الرباط الصليبي.. ضربة خارج المستطيل الأخضر
شهدت الملاعب السعودية خلال الموسمين الماضيين عددا كبيرا من الإصابات بالرباط الصليبي التي طالت لاعبين لهم تأثير فني كبير في فرقهم، وتنوعت مراكز اللاعبين المصابين بداية من الحراسة ونهاية بخط الهجوم، ولعل أشهر آخر المصابين هم إبراهيم هزازي مدافع فريق العروبة، ومنصور الحربي مدافع فريق الأهلي، وريان بلال مهاجم فريق الفيصلي، وزامل السليم مهاجم فريق الاتفاق، وزميله محمد كنو، وياسر القحطاني مهاجم فريق الهلال، وياسر الفهمي لاعب وسط الأهلي، وتركي الخضير لاعب وسط الخليج، ، ووليد عبدالله حارس الشباب، وفواز القرني حارس الاتحاد، وعبدالله عطيف لاعب وسط فريق الهلال، وإبراهيم غالب لاعب وسط فريق النصر وزميليه أحمد الفريدي وعبدالعزيز الجبرين وآخرهم راكان الشملان.
وتبرز اهم العقبات امام العودة المنتظرة للاعب تخوفه من فترة الغياب التي يقضيها بعد الإصابة بالرباط الصليبي، والتي تصل إلى 6 أشهر على حسب مدى قوة الإصابة، فالكثير من اللاعبين استطاع أن يعود إلى الملاعب بمستواه المعروف عنه، أمثال نايف هزازي وناصر الشمراني واحمد الفريدي وياسر القحطاني وحسين عبدالغني، فيما لا زال اللاعب ابراهيم غالب اللغز المحير لعشاقه في العودة بعد الإصابة المزدوجة حيث تأخرت عودتة رغم انه أنهى برنامجه التأهيلي وشارك امس في تدريبات النصر ويستعد لمشاركة فريقه في الجولتين المقبلتين من دوري جميل للمحترفين .
أسباب الإصابة
يعزو البعض أهم أسباب الإصابة بالرباط الصليبي الى سوء أرضية الملاعب التي تتسبب دائماً في التواء الركبة مما يؤثر على الأربطة وتعرضها للتمزق والقطع أحياناً، ومن الاسباب ايضا عدم التزام اللاعبين بالتدريبات وبالبرنامج الغذائي الذي يسهم في المحافظة على أنفسهم من خطر الإصابات، يأتي بعدها السهر وبعض السلوكيات الخاطئة .
مراحل العلاج
تمر فترة العلاج بأكثر من مرحلة، الاولى هي المرحلة المهمة التي تلي الإصابة مباشرة ويهدف العلاج فيها إلى تخفيف الألم والتورم، وذلك من خلال وضع كمادات ثلج على الركبة وإعطاء المريض مسكنات الألم ومضادات التورم، وأن يستخدم المصاب العكاز لخمسة أيام إن احتاج الأمر، يأتي بعدها دخول المريض في مرحلة التأهيل الطبيعي الذي يهدف إلى تقوية العضلات الأمامية والخلفية المحيطة بالركبة وتستمر إلى ما يقارب الشهر.
بعد ذلك يتم التدخل الجراحي لعلاج القطع او التمزق ومن ثم العلاج الطبيعي المكثف تحت إشراف أخصائيين وخلال جلستين كل يوم، وتعتبر فترة العلاج الطبيعي هي الأهم لأنها تكون سبباً بعد الله في نجاح العملية، فيستمر المصاب على فترة العلاج الطبيعي لمدة تتراوح بين 3 و4 أشهر، أما بالنسبة للعودة إلى ممارسة اللعب فإن ذلك يحتاج ما بين 6 الى 12 شهراً بعد العملية.
البرامج التأهيلية
شدد الدكتور المعيدي على ان المصابين من الرياضيين في السعودية يمكنهم اتمام برامجهم التأهيلية داخل السعودية وبالتحديد في مثل هذه المراكز المتخصصة بدلا من السفر الى الخارج وصرف مبالغ طائلة.
