الأهلي «صغير جدة»
لا أعرف سببًا وجيهًا واحدًا يجعل الاتحاديين مكتفين بالفرجة والصمت حول محاولة بعض الأهلاويين التعدي على ألقابهم الحصرية جهارًا نهارًا، وتحويلها إلى فريقهم "بدون اِحم ولا دستور". وكما فعلوا مع غيرهم من الأندية.
وأعتقد أنه من غير المقبول سرقة الآخرين ألقابهم الحصرية كما كان يفعل بغباء معلق المواجهة الآسيوية بين الأهلي والسد، وهو يصر في كل مرة وبكل صفاقة أن الأهلي هو "كبير جدة".
وهو أمر غريب ومعيب في الوقت نفسه؛ فالاتحاد ـ وهذه حقيقة لا تقبل الشك ـ هو "كبير جدة"، ولا أحد يستطيع المجادلة فيها؛ لأن هذا يعني الكذب والتدليس ومغالطة للحقائق والتاريخ معًا.
فالفريق التسعيني هو الأقدم تأسيسًا وهذه حقيقة، والأخرى أن الفريق الاتحادي وأعني به هنا الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتحاد، هو الأعلى والأميز من حيث عدد البطولات وتنوعها، بعكس الأهلي المحصور منجزه فقط على بطولة واحدة، وهذه حقيقة أخرى ولا تقبل الشك أيضًا.
ولا أدري كيف أن المشجع الأهلاوي أو الإعلامي "المحسوب عليه"، كليهما سيان ولا فرق بينهما، يتجرأ أو كما يقول المثل الشعبي الدارج "يطاوعه قلبه" في أن يطلق على ناديه "كبير جدة"، في حين هو أصغر من ذلك بكثير قياسًا بمنافسه وجاره اللدود فريق الاتحاد الذي استحق لقب كبير جدة عن جدارة واستحقاق، وعبر سنوات طويلة حافلة بالمنجزات والبطولات التي لم يصل إليها الأهلي.
وأعتقد أن من الطبيعي جدًّا أن يكون الاتحاد هو كبير جدة؛ فالمقارنة بينه وبين الأهلي تبدو مستحيلة في ظل تفوق الاتحاد المطلق منذ تأسيسه وحتى الآن، وها هو يحقق أغلى البطولات قبل أيام رغم ظروفه الصعبة، مؤكدًا بالدليل أنه بالفعل كبير جدة ولا عزاء للمتطفلين على ألقاب الغير ومنجزاتهم.
ومن المضحك جدًّا أن يخدع الأهلي نفسه بكبير جدة، ففريق لم يحقق الدوري سوى ثلاث مرات رغم عمره الثمانيني وصفر في آسيا لا يستحق بصراحة إلا أن يكون "صغير جدة"، مثله مثل النصر في الرياض حينما تكون المقارنة بكبيرها وزعيم أنديتها فريق الهلال، وهذه حقيقة حتى لو أغضبت بعضهم أو أزعجتهم.
وللمعلومية، وهذا ليس سرًّا؛ فالقفز على منجزات الآخرين وخطف ألقابهم هي عادة درج عليها الأهلاويون؛ فهم دخلوا في معارك طاحنة مع الشبابيين على لقب "الراقي"، ثم مع الهلاليين على لقب "الملكي"، وها هم اليوم ومع سبق الإصرار والترصد يجعلون من فريقهم زورًا وبهتانًا "كبير جدة".
بقي أن أشير إلى أن الأهلي من أعرق الأندية السعودية وسجله مليء بالبطولات والكؤوس، ولكنه رغم هذا لا يعني أن يكون كبيرًا لجدة، بل هو ليس كذلك.