2018-03-16 | 01:40 منوعات

يوسف الكويليت نائب رئيس تحرير جريدة الرياض السابق يشخص الحالة
5 أعوام وتنتهي الصحافة

الدمام ـ خالد الشايع 
مشاركة الخبر      

لأكثر من ربع قرن ظل يوسف الكويليت، نائب رئيس تحرير صحيفة الرياض، يكتب كلمة الرياض بشكل يومي، كان شاهداً على الكثير من الأحداث، عاصر انتشار وقوة تأثير الصحافة الورقية التقليدية، وعاصر بداية تراجعها، قبل أن يتقدم باستقالته ويكتفي بكتابة مقالة لمرتين في الأسبوع.

01

كثير من كبار الصحفيين متشائمين كثيراً من مستقبل الصحافة السعودية خاصة الورقية ويرونها في رمقها الأخير.. هل هم محقون في ذلك؟

هي معاناة عالمية ليست السعودية فقط، الصحافة دخلت في مرحلة السبات الطويل لأنها لا تستطيع أن تجاري عصر التواصل الاجتماعي التي تنشر الأخبار بعد ثوان من صدورها وبالتالي لم يعد للصحافة إلا ما يكتبه الكتاب من رأي وبعض الأفكار.

02

ألا يوجد حلول؟

بالتأكيد هناك حلول الصحافة الإلكترونية تجرأت، باتت تسرق بمعنى تسرق أخبار الصحافة الورقية وتنشرها مع بعض الأخبار الإضافية وهذا اعتداء قانوني على حق الصحف.

03

كيف يكون اعتداء قانونياً؟

أولاً، هذا حق مملوك للصحيفة الورقية ولابد أن تُحاسب تلك الصحيفة الإلكترونية، حتى ولو قالت إنها تنقل فقط لأن من حق الصحيفة الورقية أن تقاضيها، وقامت بعض الصحف العالمية بذلك فعلا فالأخبار التي تنشرها الصحف الورقية هي ملك خاص لها.

04

كيف تقيّم الوضع؟

وصلنا إلى مرحلة نعي تلك الصحافة، لأنها لا تستطيع أن تستمر، لديها التزامات كبيرة، سواء مبانيه الضخمة أو رواتب المحررين أو الطباعة عدا فواتير الكهرباء والمصاريف التشغيلية، لا تقوى عليها أمام جفاف الإعلان، وهذا سيستمر، هي حاولت أن تعالج الوضع، ولكنها مثل مريض السرطان، لا تستطيع أن تشفيه إلا بمصادفات غير طبيعية، ونحن الآن لسنا في زمن المصادفات.

05

 الآن في كل مكان الصحافة تعاني، ولكن الصحف تحاول أن تجد لها مداخيل بعيداً عن الصحافة، من خلال الاستثمارات، ألا يمكن فعل ذلك؟

الصحف العالمية بدأت في ذلك لأنها رأت المستقبل بعيون مختلفة، هم أدركوا أن الصحافة الورقية في يوم ما ستتراجع، وقد تموت مع تقادم الزمن، فوضعوا خططاً للمستقبل، ولم يضعوا كل أموالهم في سلة واحدة، واستثمروا في أماكن مختلفة، وهذا ساعدهم أن يعيشوا على هذه الاستثمارات، ويطوروا من عملهم.

06

 كانت تجربتك في صحيفة الرياض، كانت الصحافة في أوج قوتها، كيف تلمس تراجع هذا التأثير؟

تراجع كثيراً، تجربتي في جريدة الرياض تكشف ذلك، كان التعليق على الافتتاحية يصل في المتوسط إلى ثلاثين أو أربعين تعليقاً، الآن أكتب مقالتين في الأسبوع، لا يصل التعليق على المقالة إلا تعليقاً أو اثنين، هذا دليل أن الرأي العالم لم يعد قارئاً للصحيفة.

07

في ظل هذا الوضع، كم تعتقد أن الصحافة قادرة على الصمود؟

لا أعلم، ربما تتغير الظروف، ولكن لا أمنحها أكثر من خمسة أعوام.