آسيا، في وقت لعب فيه المنتخب البحريني ١١ مباراة ودية دولية، ومع ذلك كان مستوى اللاعبين يتصاعد من مباراة لأخرى، وساعدتنا القراءات الفنية التي كنا نقوم بها، واستطعنا الوصول لكأس العالم واللعب في المباراة النهائية، عدم خوض مباريات ودية كافية هو ما جعل المنتخب لا يقدم مستوى جيدا في البداية.
ـ خسرتم المباراة النهائية في آخر ركلة ترجيحية، هل كانت نتيجة محبطة للغاية، أم مرضية لكم بعد كل ماحققتوه؟
الخسارة محزنة بالتأكيد، ولكن الأداء وعطاء اللاعبين كان مرضياً، وهذا ما كنا نريده من اللاعبين أن يقدموا كل ما لديهم داخل الملعب، والنتيجة تظل في علم الغيب، خاصة في مباراة اليابان، فالخصم كان مرتاحاً لخمسة أيام، الفريق الأساسي فيه لم يشارك في مباراة فيتنام، عكس المنتخب السعودي الذي خاض مباراة كوريا الجنوبية القوية، ثم العراق لمدة ١٢٠ دقيقة وفيها ركلات ترجيح، وثم مباراة إيران القوية جدا، ودخلنا بنفس المجموعة في مباراة اليابان، في الوقت الذي خاض فيه اليابانيون مباراة طاجكستان السهلة، وأراح لاعبيه أمام فيتنام وتوجه للنهائي، ولعبنا معه ١٢٠ دقيقة ومع ذلك كنا قادرين على الفوز في أي لحظة.
ـ منذ قليل كنت تركز على أهمية مشاركة اللاعبين في المباريات، ولكن لاعبي المنتخب الياباني ليس لديهم أندية، ومع ذلك توجوا بكأس آسيا؟
هذا كلام أستغربه وغير صحيح، المنتخب الياباني يعتمد في اختياراته على دوري المدارس، ومن خلالها يأخذ اللاعبين ويدخلهم في معسكرات تدريبية خاصة بالمنتخب، فهو يعمل عمل دولة، ويقيمون بطولات مدارس التي يكون العدد فيها كبيرا، وأكبر بكثير من عدد الطلاب في الأندية، فهم لديهم خطة عمل كبيرة، ويتم صقلهم في أوروبا على حساب الاتحاد الياباني لكرة القدم.
ـ وهذا ما يحاول الاتحاد السعودي فعله مستقبلا من خلال معكسرات الأحياء، وهي الخطة التي ستقوم عليها الكرة السعودية مستقبلا؟
الاتحاد يسعى لإقامة مدارس للاعبين ليأخذ لاعبو المنتخب جرعات تدريبية مكثفة، وتم إقامة مدرسة في الرياض حاليا لمنتخب تحت ١٥ سنة، ويدرسون في هذه المدرسة، ويتمرنون يوميا لثلاث فترات.
ـ يعتقد كثيرون أن سعد الشهري هو امتداد لجيل المدربين الكبار الذين حققوا الإنحازات للكرة السعودية، بدءاً من خليل الزياني ومحمد الخراشي ومرروا بخالد القروني وبندر الجعيثن وعبدالعزيز الخالد والآخرون، ولكن السؤال رغم كل هذه الأسماء لماذا المدرب السعودي غائب عن الصورة.. والأندية تفضل عليه مدربين غير معروفين؟
أولاً هي تعود لعقليات بعض إدارات الأندية، التي تبحث عن المدرب الذي تستطيع التدخل في عمله والتحكم فيه، وأحيانا قد تكون المسألة مادية، وأن يدرب هذا المدرب الفئات الثلاث، وهذه تحدث في كثير من الأندية، لذا المسألة تعتمد على أمور مالية، أو عقلية الإداريين، أيضا المدرب ذاته له دور في ذلك، نحن نحتاج لتطوير عمل المدربين أكثر وصقل موهبتهم، عبر الدورات المكثفة، وبعد أن يطور من نفسه سيكون أكثر دقة في اختياراته.
