رئيس تحرير البلاد والوطن والشرق السابق يقيّم حال الصحافة السعودية قينان: تركوا المعلومة فهرب القراء
يملك قينان الغامدي تاريخًا صحفيًّا لا يمكن تجاهله، فهو الصحفي السعودي الوحيد، الذي ترأس ثلاث صحف، هي: البلاد، والوطن، والشرق، والأخيرتان أسَّسهما من الصفر، لكن في كل مرة لا تستمر علاقته مع الكرسي الكبير في الصحيفة طويلًا، لينتهي به المطاف باحثًا عن مكان آخر، يبدأ فيه من جديد، وقد استقرَّ به الحال كاتبًّا صحفيًّا بعد أن تعب من الترحال بين الصحف.
"الرياضية" التقت الغامدي، فتحدَّث لها عن تجربته مع "الشرق"، وكيف انتهت بسرعة، وعن رأيه في واقع الصحافة السعودية:
01
كيف تنظر إلى ما يحدث
في "الشرق"، الصحيفة التي
وُلِدَت على يديك؟
حزين جدًّا لما تمرُّ به. لم أكن أتمنى أن تصل إلى هذه المرحلة، لكنَّ غياب الدعم عنها، أدى إلى وصولها إلى هذا الوضع المحزن.
02
هناك مَن يتَّهمك بأنك السبب وراء ذلك، سياستك في الإنفاق الكبير، ودفع رواتب كبيرة للصحفيين، قادت إلى تلاشي رأس المال سريعًا؟
رئيس التحرير لا علاقة له بالإنفاق، هو يقدِّم ميزانية مقترحة، ويُوافق عليها من قِبل مجلس الإدارة. ملَّاك المؤسسة هم مَن يوافقون على الإنفاق، أو يرفضونه، ومَن يتولى الإنفاق، هي الإدارة وفق الميزانية الموافق عليها.
03
أين محطتك المقبلة، وهل ستكتفي بالكتابة؟
بالتأكيد.
04
دائمًا ما تكون محطاتك شائكة، ولا تنتهي بشكل جيد، حدث هذا في البلاد، والوطن، والشرق، ما سبب ذلك؟
حقيقةً لا أدري. لم يكن لدي هدف أن أكون خارج النسق. كان هدفي أن تعمل الصحيفة بشكل مهني وراقٍ.
05
الإنشائية، هل تسبَّبت في تراجع الصحافة السعودية، وتحويلها إلى إنشائية فقط دون تطوُّر؟
هذا طبيعي. إذا لم تُقدِّم الصحيفة المعلومة بشكل مهني، فسيبتعد القارئ عنها بالتأكيد، وهذا ما حدث.
06
تراجع المبيعات، أدى إلى تراجع الإعلانات، والانتشار عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا يجلب إعلانات، كيف ستتجاوز الصحف السعودية هذا المأزق؟
هذا صحيح. تراجعت الإعلانات في وسائل الإعلان كلها، ليس في الورقية فقط، والسبب أن كل شركة من الشركات الكبرى لها منصات خاصة بها على مواقع التواصل الاجتماعي، تعلن عبرها بشكل أسرع، وأوفر من الإعلان في وسيلة إعلامية.
07
ألا يؤدي تراجع قوة الصحافة
إلى ضعف تأثيرها خارجيًّا؟
إذا انعدم تأثير الصحافة داخليًّا، فستتراجع خارجيًّا بالتأكيد. لم يعد هناك إعلام محلي، وآخر خارحي، أي حدث داخلي يُعرف دوليًّا، بالتالي الصحف السعودية تعدُّ ضرورةً، لكنها ليست ذات تأثير، لأن الإعلام السعودي عمومًا لم يكن في مستوى قوة البلاد سياسيًّا واقتصاديًّا، هو دائمًا ردَّة فعلٍ، وليس فعلًا.