وقال في تصريحات للرياضية: مركز علوم التمارين والطب الرياضي الموجود لدينا في الدمام يوجد به العديد من الأجهزة التي تمكن المختصين من عمل الفحوصات اللازمة وبالتالي تقديم التأهيل في نفس المكان بما يتناسب والنتائج"، موضحا ان المركز متكامل ويعد وجهة مهمة لنجوم الرياضة لإجراء الفحوصات الطبية والقياسات المتعلقة بالإصابات الرياضية والاداء الرياضي، كما انه يقدم كافة الخدمات التأهيلية اللازمة حيث يحتوي على احدث المعدات والاجهزة الرياضية، كما يشهد المركز إقبالًا من الاندية من داخل وخارج السعودية.
أهمية الفحوصات
أكد الدكتور المعيدي ان المركز يضم العديد من الاقسام منها معمل الميكانيكا الحيوية والذي تكمن أهميتة في عمل الفحوصات والقياسات الدقيقة للاعبين لمعرفة بواطن الخلل في ادائهم الرياضي واكتشاف اذا كانوا رياضيين أصحاء أو مصابين ومعرفة أماكن الخلل الناتجة عن الإصابة وبالتالي تقديم التأهيل والرعاية الطبيه المناسبة لهم، الى جانب التقنيات العالمية مثل كاميرات الإنفرارد ثلاثية الأبعاد والبلاطات التي تقيس قوة ردة الأرض أو الثقل على مفاصل الجسم والأجهزة الحديثة المتقدمة التي تقيس حركة العضلات والتوقيت لحركة العضلات أثناء المشي.
الواقع الافتراضي
اوضح المعيدي ان المعمل توجود به شاشه عرضها 6×4 أمتار بالإضافة لـ12 كاميرا دقيقة تصور جسم الإنسان ومفاصلة عبر سير يتحرك في كافة الزوايا ويتوافق مع الواقع والبيئة الافتراضية التي تعرض في الشاشة وبالتالي يتحرك هذا السير بالتزامن مع البيئة الافتراضيه المعروضة امامه مع نظام الصوتيات الذي يتزامن مع البيئة"، كما يضم المركز معملاً لقياس الاتزان والإحساس الدقيق في جسم الإنسان والمعمل يختص بفحص خاصية الاتزان والإحساس الدقيق لمفاصل جسم الإنسان.
قوى العضلات
ويضم المركز معملاً لفحص قوى العضلات باستخدام أجهزة الآيزوكاينتك التي تقيس قوة العضلات والتوازن بين العضلات لمختلف مفاصل جسم الإنسان .
وعلق د.المعيدي بقوله :" هذا الجهاز يعد من أهم الأجهزة التي تساعد في قرار عودة اللاعب للعب وهل هناك خلل بين العضلات أو عدم توازن بين العضلات الخلفية و الأمامية للمفصل المصاب وبالتالي تعطينا نتائج دقيقة في تحديد مدى جاهزية اللاعب للرياضة ".
لياقة اللاعب
كشف المعيدي اهمية الفحوصات لاكتشاف مواطن الخلل في لياقة اللاعب ونوعية التمارين التي يمكن تصميمها بناء على تلك الفحوصات، وقال: بعض اللاعبين يحتاجون لتمارين لياقية هوائية وبعضهم لتمارين لا هوائية وبالتالي يمكن معرفة التمارين اللياقية التي يحتاجها اللاعب لتطوير ادائه وحمايته من الإجهاد خصوصاً بعدما وضح ان معظم اصابات المفاصل التي تحدث في نهاية الشوط أو المباراة ناتجة عن إجهاد اللاعب وبالتالي يفقد اللاعب التحكم والتوازن بجسمه ويتعرض للإصابة".
إصابات الرباط
واضاف المعيدي حول هذا الموضوع بقوله :" ولو نظرنا لإصابة الرباط الصليبي نجد 70% منها تنتج بدون احتكاك مع لاعب آخر وهذا مؤشر على إجهاد اللاعب وبالتالي عن طريق الاجهزة الحديثة يمكن اكتشاف مواطن الخلل اللياقيه عند اللاعب والعمل عليها وتقديم الرعاية الطبية المتقدمة له ومن ثم التأكد من جاهزية اللاعب بناء على عمل فحوصات أخرى .
وكشف الدكتور المعيدي ان لاعبي فريق الحزم لكرة اليد على سبيل المثال استفادوا من المركز حيث حظي لاعبوه بمحاضرة عن أخطر وأهم الإصابات اللي يتعرض لها لاعب كرة اليد وكيفية التعامل معها والوقاية منها.