ـ الآن نحن نلاحظ اهتمام كثير من الأندية بالمدربين السعوديين، نلاحظ في دوري الدرجة الأولى سمير هلال وعبدالله الحربي، ودوري جميل كان هناك سامي الجابر وأيضا حمد الدوسري قبل استقالته، فهناك حراك أفضل، فالوقت وصل للمدرب السعودي ولكن الأهم هو أن يختار بشكل أفضل ولا يبحث عن مجرد فرصة للظهور.
ـ هم في السابق حصروا أنفسهم في مسمى مدرب طوارئ؟
فعلا، هذا ما حدث، لهذا لم يكن النجاح حليف المدرب السعودي، ولكان النجاح حاليا مهماً.
ـ وكيف قررت ترك الكرة، مع أنك كنت مشروع لاعب جيد في الاتفاق ومن بعده في النصر؟
أمور كثيرة بين إصابات وأمور عملية، أيضا نظام الاتحاد السعودي لكرة القدم في السابق الذي كان يمنع اللاعب من الانتقال لناد آخر حتى بعد نهاية عقده، كل هذه الأمور تجمعت وأجبرتني على التوقف عن الكرة.
ـ هل كنت ترغب في الانتقال من نادي النصر؟
بعد أن رجعت للمنطقة الشرقية، كان هناك مجال لأن أنتقل لناد آخر، خاصة وأنني كنت صغير السن، ولكن كان ذلك لن ليتم إلا بموافقة النادي السابق أو بمقابل مادي كبير، وهذا لم يحدث.
ـ إذن أنت كنت من ضحايا المادة ١٨ في نظام الاحتراف التي كانت تمنع اللاعب من الانتقال لناد آخر بعد نهاية عقده إلا بموافقة ناديه السابق؟
ربما، أنا وكثير من اللاعبين من جيلي عانينا من تلك المادة، وضحايا أمور كثيرة أيضا، الأهم من ذلك هو أن النادي كان يمكن أن يسجل ٤٥ لاعباً في الفريق الأول، وكان لهذا يكدس الكثير من اللاعبين الذي قد لا يحتاج لهم.
ـ هل شعرت أنك اتخذت قرارا متعجلا بترك الكرة، أم أنت راض عن كل ما حدث معك؟
حبي لكرة القدم لم يكن يمكن أن يقف أمامه إلا حائل كبير، وعندما عجزت عن الاستمرار كلاعب، تحولت للمجال الآخر الذي يبقيني في عالم الكرة، وهو التدريب، وكنت حينها أدرب ومازلت ألعب في وقت واحد، كنت ألعب في دوري الدرجة الثالثة مع نادي الثقبة، وفي ذات الوقت كنت أدرب درجة الناشئين في نادي القادسية.
ـ لحظة، هذه معلومة جديدة، أن تكون مدرباً في ناد ولاعباً في ناد آخر، هذا لم يحدث في العالم من قبل؟
كنت أدرب في القادسية في فترة العصر، ثم أذهب لنادي الثقبة لألعب معه.
ـ وكيف نجحت في التوفيق بين الدورين؟
في أول موسم لي مع ناشئي القادسية، خرجنا من الدور ربع النهائي، وهذا ما تسبب لي بالصدمة وقررت ترك التدريب، وبعدها توجهت لنادي الثقبة وكان عمري حينها ٢٨ عاما فقط، وبدأت معهم الموسم، ومع بداية الموسم عاود نادي القادسية مفاوضاته معي، وما ساعدني في اتخاذ القرار أنه صدر قرار بإبقاء ذات اللاعبين الذين كانوا معي لموسم آخر في درجة الناشئين، وكانوا فريقا قويا وجيدا، لهذا رجعت له، ووازنت بين الأمور، خاصة أننا في الثقبة لم نكن نستمر كثيرا في اللعب وكنا نخرج من البطولة مبكرا، وكملت مع القادسية بعدها.
