محمد صلاح سعودي
ما يفعله محمد صلاح مع ليفربول يتعدى الخيال ليدخل في دائرة الإعجاز والسحر الحلال. يتصدر الهدافين في أول مواسمه في الدوري الإنجليزي متخطياً هاري كين هداف الموسم الماضي والذي قبله. فلك منا يا صلاح ألف قبلة وقبلة.
لاعب مشرف بمعنى الكلمة ليس لمصر وحدها، بل لكل من نطق يوما حرف الضاد. بريطانيا اليوم تتكلم عربي من أجل محمد صلاح. كل شيء يدور حول صلاح حتى الأحاديث الصغيرة. كنت أتحدث مع زميل دراسة بريطاني لا يعرف عن كرة القدم الكثير فسألني عن اسم ابني فقلت له "صالح". ضحك وقال "على اسم النجم صلاح". لم أصحح له، لأن ما قاله يدل على أن صلاح وصل لكل الناس وليس فقط محبي كرة القدم.
أحد طلاب الابتدائي في بريطانيا حضر في اليوم العالمي للكتاب يحمل مجلة على غلافها محمد صلاح. دخل المدرسة مرتدياً قميص ليفربول البرتقالي المزين باسم صلاح ورقم 11، لم يكتف الطفل بذلك بل رسم لحية وشارباً ووضع شعراً مستعاراً لكي يبدو مثل صلاح. علق الصحفي الذي تابع الخبر بقوله: "إن هذا الطفل أعطانا فكرة واضحة عن الشخصيات التي سيقلدها الناس في يوم الهالوين" .
محمد صلاح اليوم أصبح جزءاً من الثقافة الشعبية العالمية وليس البريطانية والعربية فقط، ومتوقع أن يكون النجم الأول في الكرة العالمية قريبا. يمشى بخطى ثابتة لتقديم نفسه كميسي جديد خاصة أن ميسي تخطى الثلاثين وسيرحل بعد موسم أو موسمين.
السؤال الأهم:
هل يمكن للاعب السعودي أن يحترف خارجياً ويؤثر على الدول والشعوب كما فعل صلاح؟
الإجابة بكل بساطة "لا". هذا لن يحدث قريبا والسبب قلة طموح اللاعب السعودي. فاللاعب السعودي بمجرد أن يشترى "عمارة" يحس أنه حقق كل أحلامه وطموحاته في كرة القدم، ولو وجد مصباح علاء الدين لما كلف نفسه عناء مسح غبار المصباح.
إذا ما أردنا أن نجد طريقنا للاحتراف الخارجي فعلينا خلق منظور جديد لدى اللاعبين أو ما يسمى بـ
" new perspective".
يجب أن نجعله ينظر إلى كرة القدم بشكل أكبر وأوسع من عمارة بثلاثة أدوار. وهذا لن يحدث دون الدخول أكثر في الكرة العالمية ومعرفة النماذج الأسطورية التي خلدت اسمها في ذاكرة العالم. أقترح أن نبدأ باستقطاب لاعبين عالميين لكي ينقلوا تجربتهم للاعب السعودي عله ينظر لكرة القدم من منظور جديد بعيدا عن منظور مكاتب العقار ورزقي ورزق عيالي.