2016-11-25 | 07:45 الكرة السعودية

جروس ودياز .. رحلة مليئة بالقواسم المشتركة

تقرير - محمود وهبي
مشاركة الخبر      

يعيش الكلاسيكو السعودي بين الأهلي والهلال أجواء مواجهة تكتيكية من العيار الثقيل بين اسمين لامعين في عالم التدريب، فالمدرب كريستيان جروس وصل إلى دكّة الأهلي بعد سنواتٍ من النجاح كلّلها بفوزه بلقب مدرب الموسم في سويسرا 9 مرات، في الوقت الذي طبع فيه المدرب رامون دياز اسمه كأحد أفضل المدربين في تاريخ ريفربليت والأرجنتين قبل بدء تجربته الهلالية هذا الموسم.
وبالرغم من المسافة البعيدة التي تفصل سويسرا عن الأرجنتين، حملت مسيرة كل من جروس ودياز الكثير من القواسم المشتركة، فكلاهما كان اختصاصياً في بطولات الدوري في الطريق نحو الكثير من الإنجازات المحلية، لكنهما عجزا عن ترك بصمة نجاح شبيهة في تجاربهما التدريبية الخارجية.

نجاح محلي
بدأ كريستيان جروس رحلته في عالم التدريب عام 1988 من بوابة نادي فيل الذي كان حينها في الدرجة الرابعة في سويسرا، واستمر معه لفترة 5 مواسم نجح خلالها بالصعود مع الفريق إلى دوري الدرجة الثانية، واكتسب سمعة حسنة بسبب أسلوبه التدريبي الجاد ونظامه الخاص في رفع اللياقة البدنية لدى اللاعبين، الأمر الذي فتح طريقه نحو الانتقال لقيادة الجهاز الفني لنادي جراسهوبر العريق في سويسرا عام 1993.
وكانت المحطّة مع نادي بازل هي الأبرز للمدرب جروس، حيث أمضى مع الفريق 10 سنوات بدءاً من العام 1999، كما خاض تجارب خارجية مع أندية توتنهام في إنجلترا وشتوتجارت في ألمانيا، لكن إنجازاته اقتصرت على الأندية السويسرية قبل أن يحقق لقبه الخارجي الأول مع الأهلي عندما قاده لكأس ولي العهد في الموسم قبل الماضي.

الباب الواسع
وكما هو الحال بالنسبة لجروس، أمضى المدرب رامون دياز مواسمه الخمسة الأولى في عالم التدريب مع نادٍ واحد، لكنّه بدأ رحلته من الباب الواسع عندما عُيّن كمدير فني لنادي ريفربليت العريق في الأرجنتين عام 1995، وبدأ على الفور في تحقيق الألقاب مع فوزه بلقب الدوري الأرجنتيني ولقب كوبا ليبرتادوريس القارية عام 1996.
وأشرف دياز خلال مسيرته على قيادة ناديين آخرين في الأرجنتين هما سان لورنزو وإنديبندينتي، كما كان له تجارب خارجية مع نادي أوكسفورد يونايتد في إنجلترا ونادي أمريكا المكسيكي، بالإضافة إلى تجربة دولية مع منتخب الباراجواي، لكنّه لم ينجح في تحقيق أي نجاحات تُذكر في تجاربه خارج الأرجنتين.
ويأمل دياز في تحقيق أول ألقابه الخارجية على مسرح الملاعب السعودية في تجربته الجديدة مع الهلال، وهو الأمر الذي حققه جروس مع الأهلي بعد نجاحاته في سويسرا.

7 ألقاب دوري
يمتلك كل من جروس ودياز مسيرة تدريبية لامعة على صعيد مسابقات الدوري، حيث حقق جروس لقب الدوري 7 مرات بين سويسرا والسعودية، وهو نفس الرقم الذي حققه دياز في الملاعب الأرجنتينية.
قاد جروس نادي جراسهوبر نحو لقب الدوري السويسري مرتين كانت أولاهما في موسم 1994-1995، في الوقت الذي كان يمضي فيه دياز موسمه الأخير كلاعب مع نادي يوكوهاما مارينوس الياباني.
وأضاف جروس إلى سجله لقب الدوري السويسري مع نادي بازل في 4 مناسبات، قبل أن يقود الأهلي نحو لقب دوري جميل في الموسم الماضي.
من ناحيته، يُعتبر رامون دياز أحد أبرز المدربين في تاريخ نادي ريفربليت، حيث قاد الفريق الأحمر والأبيض نحو لقب الدوري الأرجنتيني 6 مرات كانت أولاها عام 1996، كما نجح في قيادة نادي سان لورنزو نحو لقب الدوري عام 2007.
وعلى صعيد مسابقات الكأس، حصد المدرب جروس لقب كأس سويسرا 5 مرات، كما فاز مع الأهلي بلقب كأس ولي العهد وكأس الملك، فيما اكتفى دياز بالفوز بـ 3 كؤوس من بينها لقب بطولة كوبا ليبرتادوريس التي تُعتبر أقوى مسابقات الأندية في القارة الأمريكية الجنوبية.

فشل في إنجلترا
بعد نجاحه الملفت في تجربته مع جراسهوبر، أعلن نادي توتنهام في 20 نوفمبر عام 1997 عن تعاقده مع المدرب كريستيان جروس، لكن رحلة المدرب السويسري في البريميرليج لم تدم أكثر من 9 أشهر فقط، وذلك بسبب بعض النتائج المخيبة وقسوة الإعلام الإنجليزي الذي أكثر من توجيه الانتقادات لجروس.
من ناحيته، اتّخذ المدرب رامون دياز قراراً مفاجئاً للغاية عندما قرر عام 2004 الانتقال إلى إنجلترا من بوابة نادي أوكسفورد يونايتد، والذي كان حينها في غمار أندية الدرجة الرابعة في إنجلترا، علماً بأنّ هذه التجربة جاءت بعد سنوات مليئة بالنجاحات مع ريفربليت. ولم تدم رحلة دياز الإنجليزية لأكثر من موسم واحد، وقد قال إنّه انتقل لتدريب أوكسفورد نظراً لإعجابه بكرة القدم الإنجليزية، علماً بأنّه لم يحصل في ذلك الوقت على عرض مميز من النادي الإنجليزي، وإن بعض الوسائل الإعلامية تحدثت عن عدم حصول دياز وجهازه الفني على أي مردود مادي في ذلك الوقت.