ـ وماذا فعلت بعد أن رجعت للقادسية؟
أكملنا المشوار وحققنا اللقب وصعدت بالفريق للدرجة الممتازة، وبعدها دربت دوري الشباب، ومعه حققنا لقب المملكة أيضا.
ـ ألم تفكر في تدريب نادي الاتفاق؟
كانت هناك مفاوضات، مع الاتفاق، ولكن كانت ردة فعل انتقالي للنصر باقية لديهم، وكانوا غير راضين عني، خاصة في إدارة عبدالعزيز الدوسري، كانوا حساسين تجاهي.
ـ ألم تنتقل من الاتفاق للنصر بموافقتهم؟
لا، لم أنتقل برضاهم، في ذلك الوقت صدر قرار بالسماح للاعبين بالانتقال دون موافقة النادي الأصلي، استفدت من ذلك واستغللت ذلك بالانتقال، وتم تعويض الاتفاق عن الانتقال بالمسطرة، وبعد عام واحد تم إغلاق هذا الباب.
ـ لهذا وجدت أن القادسية أفضل لك كمدرب؟
عندما دربت منتخب التعليم، كان المشرفون عليه من نادي القادسية، وخاصة عادل الرميحي، وبعد ماحققت بطولة المملكة مع المنتخب، قدم لي عرض من نادي القادسية ووقعت معه على الفور، وبعدها توالت إنجازات القادسية، الذي كان بوابة العبور لي.
ـ من اللاعبون الذين كنت شاهدا على بروزهم؟
مع المنتخب التعليمي كان هناك ياسر الشهراني وعبدالله الحافظ وعلي الزبيدي ومحمد آل فتيل، وإبراهيم الإبراهيم، هؤلاء تدربوا معي في البراعم.
ـ يمكن القول إنك من اكتشف هؤلاء النجوم؟
تقريبا، فمحمد آل فتيل لم يكن أحد يعرفه، وأنا من أحضره من نادي الترجي، أما ياسر الشهراني فكان يلعب في متوسط الدفاع، وأنا من حوله للظهير الأيسر، ومنها نجح في هذا المركز.
أما في القادسية فكان معي صالح العمري وماجد النجراني، وعبدالرحمن العبيد ومحمد عبده وفيصل مسرحي وعلي هزازي وعبدالحمن الشهراني، وكلها أسماء جيدة تقود الفريق الأول حاليا.
ـ وضعت خططك حاليا لما بعد كأس العالم للشباب، ولكن ماذا تخطط في المستقبل؟
خطتي مع المنتخب للشباب حتى ٢٠٢٠، وهذا اتفاقي مع البلجيكي يان المدير الفني للمنتخبات السعودية، وهو يثق بقدراتي، ووضعنا هذه الخطة حتى قبل التأهل لكأس العالم، بعيدا عن النتائج، وما كان سيحدث في كأس آسيا، ووقعت عقدا مع المنتخب الأولمبي قبل كأس العالم، فكان الهدف أن نبني خطة ٢٠٢٠ في طوكيو، وهناك هدف للاتحاد السعودي أن يقود المنتخب الأول في كأس العالم ٢٠٢٢ مدرب وطني، ولهذا يتم تحضير أكثر من مدرب وطني لهذه المهمة، وسيكون التنافس فيما بينهم، ولكن أؤكد لك، أن استمراري مع المنتخبات السعودية مقرون بالنتائح، فلا أريد الاستمرار مع المنتخب لعدة سنوات دون أن أحقق إنجازا واحدا معهم، لابد أن تكون هناك نتائج تدعم ثقتي في نفسي وثقة اللاعبين فيّ.
ـ ولكن لو حصلت على عرض جيد من ناد مثل الهلال أو النصر أو الاتحاد والأهلي وحتى الاتفاق، هل ستترك كل هذه الخطط بحثاً عن المال؟
أنا تركيزي الآن لكأس العالم للشباب، بعده لم أعط القرار الأخير لوجهتي بعده، أيضا لا أستطيع الاستمرار مع المنتخب السعودي لأربع سنوات دون عرض مجزٍ، فمن الممكن أن أذهب لناد لعام واحد أحقق منه ما سأحققه مع المنتخب مادياً في الأربع سنوات.
ـ جيل المنتخب السعودي للشباب الذي شارك في كأس العالم ٢٠١١، احترفوا في أوروبا، ولكن عادوا سريعا للدوري السعودي، هل هناك خطط لإبقاء الجيل الحالي في أوروبا لتطوير مستوياتهم، هل هناك ثمة خطة لذلك؟
لأن التجربة السابقة كانت فاشلة، لم يتم التركيز عليها مع هذا الجيل، أشدد أن هذا الجيل يجب التركيز عليه من اتحاد الكرة وليس من الأندية ولا من السماسرة، فمعظم من احترف في السابق كان عن طريق وكلاء اللاعبين ليكون ذلك مجرد كوبري للعودة لأندية سعودية أخرى، لم يكن هناك حرص حقيقي من اللاعبين للاحتراف في أوروبا، ولكن لو رجعنا لقطر التي حققت كأس العالم للشباب ٢٠١٤، لوجدنا أن قطر اشترت ناديين، واحدا في البرتغال والثاني في بلجيكا وهي أندية تلعب في دوري الدرجة الأولى، ووزعت لاعبيها على هذين الناديين، وبات اللاعب مجبرا على اللعب في أوروبا، لأنه تم توفير كل شيء له، لابد أن نفعل مثلهم، وهذا ما حدث مع اليابان في السابق، وأن يتابع اتحاد الكرة ذاته لاعبيه، لا أن يتركهم ضحية لوكلاء اللاعبين.
ـ ألا تخشون أن يلغي مجلس إدارة الاتحاد الجديد كل هذه الخطط، وحتى قد لا يستمر البلجيكي يان في منصبه؟
ربما، كل شيء وارد، أنا مدرب محترف، ولو قال لي اتحاد الكرة إننا نريد مدربا آخر لكأس العالم لن أبكي على الأطلال.
ـ ألا تعتقد أن اتحاد الكرة يظلمكم كمدربين، فأنتم تعملون نفس العمل الذي يقدمه المدرب الأجنبي، ومع ذلك لا يعطيك ذات الراتب، ولا حتى ١٠٪ منه؟
هي عقلية إدارية، وأيضا هناك الكفاءة الفنية، فمتى ما توفر ذلك فسيجد المدرب القبول من الجميع.
ـ عندما ألغى الاتحاد السعودي عقد لوبيز كاروا كان يتقاضى ٤٨٠ ألفا، ولكنه بخل على فيصل البدين بـ٤٠ ألفا مع أن كلاهما كان يؤدي ذات المهام، أليس هذا ظلماً لكم؟
لا يوجد تعليق لي على هذا الأمر لأنه متعب نفسياً، ولمن هم يتحججون بأن المدرب السعودي غير متفرغ، ويطلبون منه ترك وظيفته ويتفرغ للتدريب، ولكن هذا لن يحدث إلا إذا توفرت عروض جيدة، فلو حصل على عرض جيد سيحترف بالتأكيد.
ـ ماهو طموحك كمدرب؟
كان لي هدف الوصول لكأس العالم، الآن الهدف هو أن نصل لمراحل لم يصل لها المنتخب من قبل، وأن ننافس بقوة، بعد ذلك سأصل لمرحلة إما الاستمرار مع المنتخب الأولمبي، أو البحث عن ناد أول، وعندها سيكون الهدف بحسب ذلك النادي، لو انتقلت للهلال مثلا سيكون الهدف تحقيق البطولات، أو ناد أقل سيكون الهدف المنافسة، الهدف سيكون حسب النادي وأهدافه.
ـ لكن الأندية السعودية لا تملك عقليه الاستمرار، الآن بعد الجولة الثامنة تم طرد ثمانية مدربين، لا توجد هناك ضمانة للبقاء؟
هذه مشكلة كبيرة، ولكن المدرب الذكي هو من يعرف كيف يحقق النجاح، المدربون الذين يحضرون هنا لا يعرفون طبيعة اللاعب السعودي ولا كيفية التعامل معه، ولا مع الإداريين، أما نحن كمدربين سعوديين نملك تلك الخبرة، ونعرف كيف نتعامل مع اللاعب السعودي.
ـ ربما قرار خصخصة الأندية الذي صدر قبل أيام سيساعد على تحسين هذه البيئة أنه سيكون هناك مدير تنفيذي محترف؟
هذا صحيح، من جميع النواحي، خاصة من الجوانب المادية، فلو تعاقدت مع مدرب سعودي سأوفر أكثر، فبدلا من أن أدفع خمسة ملايين على أجنبي، قد أدفع مليوناً فقط.
ـ المشكلة أن الأندية تريد مدربا سعوديا بـ٢٠٠ ألف فقط؟
(ضحك قبل أن يجيب) نأمل ألا يحدث ذلك.
ـ كلاعب ومدرب ماذا كانت المحطة الأهم لك؟
كلاعب في درجة الشباب مشاركتي في كأس العالم للشباب، ومع الأندية المشاركة مع النصر في كأس العالم للأندية، ولو لم ألعب، أما كمدرب فالوصول لكأس العالم، أيضا تحقيقي مع القادسية لدوري الشباب في ظل منافسة الهلال والنصر.
ـ من عام ٢٠٠٠ وحتى اليوم، هل ترى أن الدوري السعودي تطور؟
نحن لم نستفد من الاحتراف كما يجب، في السابق عندما كنا هواة كنا أكثر انضباطا واحتراما للتمارين والمباريات، الآن هناك ملهيات كثيرة تؤثر على اللاعبين خاصة الصغار منهم مثل البلاي ستيشن، والألعاب، وحتى الكبار، فهي تؤثر على تركيز اللاعب، لهذا نجد أن هناك هبوطاً في مستوى اللاعبين، وما يثبت ذلك أن منتخبات مثل تايلاند وفيتنام باتت تنافسنا، فقد ارتفع مستواها ونحن مازلنا ثابتين، هذا دليل أننا لا نتطور.
ـ أين يكمن الخلل؟
الخلل إداري، وأيضا ثقافة مجتمع بشكل مجتمع، فهي ليست ثقافة إنتاج، نحن لم نتطور في كل الأمور ليس في كرة القدم فقط، نحن نهبط في كل المستويات خاصة في التعليم والطب، لا نجد ناجحين إلا من درس في الخارج، ولو أردنا أن نتطور رياضياً علينا أن نرسل لاعبينا لأوروبا.
ـ ولكن الأندية هي من عادت واستقطبت اللاعبين الموجودين في أوروبا مثل عبدالله عطيف والحافظ والإبراهيم؟
لم يكن احترافاً حقيقياً، كما أن النادي كان يبحث عن مصلحته، لهذا يجب أن تكون هناك أنظمة تجبر النادي على إرسال لاعبيه لأوروبا، كما هو موجود في الابتعاث الدراسي، والعقود السابقة لم تكن مفيدة، وكثير من اللاعبين لم تتجاوز عقودهم ٥٠٠ دولار شهرياً، كانت فقط مجرد كوبري للعودة لناد سعودي بعقد أكبر، الاحتراف الحقيقي أن يحصل اللاعب على عقد مجزٍ، وأن يكون هناك متابعة من اتحاد الكرة بشكل جدي.